كيف تصبح والدًا أكثر وعيًا وإدراكًا لأبنائك
في الآونة الأخيرة صارت تربية الأبناء من الأمور الصعبة والمحيرة والتي تستحوذ على اهتمام الكثيرين من الآباء والأمهات وأصبحت هناك حاجة ملحة للتعرف على آراء الخبراء في مجال التربية وعلم نفس الأطفال، وقد لفت انتباهي كتاب بعنوان "الأطفال المزعجون" لدكتور مصطفى أبو سعد، هذا الكتاب يعد مرجعًا مفيدًا للآباء لأنه يتناول موضوعات عديدة منها ..كيف نشجع أبناءنا وندعم ثقتهم بانفسهم وكيف نتعامل مع التمرد والرفض والعناد وفرط الحركة وتشتت الانتباه وقلة الثقة بالنفس لديهم واضطرابات التعلم والأخطاء المتكررة وكيف نقول لهم لا؟
وفي السطور التالية نتناول الأنماط الأبوية المختلفة وأثرها على سلوك الأطفال وكيف تكون مربياً ناجحًا ؟كيف تعدل من سلوك أبنائك غير المرغوب فيه؟ وكيف تنمي لدى أطفالك تحمل المسئولية والاعتماد على النفس؟
الأنماط الأبوية المختلفة وأثرها على سلوك الأبناء
كلما كان الإنسان متسلطًا في مواقفه كلما تخلى عن إنسانيته أمام الأبناء وتحول بالنسبة إليهم إلى آلة لإصدار الأوامر والنواهي،إن إنسانية الإنسان والدور المتسلط لا يلتقيان في شخص واحد وإذا افتقد الأب إنسانيته وسط أسرته كان لذلك تاثير سلبي على الجميع، والعجيب أن هذه المشكلة لا تنتهي عند الأب بل تنتقل إلى الأبناء فنجد شابًا يمارس نموذج الأب المتسلط ولكن في عدم تناسق مع شخصيته مما يجعل الأسرة حلبة للصراع والاختلافات وتبادل التهم والعقاب والأبناء إما أن يكون رد فعلهم العناد والدفاع عن النفس أو الخضوع وتشرب نفس السلوك، وفي الحالتين نجد أنفسنا أمام سلوكيات تحتاج إلى معالجة وتصحيح.
بعض الآباء الذين قاسوا من ذكريات مؤلمة في طفولتهم يقسمون ألا يوبخوا أطفالهم أبدًا ولا يضربوهم أو يحرموهم وفي هذه الحالة يعاني الأطفال من عدم الانضباط وهذا أمر سئ على الإطلاق.
أحيانًا يتعامل الآباء مع أبنائهم بقسوة لأنهم يريدون أن يفرغوا شحنة التوتر والضيق التي يعانون منها ، ربما يرتاح الآباء قليلًا عندما يفعلون ذلك لكنها راحة قصيرة الأجل لأن الطفل نتيجة ذلك يسلك سلوكًا أكثر سوءًا لذا لا توجه لابنك أمر أو نهي وأنت في حالة غير طبيعية ، تعب شديد، غضب، توتر، ومن الأفضل أن يبحث الآباء عن طريقة آمنة لتفريغ شحنات غضبهم من خلال القيام بنشاط معين كالقراءة أو المشي السريع حتى تهدأ النفس.
قدم لأطفالك تعليمات واضحة حول الطريقة الصحيحة لعمل الأشياء فبدلًا من أن تقول لأبنك "لا تجر أمام السيارات" الأفضل أن تقول له "ابق بقربي على الرصيف" وبدلًا من أن تقول لابنك "لا تسقط عن الشجرة" قل له "تمسك بالشجرة جيدًا" ، أو " ركز ذهنك فيما تفعله"
أساليب تساعدك على أن تصبح أكثر وعيًا وإدراكاً لأبنائك:
- تعرف على أهدافك كأب .. والصورة التي ينبغي أن تكون عليها علاقتك بطفلك
- ضع نصب عينك هذه العبارة : إن علاقتي بطفلي ـــ بأطفالي ـــ بالغة الأهمية وكل ما أفعله أو أقوله مهم جدًا لانجاح هذه العلاقة
- اسال نفسك كل يوم ما الذي يمكنك أن تفعله لتحسين هذه العلاقة
- اطلب من طفلك أن يخبرك بأرائه وافكاره واهتم بالتركيز على الايجابيات
- احسن الاستماع لاطفالك واهتم بأن تأخذ تعليقاتهم مأخذًا جديًا
- اطلب العون من الله ليساعدك في انجاح علاقتك وتعاملك مع أطفالك
- خصص بعض الوقت لملاحظة ما الذي تمنحه لنفسك.
- اهتم بقراءة كتب الأطفال واحرص على مشاهدة الأفلام المعدة خصيصًا لهم وشاركهم في ألعابهم واستمتع معهم
- قم بتسجيل يومياتك، هذه أفضل وسيلة للتعبير عن المشاعر وردود الأفعال والمخاوف ورصد النجاحات والتطورات
- اهتم بالتركيز على ماتحققه من نجاح واحرص قبل أن تخلد للنوم في كل ليلة أن تتذكر ثلاثة أشياء نجحت فيها وأديتها على ما يرام.
خلال عملية تربية أولادك تقابلك الكثير من السلوكيات غير المرغوب فيها والتي تحتاج إلى تصحيح وعلاج لذا ننصحك باتباع القواعد التالية:
- من الأفضل ولمصلحة الطفل التركيز بشكل أساسي على تعديل أو تغيير السلوكيات غير المقبولة بدلًا من التركيز على توجيه اللوم والانتقاد لشخص الطفل.
- حدد السلوك الذي تود تغييره
- تكلم مع الطفل بالتحديد حول ما تنتظره منه وما تريده
- بين له كيف يمكن تحقيق ذلك
- امدح الطفل واشكره على السلوك الحسن
- استمر في مدح سلوكه الحسن حتى يصبح عادة لديه
- تجنب استعمال العنف مع الطفل
- كن حاضر مع أبنائك فلا يكفي إعطائهم توجيهات بل لا بد من متابعة اهتمامك بمدى التزامهم بها لأن الأطفال إذا افتقدوا اهتمام والديهم بهم افتقدوا دوافع تغيير السلوك والتمسك بالحسن منه
- لا تذكر طفلك بأخطائه .. إن تكرار أخطاء الماضي يصيب الطفل بالاحباط وتنتهي به إلى تكرارها
طرق تدعم تحمل المسئولية والاعتماد على الذات لدى الأطفال
- عليك أن تنقل مشاعر الحب والقبول إلى طفلك دون قيد او شرط
- احرص أن تكون نموذجًا يتحذى به لأن الأطفال يتعلمون بالقدوة والمحاكاة أكثر من أي شي آخر
- كن أكثر اهتمامًا بالعملية التربوية بوجه عام
- ثق في قدرة طفلك على اتخاذ القرارات السليمة حتى ولم لم يظهر أمامك دليل على ذلك حتى الآن
- يجب أن تحترم حاجات طفلك ورغباته، صحيح أن القرار الأخير سوف يكون في يديك في معظم المواقف لكن لا بد أن تتذكر أن مشاعره وحاجاته ذات أهمية بالغة في هذا السياق
- اسمح لطفلك أن يتحمل عواقب اختياراته الخاطئة في المواقف التي لا تنطوي على ما يشكل خطورة على حياته ليكتسب مزيدًا من الخبرات
صفات الأطفال متحملي المسئولية
- متعاونون ليس حرصًا على رضا شخص آخر أو تحسبًا لرد فعله بل لسبب آخر قد يكون الفضول أو الشعور بالرضا عند الانجاز أو متعه التعلم
- الأطفال الذين يتحملون المسئولية هم أبعد ما يكونون عن الضعف أمام ضغوط الأقران أو أن يلتمسوا في سلوكهم إسعاد الآخرين وهم قادرون على صنع قرارات تتفق ومصلحتهم حتى لو تعرضوا للسخرية أو الرفض
- ليس من صفات الأطفال المسئولين القاء اللوم على الآخرين أو على الاختيارات المتاحة
- يثق هؤلاء الاطفال في غرائزهم وقدرتهم على العناية بانفسهم دون مغامرة أو مخاطرة بحياتهم
- يستطيع هؤلاء الاطفال الربط بين سلوكهم وعواقب هذا السلوك
- قد يواجه هؤلاء الاطفال صراعًا بين رغباتهم ورغبات شخص آخر لكنهم يستطيعون عادة التفاوص للوصول إلى حلول تضمن لهم الفوز