ترانسدنيستريا.. بؤرة ساخنة تثير مخاوف سيطرة روسيا على مولدوفا بعد أوكرانيا
حذرت الولايات المتحدة، الثلاثاء، من "تصعيد التوتر" بعد التفجيرات في منطقة ترانسنيستريا بدولة مولدوفا الانفصالية، والتي تقع غرب مدينة أوديسا الأوكرانية.
وضربت انفجارات منطقة ترانسدنيستريا (أغلبية روسية) في مولدوفا، يومي الإثنين والثلاثاء، ما أسفر عن تدمير برجين إذاعيين، فيما قالت السلطات في مولدوفا إن وحدة عسكرية تعرضت لهجوم عسكري أيضًا، وهو ما دفع حكومة هذا البلد لعقد اجتماع طارىء.
من جهتها نفت موسكو مسؤوليتها عن الهجوم وعبرت عن قلقها البالغ وأنها تتابع الأحداث عن كثب.
وقبل ذلك نفذت القوات الروسية، السبت الماضي، هجومًا بصواريخ كروز استهدف مدينة أوديسا أكبر ميناء في أوكرانيا على البحر الأسود، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ثمانية مدنيين، فيما اعتبرت كييف أن هذا الهجوم يأتي تمهيدًا من قبل روسيا للسيطرة على دولة مولدوفا الانفصالية ضمن خططها للسيطرة على شرق وغرب أوكرانيا وربطها بجزيرة القرم.
قصة ترانسدنيستريا
تقع ترانسنيستريا شرق نهر دنستيريا بين أوكرانيا ومولدوفا، وأعلنت استقلالها عام 1990، وكانت آنذاك تابعة لجمهورية مولدوفا الاشتراكية السوفيتية.
وأدى إعلان استقلالها إلى حرب بين أنصار الاستقلال والقوات المولدافية في عام 1992، وتريد ترانسنيستريا الانضمام إلى روسيا.
وتحظى روسيا بوجود عسكري دائم يقدر بـ1500 عسكري في هذه المنطقة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، وتخشى الدول الغربية من ضم روسيا لهذا المنطقة واستخدامها في شن هجمات جديدة على أوكرانيا وغيرها من دول الجوار الروسي.
ويبلغ عدد سكان ترانسدنيستريا حوالى 500 ألف نسمة وتحظى بدعم روسيا في كافة المجالات، وأعلنت استقلالها بصورة أحادية لكنها لا تحظى باعتراف دولي.
دعم غربي وأوروبي لمولدافيا
وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الثلاثاء، خلال اتصال مع نظيره المولدافي دعم باريس لمولدافيا في مواجهة "مخاطر زعزعة استقرارها"، وكذلك دعم سيادتها ووحدة أراضيها بعد انفجارات ترانسدنيستريا.
من جهتها، حذرت الولايات المتحدة، الثلاثاء، من مساعٍ لـ"تصعيد التوتر" بعد تفجيرات ترانسنيستريا، مؤكدة أنها تتابع الوضع عن كثب في هذه المنطقة.
ومؤخرًا، بحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين مع رئيسة مولدوفا مايا ساندو الهجوم العسكري الروسي على الأراضي الأوكرانية، مؤكدًا استمرار دعم الولايات المتحدة لسيادة مولدوفا وسلامتها الإقليمية، مشيرًا إلى أنهم يواجهون تحديًا أمنيًا لم يشهدوه منذ أكثر من 30 سنة.
وقبل الهجوم بأيام حذرت القوات المسلحة الأوكرانية، من إمكانية قيام روسيا باستفزازات في منطقة ترانسنيستريا الانفصالية في مولدوفا من أجل اتهام أوكرانيا بالاعتداء على دولة مجاورة.
وتحظى مولدوفا، بدعم أوروبي وأمريكي كبير، خاصة بعد الحرب الروسية في أوكرانيا، وذلك بعد استضافتها لآلاف اللاجئين واتخاذها نقطة عبور لنقل الدعم والمساعدات لأوكرانيا.
فمن جهتها، منحت الولايات المتحدة، منذ أسابيع مولدوفا 100 مليون دولار بجانب مساعدات أخرى.
فيما أعلنت المفوضية الأوروبية، في 13 أبريل الجاري عن انطلاق عملية إنسانية جديدة في مولدوفا عبر مرفق الاستجابة الإنسانية الأوروبي، لدعم اللاجئين الأوكرانيين الذين يتدفقون على هذا البلد.