هل يقف حزب الله خلف إطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل؟
حذر مراقبون في إسرائيل خلال الأيام الأخيرة من إمكانية دخول "الجبهة الشمالية" على خط التوتر الحالي في القدس والأقصى وغزة.
فيما تم إطلاق قذيفة صاروخية من لبنان تجاه إسرائيل مساء أمس، ثم أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم الاثنين، أن مدفعيته قصفت موقع إطلاق صاروخ من لبنان مستخدماً العشرات من قذائف المدفعيّة. كما تم قصف هدف واحد لبنية تحتية".
ومن جهتها قالت صحيفة الأخبار اللبنانية الموالية لحزب الله إن "صاروخا أطلق من المنطقة الواقعة جنوب مدينة صور".
سقط الصاروخ الذي أطلق على إسرائيل من لبنان في منطقة مفتوحة بالقرب من كيبوتس ماتزوفا، بالقرب من الحدود، دون التسبب في أضرار أو إصابات، فيما لم تسمع صفارات الإنذار في إسرائيل مع سقوط الصاروخ، وقال الجيش الإسرائيلي إن مستويات التأهب في المنطقة لا تزال "طبيعية".
من جانبها، حثت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونفيل"، الجانبين اللبناني والإسرائيلي على ضبط النفس بعد قصف متبادل، وقالت البعثة، في بيان على تويتر: "نحث على الهدوء وضبط النفس في هذا الوضع المضطرب والمستمر"
من مُطلق القذيفة؟
قبل أيام حذر تقارير عبرية من محاولة حزب الله لاستغلال التوترات بالمسجد الأقصى سياسيا في الانتخابات اللبنانية المقبلة، وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن عضو بالمجلس التنفيذي لحزب الله انتقد إسرائيل الأسبوع الماضي، زاعمًا أن التوترات بشأن المسجد الأقصى لن تمر "دون رد".
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية، أن الهدف هو استخدام التوترات مع إسرائيل لزيادة الدعم لحزب الله في لبنان، لأن الحزب يعتقد أن هناك فرصاً جيدة للأحزاب اللبنانية المعارضة له في الانتخابات المقبلة.
لماذا ليس حزب الله؟
من المشكوك فيه أن يكون حزب الله هو مُطلق القذيفة؛ فمن المرجح أن تكون أحد الفصائل الفلسطينية التي تنشط في جنوب لبنان، حيث تريد الفصائل استغلال انشغال تحويل القوات الإسرائيلية إلى مناطق في الضفة، ووضعها على أهبة استعداد أي تصعيد في غزة.
كما فإن الأزمة الاقتصادية الشديدة التي تشهدها لبنان، والوضع الاقتصادي الذي يمثل تهديد، التضخم والبطالة المرتفعة، وعدم توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين، جعلت البعض يلقى بالمسؤولية على حزب الله، وهو وضع يجعل من الصعب أن يبادر الحزب بالتصعيد مع إسرائيل، بشكل قد يعرضه لانتقادات من الجمهور اللبناني.
ومن ناحية أخرى، فإن حزب الله يدرك جيداً أن أي تصعيد مع إسرائيل سيلحق ضرراً كبيراً بحزب الله وبلبنان أيضاً، وهو ما جعل الأمين العام للحزب يتعامل بحذر شديد في المعركة الطويلة أمام إسرائيل، متجنباً مواجهات عسكرية واسعة منذ حرب لبنان الثانية 2006.
كانت هناك عدة حالات لإطلاق صواريخ من لبنان على إسرائيل في السنوات الأخيرة ، حيث تم إلقاء اللوم في معظمها على الفصائل الفلسطينية وليس حزب الله.
ولكن على الرغم مع ذلك، فمن غير المرجح أن يتمكن فلسطينيون في جنوب لبنان من إطلاق الصواريخ دون موافقة ضمنية على الأقل من حزب الله الذي يسيطر على المنطقة بشكل صارم.
ويأتي الحادث وسط تصاعد التوتر بشأن الاشتباكات في المسجد الأقصى في الحرم القدسي في القدس وتجدد إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه إسرائيل.