«ذا أتلانتك»: ولاية ماكرون الثانية فرصة ليكون عظيما فى قيادة أوروبا وفرنسا
قالت مجلة "ذا أتلانتك" الأمريكية، الأحد، إن فوز إيمانويل ماكرون برئاسة فرنسا لولاية ثانية جديدة قدم له فرصة ليكون عظيمًا في تاريخ هذا البلد.
وأوضحت المجلة الأمريكية، في تقرير لها، اليوم، أن الرئيس الفرنسي ماكرون شخص أناني ومتغطرس، ويبدو أنه يعتقد أن العالم يدور حول تألقه وعظمته اللامتناهية على ما يبدو، ومع هذا كانت كانت ولايته الأولى مليئة بلحظات من التبجح الفارغ والفشل الذي في كثير من الحالات كان له علاقة بترقيته لمصالحه الخاصة.
ومع ذلك أكدت المجلة أنه لا تزال هناك فكرة مفعمة بالحيوية بالنسبة لماكرون فهي مهمة ستعطي رئاسته غرضًا، وتمييزها على أنها شيء مختلف ومثير للاهتمام في عالم من القادة يتميز بالإدارة الرهيبة والطموح المحدود.
وأوضحت "أتلانتك"، أن هوس ماكرون الرئيسي يتمثل في إنشاء "أوروبا" مستقلة يمكن لفرنسا أن تحولها إلى وسيلة لجعل نفسها عظيمة مرة أخرى، حيث لا توجد أزمة تمر دون محاولة ماكرون دفع هذه الأجندة مهما كانت سخيفة.
وأضافت: "في عام 2019، في ذروة رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة، أثار ماكرون غضبًا بين حلفائه وفرحًا في الكرملين بعد تحذيره من أن حلف الناتو يعاني موتًا دماغيًا، غير قادر على مواجهة فك ارتباط الولايات المتحدة البطيء بأوروبا التي كانت تغادر القارة".
وأشارت المجلة الأمريكية أنه بعد ذلك بعامين، ووسط توترات بشأن توريد اللقاحات المضادة لفيروس كورونا مع بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، تدخل ماكرون مرة أخرى لحماية مصالح أوروبا من خلال الإعلان بشكل غير صحيح تمامًا وبدون دليل أن لقاح أسترازينيكا البريطاني الصنع كان "شبه - غير فعال "للمسنين".
اخفاقات ماكرون في ولايته الأولى
وبعد ذلك، في هذا العام عندما اصطفت روسيا لغزو أوكرانيا، عامل ماكرون العالم بجرعة أخرى من حكمته محذرًا من أن هذا هو الوقت المناسب لأوروبا لإقامة حوارها مع روسيا، بشكل مستقل عن الناتو بقيادة الولايات المتحدة.
واعتبرت "ذا أتلانتك"، أن تدخلات ماكرون كانت غير دقيقة بشكل مذهل أو خاطئة أو تم تجاهلها، مؤكدة أن فترة ولايته الأولى افتقرت إلى أي إنجاز حقيقي، ففي أوروبا، على الرغم من الخطط الكبيرة لتنشيط الاتحاد الأوروبي من خلال منحه الأدوات للتعامل مع الأزمات المستقبلية لكن لم يتمكن من تغيير الكثير.
أما في الداخل، على الرغم من وعود ماكرون بجعل فرنسا أكثر ديناميكية وجاذبية للاستثمار، فقد اضطر للتخلي عن بعض أجندته الإصلاحية وسط فورة من الغضب العام، وكانت النتيجة أن أصبح ماكرون شخصية مثيرة للانقسام بشكل غير عادي في فرنسا، ومكروه من قبل شرائح واسعة من الجمهور بشكل أكثر كثافة حتى من الرئيسين السابقين غير المحبوبين، نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند.
كيف سينجح ماكرون في مهمته
واعتبرت المجلة الأمريكية أن قياس ماكرون مقابل واقع العمالقة السياسيين السابقين يجعله يبدو أقل صغرًا، إلا أنه نجح، ولو جزئيًا، في إصلاح الاقتصاد الفرنسي، وخفض البطالة وجعل البلاد أكثر جاذبية للاستثمار الدولي ومع رحيل أنجيلا ميركل من مستشارية ألمانيا وحل أولاف شولز المتواضع مكانها، برز ماكرون كقائد واضح داخل أوروبا، بل بطل قوي وقوي للاتحاد الأوروبي.
وقالت "ذا أتلانتك"، أنه من السابق لأوانه الحكم على ما إذا كان ماكرون سيحقق نجاحًا أم فشلًا في مهمته لإصلاح فرنسا وتنشيط أوروبا وربما سيحقق أحدهما دون الآخر أو لا يحقق أي منهما؛ لأن الكثير من العوائق يمكن أن تفسد فترة ولايته الثانية.
ومع ذلك، في الوقت الحالي بحسب المجلة الأمريكية هناك فرصة كبيرة لأن يصبح ماكرون الشخصية الأوروبية المميزة لعصرنا، متجاوزًا حتى ميركل، التي يتفكك إرثها أمام أعيننا، فالرئيس الفرنسي ماكرون ليس ذكيًا كما يعتقد ومع ذلك، قد يصبح عظيمًا.