من كنيسة لمعبد لليهود.. «ابن عزرا» تاريخ أشهر معبد يهودي في مصر

يقع معبد ابن عزرا فى منطقة مجمع الأديان، إذ يقع على مقربة من الكنيسة المعلقة والمتحف القبطي وجامع عمرو بن العاص، ويعد هذا المعبد نموذجاً لتعايش الأديان فهو يجمع فى تصميمه وزخارفه بين خصائص وطرز فنية يهودية، ومسيحية، وإسلامية، أي أنه يعد مجمعًا للأديان الثلاثة.

ويعد معبد بن عزرا أقدم معبد يهودي في مصر، وكان هذا المعبد مركزًا للعديد من الاحتفالات والتجمعات والصلوات، لكنه لم يعد مستخدما اليوم، و يعتقد البعض أنه كان ذات يوم كنيسة قبطية أرثوذكسية تم بيعها لأفراد الجالية اليهودية في مصر عام 882م، وقد تم تسمية المعبد على اسم عزرا العالم الديني والفيلسوف اليهودي.

- من كنيسة للأقباط  إلى معبد لليهود 

وجاء في كتاب " الجينزا والمعابد اليهودية في مصر" يعد معبد بن عزرا من أهم المعابد اليهودية في مصر وتحدثت المصادر التاريخية عن الموقع القديم لمعبد ابن عزرا بالفسطاط  بمصر القديمة، وذكرت أنه كان في مكانه الحالي كنيسة للأقباط  منذ القرن السادس الميلادي، ويدل على ذلك التصميم المعماري الذي يماثل تصميم الكنيسة والمعروف بالطراز البازيليكي، وفي القرن التاسع أشترت الطائفة اليهودية الكنيسة ومساحة من الأرض حولها من الأقباط كما قامت الطائفة بإجراء بعض التغييرات المعمارية بالمبنى مع عدم الإخلال بطرازه المعماري القديم .

- تعبد فيه سيدنا موسي عليه السلام 

 تتمثل أهمية هذا المكان فميما ترويه المصادر اليهودية، من أن مياه النيل كانت تفيض في هذا المكان  حيث انتشل الصندوق الذي وجد فيه سيدنا موسى عليه السلام وهو طفل، والتقطته إحدى بنات فرعون وذكرت كذلك أن سيدنا موسى عليه السلام بعد أن كلف برسالته كان يقف في هذا المكان ويصلي ويدعو الله أن ينقذ بنى إسرائيل.

وقد اشارت إلى هذا بعض الكتابات العبرية المحفورة على تركيبة رخامية في صالة المعبد،  وتحمل هذه الكتابات الفقرة 39 من سفر الخروج الاصحاح التاسع ويستدل بها كاتبها على عبادة سيدنا موسى علها السلام هنا في هذا المكان  فقال له موسى :

"عندما أخرج من المدينة سوف أرفع يدى إلى الرب فتتوقف الرعود فلا يكون البرد لكي تعرف أن الأرض لله "،كما أنه منقوش على هذه التركيبة عبارات بالعبرية تدل على أن سيدنا موسى عليه السلام كان يصلي في نفس المكان.

ترجع الأهمية الكبرى لمعبد ابن عزرا  منذ اكتشاف  الأوراق والمخطوطات الهائلة  والتي تعرف بـ "الجنيزا" عام 1896 إلى جانب الأثار القديمة التي توجد بداخله والتي منها  سفر توراة بخط عزرا الكاتب، كتب قبل الميلاد يوالي نصف قرن وظل محفوظا بالمعبد إلى ان نقل خارج البلاد  وقد جاء ذكر لك في كتاب رحلات الحاخام حاييم يوسف داود , 1827 وكذلك في كتاب الخطط للمقريزي ، ولهذه الأهمية التاريخية والدينية  يحج اليها من كل انحاء العالم ، إلى جانب كونه أكبر مركز ديني يهودي في الفسطاط .

- يجمع في عمارته بين الفنون المعمارية اليهودية والمسيحية والإسلامية 

ويتميز معبد ابن عزرا بانه جمع خصائص وأساليب وطرز فنية يهودية ومسيحية وإسلامية فالهيكل وشرفة النساء والعناصر النية والزخرفية  اليهودية، تتمثل في النجمة السداسية نجمة داود والزخارف الكتابية العبرية الدينية واسفار التوراة داخل الصناديق متنوعة الزخارف.

عند زيارة المعبد اليوم، سوف تجد المعالم الرئيسية له كلها في مكانها، حيث يقف "البيما" أو المنبر حيث تقرأ الصلوات في منتصف المعبد، اما الهيكل والذي يمثل اتجاه الصلاة وأقدس عنصر في المعبد اليهودي، فيظهر مزخرف بالأرابيسك ومطعم بعرق اللؤلؤ في دمج للتقاليد الفنية المختلفة، أما الوصايا العشر فمكتوبة على الهيكل باللغة العبرية.