الشيخ منصور الشامي.. «معشوق الأقباط» الذي برع وسط عمالقة القراء
استطاع الشيخ منصور الشامي الدمنهوري، في وقت قصير أن يفرض نفسه بين قراء القرآن الكريم في القرن العشرين، في ظل وجود الشيخ صديق المنشاوي والشيخ محمد مجد، إلا أنهما لم يبلغا مكانته، بحسب ما جاء في كتاب "ألحان السماء" للكاتب محمود السعدني.
ويعد الشيخ منصور من القراء القلائل الذي كان يحرص الأقباط على سماعهم؛ لأن طريقته في الأداء كانت تقترب من أداء ترتيل المنشدين فى الكنائس، فكان إحدى القمم الشامخة في دولة التلاوة، وكان عانقًا بما قسمه الله له، ويردد عبارات تدل على الرضا والسماحة في أغلب المجالس القرآنية التي كان يتواجد بها.
وهو من مواليد محافظة دمنهور في العام 1906، وحفظ القرآن على يد عدد من المشايخ، وعاش فيها فترة قصيرة، ثم غادرها إلى الإسكندرية، وأصبح علمًا من أعلام التلاوة بها. وشهد له العديد من القرء وقتها بالنبوغ والتفوق؛ منهم الشيخ محمد رفعت والشيخ منصور بدار.
وفى عام 1945، قرأ الشيخ منصور لأول مرة في إذاعة القرآن الكريم وحصل على أجر 5 جنيهات، وكان في قمة السعادة، ثم بعد ذلك بفترة ارتفع أجره إلى 10 جنيهات ثم 15 جنيهًا عن كل إذاعة، وكان يذيع في نفس الوقت من محطات لندن وسوريا والشرق الأدنى من باكستان، وكان أول من قرأ قرآن الفجر.
وكان يردد دائما مقولة اشتهر بها في زمنه "الصوت هبة من عند الله والهبة نوع من الرزق والله سبحانه وتعالى قسم الأرزاق بين الناس وفضل بعضهم على بعض"، كما كان يردد مقولة شهيرة:"الشيخ محمد رفعت رزقه كبير ورزقي متوسط وهناك آخرون رزقهم قليل وعلى كل مرزوق أن يرضى برزقه".
وكان الشيخ منصور الشامي شديد الإعجاب بالشيخ مصطفى إسماعيل، ويعبر عن إعجابه لقوله:"الله أعطاه حلاوة في الصوت وإبداعًا في الأسلوب، وإنه عطية السماء لدولة التلاوة ولم يكن له نظير في الماضي ولم يكن له مثيل في الحاضر".