تزامنا مع ظهور النور المقدس.. تعرف على ممتلكات الكنيسة بالقدس
تحتفل الكنائس المسيحية، اليوم السبت، بسبت الفرح المعروف باسم "سبت النور"، وهو اليوم الذي يسبق عيد القيامة المجيد، إذ يستعد مسيحيو العالم اليوم للطقس الأهم وهو ظهور النور المقدس منبعثًا من قبر المسيح يوم السبت، والمعروف باسم "سبت النور".
ودأب الآلاف على زيارة كنيسة القيامة في الأراضي الفلسطينية المقدسة، لحضور لحظة فتح قبر المسيح لينطلق منه نور يشع في الأجواء كلها تضاء منه شموع المصلين في الكنيسة القيامة بالقدس، وفي هذا التقرير تستعرض الدستور أبرز المعلومات عن ممتلكات الكنيسة بالقدس.
- تاريخ بناء كنيسة القيامة
قال ماجد كامل الباحث في التراث الكنسي وعضو اللجنة البابوية لتاريخ الكنسي:، إن تاريخ بناء كنيسة القيامة، فيذكر التاريخ عنها أن الملكة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين دشنت المكان الذي أقيمت فوقه الكنيسة في يوم 13 يوليو 335م بحضور بطريرك كنيسة الإسكندرية في ذلك الوقت وكان هو البابا أثناسيوس الرسولي البطريرك رقم 20 في سلسلة بابوات الكنيسة القبطية ؛ مع لفيف من جميع أساقفة العالم ؛ وفي عام 614م قام الفرس بهدم الكنيسة وحرقها فأعاد بناؤها أحد الآباء البطاركة وكان ذلك عام 636م .
- العهدة العمرية أمنت الكنيسة
وتابع وعندما فتح الخليفة عمر بن الخطاب مدينة القدس عام 637م ، أعطي للبطريرك "صفرونيوس "عهد الأمان للمسيحيين وكنائسهم فيما يعرف ب"العهدة العمرية " وفي عام 1009 م قام الحاكم بأمر الله بهدمها ولكنه عاد بعد ذلك وسمح للمسيحين أن يعيدوا بناؤها من جديد ؛ فشيدوا كنيسة القبر المقدس فقط نظرا لحالة الفقر الشديد التي كانوا يمرون بها في ذلك الوقت، وفي عام 1035م سمح الخليفة الفاطمي المستنصر بالله للمسسيحيين ببناء الكنيسة من جديد . وعندما احتل الصليبيون القدس عام 1099 بنوا قرب القبر المقدس كنيسة عرفت بعدئذ بكنيسة "نصف الدنيا " .
وأضاف الباحث في التراث الكنسي، وفي القرن السادس عشر عقدت تركيا مع فرنسا معاهدة الامتيازات الأولى عام 1535م، وسمح للاتين بعمل بعض الترميمات بالكنيسة.
- عائلتان مسلمتان تحرسان الكنيسة منذ العهد العمرية
وأستمر الحال ما بين الهدم والبناء والترميم، وخلال هذه الفترات اندلعت صراعات مريرة بين الكنائس المختلفة حول نصيب كل كنيسة من ملكيتها، فانعقد مؤتمر في برلين في 13 يونيو 1878 من أجل إيجاد حل لهذه الصراعات، وانتهت فيما يعرف في التاريخ بمعاهدة "برلين" التي سوت حقوق المسيحيين في الإمبراطورية العثمانية وجاءت المادة 62 من هذه المعاهدة فيما يعرف بقانون الحالة الراهنة Status Que لتنظيم وحل هذه الصراعات، ويقوم على حراسة أبواب كنيسة القيامة حاليا عائلتان مسلمتان هما عائلة آل جودة وعائلة آل نسيبة حيث يحتفظ آل جودة بمفاتيح الكنيسة، بينما يقوم آل نسيبة بفتح أبواب الكنيسة في مواعيد الصلاة .
وتابع في دراسة له وتذكر بعض المصادر التاريخية أن هاتين العائلتين تقومان بهذه الوظيفة منذ سلم بطريرك الروم الأرثوذكس "صفرونيوس" مفاتيح كنيسة القيامة إلي الخليفة عمر بن الخطاب عام 637م، وهناك خمس طوائف لهم حقوق في كنيسة القيامة هم (الروم الأرثوذكس – الأباء الفرنسيسكان "اللاتين " – الأرمن الأرثوذكس – الأقباط الأرثوذكس – السريان الأرثوذكس ) .
- ممتلكات الكنيسة
أما عن ممتلكات الأقباط الأرثوذكس في القدس فتشمل :-
1- دير القديس الأنبا أنطونيوس :-
ويقع بجوار كنيسة القيامة ؛وقد أصلح هذا الدير وأضيفت إليه مبان جديدة في سنة 1875م ؛وفي عام 1907 م عمر من جديد ؛وعلي بعد نحو ستة أمتار من هذه الكنيسة تقع المرحلة التاسعة من طريق الآلام (وقوع السيد المسيح تحت خشبة الصليب للمرة الثالثة )
2- دير مارجرجس للراهبات :-
وهو يقع بالقرب من باب الخليل بالقدس القديمة ؛ ويرجح أن تاريخ بناء هذه الدير يرجع للقرن السابع عشر تقريبا ؛وقد قام نيافة الأنبا أبراهام "المطران الحالي للقدس " بتجديد الدير خلال عام 1994 ؛ولقد أكتشف علماء الأثار أثناء التجديد أطلال أثرية يعود تاريخها للقرن الرابع أو الخامس الميلادي .
3- كنيسة الملكة هيلانة :-
وتقع في الطابق الأرضي من مبني البطريركية القبطية ؛ويقال في التقليد القبطي أن الملكة هيلانة قد استخدمت بئر المياه الذي بداخل الكنيسة في بناء كنيسة القيامة خلال القرن الرابع الميلادي .
4- كنيسة السيدة العذراء :-
وهي تقع بداخل كنيسة القيامة ؛ولهذه الكنيسة أهمية روحية خاصة ؛ فهي ملاصقة للقبر المقدس مباشرة بل وتعتبر جزء من بنائه ويرجع قدم هذه الكنيسة إلي قدم كنيسة القيامة نفسها .
5- خان الأقباط :-
بني خان الأقباط في عام 1837م في عهد نيافة الانبا أبرآم (1820- 1854 )
6- دير السلطان :
فهو يقع بجوار كنيسة القيامة ، وتبلغ مساحته حوالي 1800 متر مربع تقريبا ؛ أما عن سر تسميته بدير السلطان فأرجح الآراء ترجع أصل التسمية إلي السلطان صلاح الدين الأيوبي ؛حيث وهبه للأقباط الأرثوذكس مكافأة لهم علي الشجاعة التي أظهروها أثناء الحروب الصليبية ؛وتقع ساحته فوق كنيسة القديسة هيلانة .
وبالرغم من ثبوت ملكية الدير تاريخيا للأقباط الأرثوذكس ،إلا أن السلطات الإسرائيلية وكنوع من النكاية في مطران القدس الراحل الأنبا باسيليوس ( 1959- 1991 ) بسب مواقفه المؤيدة للقضية الفلسطينية، وأثناء قيام نيافته بصلوات قداس عيد القيامة المجيد في كنيسة القيامة يوم 25 أبريل 1970 ؛ قامت قوات الجيش الإسرائيلي بتغيير مفاتيح دير السلطان ؛ووضعوا الحواجز الحديدية أمام أبواب الدير ومنعوا الأقباط من الاقتراب من الدير.
وفي صباح اليوم التالي قامت القوات الإسرائيلية بتسليم مفاتيح أبواب الدير للرهبان الأثيوبيين، فسارعت مطرانية الأقباط إلي رفع قضية ضد السلطات الإسرائيلية مطالبة إياها برد ملكية الدير إلى الأقباط ، وبالفعل أصدرت المحكمة الإسرائيلية قرارها رقم 109/71 بتاريخ 16 مارس 1971 برد ملكية الدير إلي الأقباط الارثوذكس،وطالبت رئيس الشرطة الإسرائيلية بإعادة المقدسات المغتصبة إلي أصحابها قبل يوم 6 أبريل من نفس السنة (1971 ) ؛كما أصدرت حكما بتوقيع غرامة مالية علي كل من وزير الشرطة الإسرائيلي ومطران أثيوبيا في القدس ؛ولكن وللأسف الشديد لم تستجب السلطات الإسرائيلية لهذا الحكم حتي الآن ؛ولقد بذلت الدبلوماسية المصرية بالتعاون مع الكنيسة القبطية جهودا مضنية من أجل عودة الحق إلي أصحابه دون جدوى.