نشيد شالكه
فيه نادي اسمه شالكه، أو زي ما بـ يقولوا شالكه زيرو أربعة. هو نادي ألماني عريق. زيرو أربعة دي لـ إنه تأسس 1904.
النادي عاش فترة المجد في التلاتينات والأربعينات، وآخر إنجازاته في الخمسينات، هو حاليًا في دوري الدرجة التانية اللي هبط لها الموسم اللي فات، لكنه متصدر وفرصته في الصعود كبيرة.
إنما كلامي عنه الآن وهنا مالوش علاقة بـ كرة القدم، إنما بـ غضب إسلامي ضد النادي وجماهيره، الغضب دا عمره 13 سنة.
الحكاية إنه في يوليو 2009، زي ما كلنا عارفين، مجرم إرهابي ألماني قتل سيدة مصرية هي مروة الشربيني، الصيدلانية، اللي بـ المناسبة كانت في بدايات حياتها لاعبة كرة يد في منتخب مصر.
هو ما قتلهاش عشان لاعبة كرة يد، ولا منتخب مصر، ولا عشان مصرية، إنما لـ إنها مسلمة، وهو إرهابي يرى في المسلمين خطرًا من حيث الهوية، فـ هو يريد ويحلم بـ إزاحتهم جميعًا من الحياة، أو على الأقل من ألمانيا، ولو بـ القتل، إرهابي.
الحادث دا هـ يبقى له تبعات عند المسلمين، خصوصًا في ألمانيا، وحالة غضب تمتد لـ مجالات كتير، والحالة دي امتدت لـ نادي شالكه. الله!
وأنا مالي يا لمبي!
الواقع، إنه أواخر القرن الـ18، تحديدًا سنة 1797، هـ تظهر في ألمانيا قصيدة شعبية كتبها شاعر مسلم، في مدح النبي محمد بن عبدالله، قصيدة مديح زي قمر سيدنا النبي قمر، أو لجل النبي لجل النبي، كدا يعني.
القصيدة فيها مقطع بـ يقول:
محمد كان نبيا
وفي الألوان عالما
ومن بين روائع الألوان
اختار الأخضر الزاهي
يعني هو الكلام شكله مضعضع وركيك، إنما لما تسمعها بـ الألمانية، هـ تلاقي ليها جرس لطيف.
المهم، القصيدة فضلت موجودة، ثم جاء جماهير شالكه في القرن العشرين، وزي ما بـ تعمل الأندية الجماهيرية، ألفوا نشيد لـ تشجيع الفريق، زي كدا جماهير الأهلي عندنا:
في التالتة شمال
بـ نهز جبال،
وبـ أعلى .....
جماهير شالكه دي عملت نشيدها، وفي مقطع منه، أخدوا الجزء اللي ذكرناه من القصيدة المحمدية، وغيروا كلماته شوية، بقى:
محمد كان نبيا
لا يعرف شيئا عن كرة القدم
لكنه من بين الألوان
اختار الأبيض والأزرق
الأبيض والأزرق دول طبعًا ألوان نادي شالكه، والمعنى هنا إنه حتى الأنبياء والملهمين لو ليهم في كرة القدم، هـ يحبوا شالكه.
طيب، هل النشيد دا اتعمل 2009؟
الواقع لأ، هو بقى له عشرات السنين، فيه تواريخ متضاربة في الموضوع، لكنه على الأقل من ستينات القرن الماضي، النشيد بـ المقطع المذكور موجود، إنما يعني قصة مروة الشربيني كانت فرصة، كل اللي عنده حاجة يطلعها، وقطاعات من المسلمين هناك عبرت عن غضبها من نشيد النادي، لـ إنه من وجهة نظرهم بـ يتضمن إساءة لـ النبي.
كتير من الألمان اندهشوا، لـ إنهم شايفين العكس، المقطع بـ يحتفي بـ النبي محمد، واختاره من دون كل الأنبياء والشخصيات الملهمة، يكون رمز لـ فكرة الشخص العظيم، ورفضوا تغيير النشيد.
وما اتغيرش
الحكاية دي بـ تفتح باب لـ قصة المقدسات، وموضوع إهانة المقدسات، فـ خلينا نفكر في الموضوع بـ صوت عالي، في مقالات مقبلة بـ إذن الله.