كان يُمنح إجازة.. كل شيء عن أسبوع الآلام
تواصل الكنائس احتفالاتها بأسبوع الآلام، وفي اليوم الرابع من أسبوع الآلام وصلوات البصخة المقدسة الذي يطلق عليه اسم «أربعاء أيوب»، بالتزامن مع احتفالات الكنيسة بـ«أسبوع الآلام».
ويكشف البابا شنودة الثالث، البطريرك الراحل، في كتابه أسبوع الآلام عن أهميته في الكنيسة الأرثوذكسية قائلا: إن “أسبوع الآلام أو البصخة المقدسة، هو أهم أيام السنة وأكثرها روحانية.. أسبوع مملوء بالذكريات المقدسة في أخطر مرحلة من مراحل الخلاص، وأهم فصل في قصه الفداء. وقد اختارت الكنيسة لهذا الأسبوع قراءات معينة من العهدين القديم والحديث، كلها مشاعر وأحاسيس مؤثرة للغاية توضح علاقة الله بالبشر. كما اختارت له مجموعة من الألحان العميقة، ومن التأملات والتفاسير الروحية”.
وتابع: كان آباؤنا القديسون في عصور الكنيسة الأولى يلاقون هذا الأسبوع بكل هيبة وتوقير، ويسلكون فيه بنسك شديد للغاية، وكانوا يمتنعون فيه عن أي طعام حلو المذاق “من الأطعمة الصيامية” كالحلوى والعسل والمربي مثلًا، لأنه لا يليق بهم أن يأكلوا وهم يتذكرون آلام الرب من أجلهم. والبعض ما كانوا يطبخون في هذا الأسبوع شيئًا علي الإطلاق، بسبب النسك من جهة، ولكي لا يشغلهم إعداد الطعام عن العبادة من جهة أخرى. وغالبية الناس ما كانوا يأكلون فيه سوى الخبز والملح.
والقادرون منهم كانوا يطوون الأيام صومًا، وكانوا يمتنعون عن الطعام من عشية الجمعة إلي ساعة الإفطار في العيد والنسك في هذا الأسبوع كان يشمل الزينة أيضًا. ولذلك كان النساء فيه يمتنعن عن التزين، بل يمتنعن أيضًا عن لبس الحُلي.
ويشرح قداسة البابا شنودة أن هذا الأسبوع مكرسًا كله للعبادة، حيث يتفرغ فيه الناس من جميع أعمالهم، ويجتمعون في الكنائس طوال الوقت للصلاة والتأمل. مضيفا: وكان الملوك والأباطرة المسيحيون يأمرون أن تتعطل دواوين الحكومة ومصالحها خلال هذا الأسبوع ليتفرغ الناس للعبادة. بل كانوا يسمحون بخروج المحبوسين، لكي يذهبوا هم أيضًا إلي الكنيسة ويشتركوا في صلوات هذا الأسبوع العظيم لعل ذلك يكون تهذيبًا لهم وإصلاحًا.
وممن فعلوا ذلك الإمبراطور ثيئودوسيوس الكبير. وكان السادة يمنحون عبيدهم عطلة طول أسبوع البصخة، فلا يشتغلون هم أيضًا بل يعبدون الرب. وهكذا لا تكون روحيات السادة مبنية على حرمان العبيد، بل الكل للرب، يعبدونه معا ويتمتعون معا بعمق هذا الأسبوع وتأثيره.