آدم طنوس بطرس.. حكاية أشهر بائع للكتب فى القرن الماضى
في تقرير نشرته مجلة المصور عام 1949 تحدثت فيه عن أشهر بائع للكتب خلال القرن الماضي آدم طنوس، وذكرت فيه الكثير من الملابسات حول بيعه للكتب وكيف أن رئيس مجلس الوزراء كان "زبونا" لديه، والتقرير نشره في البداية الباحث والكاتب الصحفي شهدي عطية على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أما عن تفاصيل التقرير فكانت كالتالي:
كان آدم طنوس بطرس شخصية شهيرة على بلاج الإسكندرية، في كل صيف يأتي للمدينة الساحلية ويبيع الكتب بلغات عديدة، ويحفظ آدم من اللغات بقدر ما يعينه على فهم الكتاب وشرحه، ويعرف تماما كيف يروج لبضاعته ويقول في النهاية "الكتاب ده قراه صدقي باشا".
وربما يكون صدقي باشا لم يقرأ الكتاب، ولكنه من زبائنه؛ بل هو انشط الزبائن لدى آم طنوس، فهو يشتري منه كل يوم كتابا، يشتريه في الصباح ويقرأ ثلاثة أرباعه وهو مستلق على فراشه في كابينة على البلاج، ويتهي من قراءة الربع الباقي في داره قبل أن ينام، وهو لا يقرا سوى الكتب التاريخية والروايات الاجتماعية وأغلب هذه الكتب يكون باللغة الفرنسية.
والنحاس باشا أيضًا من زبائن آدم طنوس، وبلغ من ثقة رفعته أنه يقرأ كل كتاب فيم يقدم إليه، إذ استطاع الرجل بعد التجربة الطويلة ان يعرف ذوقه.
وهناك شخصيات نشيطة أخرى مثل وزير التجارة مصطفى نصرت بك، وهو شديد الولع والاطلاع بالكتب الحديثة، وطريقته في الاختيار أن يقرأ القوائم المكتوبة على ظهر الغلاف، ويقرأ ما ينتقي.
أما عبد الحميد عبدالحق باشا فيقبل على القراءة للكتب العربية القديمة، كتب الأدب ودواوين الشعر، وهو مغرم بإحياء كتب العرب، وفؤاد سراج الدي باشا مغرم بكتب الفكاهة في الإنجليزية والأمريكية، وحفني محمود باشا ينتقي لنفسه كتب الألغاز والكلمات المتاقطعة، والسبب أنه يقتبس منها لتكوين مقالبه.
ومن زبائن آدم طنوس أيضًا رجلان كبيران لا يتخيران إلا كتب القانون والفقه الدولي بكل اللغات، وهما محمد محمود باشا، ومحمود غالب باشا.
وعن الجنس اللطيف قال آدم طنوس:" عمري ما شفت كتب التدبير، الجنس اللطيف لا يقرأ إلا روايات غرامية. وروايات بوليسية.