بعد إطلاق الصواريخ.. هل اقتربت المواجهة العسكرية بين حماس وإسرائيل؟
تواجه إسرائيل وضعًا أمنيًا على المحك في القدس والضفة الغربية، وأمس الاثنين دخل "قطاع غزة" على خط التوتر، بعد هجوم صاروخي من القطاع تجاه بلدة "كيسوفيم" الإسرائيلية في غلاف غزة مساء أمس، تواصلت حماس مع إسرائيل عبر وسطاء مصريين للتأكيد على أنها غير معنية بمزيد من التصعيد وأنها لا تقف وراء الهجوم، وفقاً لقناة كان الإسرائيلية. فيما ردت إسرائيل بالهجوم على مواقع عسكرية تابعة لحركة حماس.
يأتي تبادل إطلاق الصواريخ بعد أربعة أشهر من الهدوء، فآخر صاروخ أطلق من القطاع نحو إسرائيل في 1 يناير 2022.
الهجوم والرد
أعترض نظام القبة الحديدية الإسرائيلي الصاروخ الذي تم إطلاقه من قطاع غزة مساء الإثنين، حيث انطلقت صافرات الإنذار في منطقتي كيسوفيم وعين هشلوشة (العين الثالثة) قرب الحدود مع قطاع غزة. وقال المجلس الإقليمي أشكول أنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات في أعقاب الهجوم الصاروخي.
بعد الهجوم الصاروخي، قام الجيش الإسرائيلي بقصف أهداف في قطاع غزة بعد منتصف ليل الثلاثاء، وقال الجيش في بيان أنه قصف عدداً من الأهداف، من بينها موقع تستخدمه حماس لتصنيع أسلحة. كما أفادت وسائل إعلام تابعة لحركة حماس، أن الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت موقعا تديره الفصائل الفلسطينية غربي مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. وأفاد شهود عيان ومصادر أمنية في قطاع غزة بعدم وقوع إصابات جراء الغارة الجوية.
وكان صفارات الإنذار قد انطلقت في بلدة ناحل عوز يوم الأحد الماضي، لكن الجيش الإسرائيلي أكد أنه إنذار كاذب.
خلفية الهجوم
جاء الهجوم في خضم تصاعد التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، في أعقاب اشتباكات في البلدة القديمة بمدينة القدس، وسلسلة من الهجمات الفلسطينية ودت بحياة 14 إسرائيلياً، وتصعيد نشاط الجيش الإسرائيلي ضد الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية، وبالتزامن مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للمواجهة العسكرية في غزة العام الماضي التي تسمى في إسرائيل بـ"حارس الأسوار".
وكانت الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس قد كررت أن المسجد الأقصى خطا أحمر. وكانت إجراءات الشرطة لقمع التظاهر هناك العام الماضي من بين مسببات الحرب التي استمرت 11 يوما في غزة في شهر مايو.
فرص التصعيد
وحول سؤال إلى مدى القلق الذي ينطوي على استخدام حماس أمس للمرة الأولى صواريخ اعتراضية بوجه صواريخ إسرائيلية، يرى المراقبون أنه حتى الآن لايوجد أي تغيير ملموس في شكل المعركة، نظراً لامتلاك الجيش الإسرائيلي وسائل حربية متطورة. ولكن القلق الحقيقي هو في مسألة التصعيد ذاتها، فحسب التقديرات في إسرائيل فإن حماس تهدف إلى "تكرار نموذج" الحرب الصاروخية التي اندلعت في مايو الماضي.
لكن تظل المؤشرات تؤكد أن الطرفين (إسرائيل وحماس) لايرغبان في مواجهة عسكرية جديدة، خاصة أنه لا يوجد أهداف حقيقية وواضحة لتلك المواجهة، بيد أنها ستمس بإعمار القطاع الذي كان قد بأ مؤخراً، وبالتالي سيمس بدور الوسطاء وعلى رأسهم مصر ومن المعروف أن الطرفان يرغبان في استمرار الدور المصري في القطاع، بالإضافة إلى أن مواجهة جديدة ستعيد القطاع عاماً إلى الوراء في الوقت الذي بدأت تتحسن فيه الأمور المعيشية هناك، وسيؤدي إلى غضب الجمهور الغزي، مما سيؤثر على مكانة حماس في القطاع.
لكن التجربة من خلال المواجهات العسكرية السابقة بين إسرائيل وحماس أكدت أنه في معظم المواجهات كان الطرفان لايريدان حقاً التصعيد، ولكن التدهور قد بدأ تدريجياً حتى وصل إلى نقطة اللاعودة، فبالنسبة لحماس أي نشاط إسرائيلي في محيط المسجد الأقصى غير مقبول ويستلزم الرد، وبالنسبة لإسرائيل فإن أي العمليات الفردية تستلزم الرد، وكذلك الصواريخ من القطاع لايمكن تجاهلها.