الكنيسة تحتفل بتذكار القديس يوحنا تلميذ غريغوريوس الذيكابولى
تحتفل الكنيسة المارونية اليوم بحلول الاثنين من أسبوع الحواريّين، بينما تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول يوم الاثنين في ثمانيّة الفصح، وتحتفل كنيسة الروم الملكيين اليوم بحلول الاثنين من الأسبوع الجديد، بالإضافة الى تذكار القديس البار يوحنّا تلميذ غريغوريوس الذيكابولي الذي انتقل إلى الله في دير القدّيس خاريطون بالقرب من بيت لحم، حيث عاش ناسكاً منقطعاً إلى الله بالصلاة وإماتة الجسد.
وتلقي الكنيسة عظة في هذه المناسبة تقول فيها: "يوحنّا، السابق للربّ... ها هو يصرخ مُعلِنًا للذين أتوا ليعتمّدوا: "يا أولاد الأفاعي"، لماذا تنظرون إليّ بهذا الإصرار؟ "فأَنَا لَسْتُ المَسيح". إنّني الخادم ولست الرّب. إنّني مجَرَّدُ شخصٍ عاديّ ولست الملك. أنا الخروف لا الرَّاعي. أنا إنسانٌ لا إله. شُفِيَ عقم والدتي حين أتيتُ إلى العالم، ولكنّني لم أترك لها العذريّة. أتيتُ من الأسفل ولم أنزل من الأعالي. ربطتُ لسان أبي، ولم أنشر النعمة الإلهيّة. عرفتني أمّي ولكن النجمة لم تدلّ عليّ. أنا حقيرٌ وصغيرٌ للغاية، لكن يأتي بعدي مَن هو قبلي.
يأتي لاحقًا في الزمن مَن كان من قبل في نور الألوهيّة الذي لا يمكن الوصول إليه أو وصفه، "وأَمَّا الآتي بَعدِي فهو أَقْوى مِنِّي، مَن لَستُ أَهْلاً لأَن أَخلَعَ نَعْلَيْه. إِنَّه سيُعَمِّدُكم في الرُّوحِ القُدُسِ والنَّار". أنا خاضع وهو حرّ. أنا عرضة للخطيئة وهو يدمّر الخطيئة. أنا ألقّن الشريعة وهو يحمل نور النعمة. أنا أعظ كعبد وهو يملي الشريعة كَرَبّ. مرقدي الأرض وهو السماء. أنا أعمّد من أجل التوبة وهو يعطي نعمة العماد. "إِنَّه سيُعَمِّدُكم في الرُّوحِ القُدُسِ والنَّار". لماذا تبجّلوني؟ "أَنَا لَسْتُ المَسيح".
ولقد كتب الإنجيليّ عن قصد: "ها هُوذا يَتَقَدَّمُكم إِلى الجَليل، فهُناك تَرونَه". فالجليل يعني "نهاية الأسر". إنّ المخلّص كان قد عبر عندها من آلام الصليب إلى القيامة، من الموت إلى الحياة، ومن العقاب إلى المجد، ومن حالة الفناء إلى حالة عدم الفناء. لكن إن كان التّلاميذ قد رأوه بعد القيامة أولاً في الجليل، ذلك يعني أنه فيما بعد لن نستطيع أن نرى مجد قيامته بفرح إلا إذا تخلّينا عن عيوبنا لنصل إلى قمم الفضيلة. هناك انتقال وحركة مطلوبان: إذا عُرف النبأ على الصليب، فإن الرّب يسوع المسيح سيُظهر ذاته في مكانٍ آخر.
كانت هناك حياتان: الواحدة منهما معروفةٌ لنا، دون الثانية. كانت هناك حياة بائدة وأخرى خالدة، واحدة قابلة للفناء وثانية غير قابلة للفناء، حياة للموت والأُخرى للقيامة. ثم جاء "الوَسيطَ بَينَ اللهِ والنَّاسِ، وهو إِنْسان، أَيِ المسيحُ يسوعُ" الذي أخذ الحياة الأولى على عاتقه، وأظهر لنا الحياة الثانية، إذ فقد الأولى بعد موته لكنه أظهر لنا الثانية بعد قيامته. فلو كان قد وعدنا، نحن الذين نعرف هذه الحياة البائدة، بقيامة الجسد دون أن يقدّم لنا برهاناً ملموسًا فمن منا كان سيؤمن بوعوده؟