لهذه الأسباب الجوائز الأدبية غير المقترنة بالحافز المادى علامة مضيئة فى ثقافتنا
في الأعوام الثلاثة الفائتة ظهر عدد من الجوائز الأدبية لأسماء عدد من كتابنا الأبرز في المشهد الروائي والقصصي والشعري المصري وهم: جائزة خيري شلبي، وجائزة يحيي الطاهر عبد الله، وأعلن عن تدشين الجائزة تحمل اسم الشاعر سيد حجاب، سبقتها جوائز أخرى ولكنها داخل محيط الأكاديمية المصرية مثل: جائزة الطاهر مكي وغيرها وكلها جوائز كما هو معلن غير مقترنة بالحافز عن دور تلك الجائزة وهل تضيف للمشهد الثقافي المصري يدور التقرير التالي:
مصطفى عبادة : هذه الجوائز أكثر قيمة وشرفا من جوائز مليونية
يشير الكاتب الصحفي والناقد مصطفى عبادة إلى أنه "لا يخلو العالم أبدا من كبار يعرفون للكلمة قيمتها وللأدب والثقافة دورهما الميال للعقل الذي أوشك على بلوغ منتهى حدوده، وجوائز أدبية مثل التي تحمل أسماء أدباء كخيري شلبي أو سيد حجاب أو يحي الطاهر عبد الله أو الطيب صالح في السودان وسيرفانتس في أسبانيا وجائزة هارفي للقصص المصورة في أمريكا وكذلك جائزة إيسنر للإنجازات الإبداعية.
وتابع عبادة "مثل هذه الجوائز وغيرها في مجالات العمارة والرياضة والهندسة، بغض النظر عن اقترانها بقيمة مالية أو لا لكنها تظل علامة ضوء مهمة ومفيدة وغير محملة بمواقف سياسية كجواز الدول أو جوائز الأكاديميات، هذا النوع من الجوائز الذي يحمل أسماء مبدعين هو في رأيي – إذا التزم المحكمون بالموضوعية أكثر قيمة وشرفا من جوائز مليونية.
رشا الفوال : جوائز ترسخ الوجود الأدبي للأصوات الجديدة
ومن جانبها تلفت الشاعر والناقدة رشا الفوال "ما زالت صفحات الفيسبوك زاخرة ببوستات عن شهادات تقدير وهمية ودرجات علمية_ كالدكتوراة الفخرية مثلا من مؤسسات ما أنزل الله بها من سلطان_ ينشرها أصحابها بمنتهى الفخر وهذه أمور مثيرة للتعجب.
وتشير الفوال " بالنسبة للجوائز الأدبية التي لا تمنح مقابل مادي للكتاب أظن أن الأمر يكون معلنا عند نشر شروط التقدم ، بمعنى أن الكاتب يقدم فيها وهو على دراية انه في حال الفوز سيكون المقابل شهادة تقدير أو درع مثلا ، بعض الشباب يعتمد على الفوز في مثل هذه المسابقات بهدف ترسيخ وجوده الأدبي على الساحة الثقافية ويرى أن الفوز بتقدير معنوي خطوة في سبيل الوصول للجوائز الكبرى.
وتتابع الفوال" بالنسبة لجوائز الدولة فكلها تقدم التقدير المادي والمعنوي للكتاب سواء كانت الجائزة التشجيعية أم التقديرية أم جائزة التفوق ، يتم ذلك وفق شروط محددة وواضحة عند الإعلان عنها، يتم ذلك أيضا بتقدير مادي أقل في جوائز الأقاليم التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، وفي المسابقة الأدبية المركزية فقط ما يجب النظر إليه من قبل وزارة الثقافة هو زيادة عدد الكتاب في حال الفوز لثلاثة مراكز بجوائز الدولة، وزيادة قيمة الجوائز فيما يخص مسابقات الهيئة العامة لقصور الثقافة .
وتشير الفوال إلى أنه فيما يخص الجوائز التي تطرحها المؤسسات الثقاقية المستقلة مثل جائزة ساويرس يتم الإعلان عن شروط محددة وواضحة لمن يرغب في التقدم، ويكون التقدير ماديا ومعنويا .
وترى أن الفوز بجائزة بصرف النظر عن قيمتها يضيف للمشهد الثقافي فيما يخص جوائز الدولة والأقاليم الثقافية والمؤسسات الثقافية الخاصة لأنه يلفت انظار المجتمع للحراك الثقافي وللتقدير الذي تقدمه الدولة حتى وإن كان بسيطا.
وتختم أما الجوائز التي لا تقدم سوى التقدير المعنوي تضيف للفائز فقط وإن كان بعد مرحلة من النضج يدرك أن العائد المادي أهم كثيرا من مجرد الحصول على شهادات التقدير والدروع.
مصطفى طاهر جوائز تعرف القاريء بالأصوات الجديدة
من جانبه يرى الكاتب الصحفي مصطفى طاهر "في حالة تعاملت تلك الجوائز بجدية واعتمدت على لجان تحكيم موثوق فيها فانها قادرة أن تقدم إشارات مهمة... وتكون أداة مساعدة للمبدع والقارئ معا، يستطيع من خلالها القارئ معرفة طريقه للأعمال المتميزة بعيدا عن دعاية السوشيال ميديا المزيفة وغيرها من الوسائل المخادعة حاليا.
إسلام نوار .. لايفرق كثيرا قيمة الجائزة المادية
من جانبه يرى الشاعر إسلام نوار" احتكاكي بعالم الجوائز الأدبية يكاد يكون معدوما، لم أتقدم تقريبًا في حياتي الأدبية القصيرة بعمل أو مخطوط لجائزة أو منحة، لعل الشعر قادني لهذا، حيث عدد الجوائز وقيمتها الأدبية أقل من الرواية مثلا.
وأكد نوار"أمتلك موقفا مبدئيا من الجوائز يليق ببراءة لا أجدها داخلي أو ربما بحماقة، أعتبر الجوائز بصقة على وجه الكاتب، تكريما سلطويا أو فاسدا وسط حشد من التصفيق والمباركات المزيفة، لذا حتى كففت عن المباركة لأصدقائي الذين يفوزون بالجوائز، أكتم بداخلي الاشمئزاز تجاه الفرح بالبصقة، ولا أرى إعلان الفرح من الكاتب هذا تبجحًا بل دعوة للشفقة عليه.
وختم نوار "في مجتمعات العوز والظلم الاجتماعي علينا أن نشفق على أنفسنا لا بصفتنا كتاب فقط بل بصفتنا الإنسانية، لن يفرق معي كثيرا إن كانت قيمة الجائزة كبيرة أو محدودة أو رمزية خصوصا مع افتقار الجوائز هنا إلى الحد الأدنى من النزاهة أو العراقة المبررة لقيام المبدع بوضع رقبته تحت السيف البليد للتنافس الجماعي حيث تفترض الفرادة.لا لهذه الجوائز سوى الضحك والسخرية أو التسلية وشغل الوقت بخفة في أحسن الأحوال.