رئيس مؤسسة الملتقى: التجربة الصوفية هى ممارسة حية على التحلى بالأخلاق والقيم المحمدية
أكد الدكتور منير القادري، رئيس مؤسسة الملتقى للبحوث والدراسات، أن الطرق الصوفية في المغرب عُرِفَتْ بعملها المنخرط في بناء المجتمع ووظيفتها الروحية الأصلية والمستمرة التي تجعل منها مقوما من مقومات هوية المجتمع المغربي، وعاملا أساسيا من عوامل الحفاظ على رأسماله اللامادي الروحي والقيمي وجوابا شافيا لتساؤلاته الروحية والأخلاقية، جاء ذلك خلال مشاركتها فى فعاليات ليلة الوصال الصوفية رقم 100، والتى شارك فيها عدد كبير من العلماء والباحثين.
وشدد "القادرى" على أن تأهيل المجتمع روحياً من خلال تكوين أفراده على القيم الأخلاقية العليا، والتحقق بها على يد العلماء الربانين هو المدخل الحقيقي لبناء مواطنة صالحة، وأنه لا انفصال بين الصلاح والإصلاح.
وأورد "رئيس الملتقى العالمي للتصوف" في هذا الصدد مقتطفا من الرسالة الملكية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، إلى المشاركين في الدورة الثانية لملتقى سيدي شيكر : ".... إن انعقاد لقائكم العالمي الثاني من لقاءات سيدي شيكر، تحت رعايتنا السامية، لينطوي على العناية الفائقة التي نوليها لهذه الملتقيات الصوفية، باعتبارها منارات إشعاع روحي وحضاري، رسخها المغرب على مدى تاريخه الطويل.
وتابع: يطيب لنا بهذه المناسبة، أن نرحب بكم على أرض المملكة المغربية، التي تعلمون مدى إسهامها، على امتداد التاريخ، في صيانة صرح التراث الروحي للإسلام، وتشييد معالم الحكمة والإيمان، من خلال ترسيخ مناهج التربية الروحية، التي وضع أسسها صلحاء هذا البلد، الذين امتد إرشادهم، في الماضي والحاضر، وعبر الأزمان، إلى مختلف القارات والبلدان، ولدى شتى بني الإنسان، كما لا يخفى عليكم الالتحام الذي كان سائدا ولا يزال، بين إمارة المؤمنين بهذا البلد الأمين، وبين مشيخات التصوف، حفاظا على عقيدته السنية، واختياراته المذهبية".
ونوه إلى أن "التجربة الصوفية هي ممارسة حية على التحلي بالأخلاق والقيم المحمدية التي لها دور فاعل في بناء الإنسان المتكامل وتحقيق توازنه، غايته النفع و الصلاح والإصلاح للبلاد والعباد وتحقيق الازدهار والأمن والأمان ونشر قيم إسلام الرحمة والوسطية والاعتدال، امتثالا لقوله تعالى لسيد البشرﷺ في كتابه العزيز: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" (سورة الأنبياء الآية 107).