رئيس المحكمة يلقّن محمود عزت درسًا فى الوطنية: رضيتم لأنفسكم الخيانة
استهل المستشار محمد شيرين فهمي، رئيس الدائرة الأولى إرهاب بمحكمة جنايات أمن الدولة العليا، كلمته قبل النطق بالحكم على المتهم محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، في قضية «اقتحام الحدود الشرقية»، بقوله تعالى: "إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ".
وواصل "فهمي"، في كلمته، أن «حب الوطن غريزة متأصلة في النفوس تجعل الإنسان يستريح إلى البقاء فيه، ويحن إليه إذا غاب عنه ويدافع عنه إذا هوجم ويغضب له، والبشر يألفون أرضهم على ما بها ولو كانت مستوحشة، يذهب كل شيء ويبقى الوطن ما بقيت السموات والأرض، والمواطنة حكم في نفس كل إنسان لا تنفك منه ما دام الإنسان في هذه الحياة، والمواطنة الصالحة تتحقق في أصحاب العزائم القوية، لذا يصعب عليهم الخروج من الوطن لأن حب الوطن أصيل في نفوسهم».
وتابع: «غير أن هناك في كل زمان ومكان من يرتضون لأنفسهم الإقدام على خيانة وطنهم وأمتهم وشعبهم وبيع ضمائرهم والتعاون مع أعداء الوطن لينالوا الخسران في الحياة الدنيا وفي الآخرة، والخونة تتعدد أسماؤهم، فمنهم المتربص ومنهم المحرض ومنهم المتطاول على الوطن، وكلهم يتصفون بصفة واحدة وهي الخيانة، ويلتصق بهم أمر واحد بشع وهو العار، والخيانة الوطنية تتدرج من مخالفة قوانينه وأعرافه إلى التساهل في ترك الأعداء يعبثون في الوطن، بمعرفة الشخص ورضاه أو بالاتفاق معه، أو بالترقب للوطن والاستعانة بالمنظمات والجهات الدولية للاستقواء بها على الوطن، وكأن الوطن ليس بوطنه ولا الناس بناسه ولا المجتمع مجتمعه».
وواصل: «هادم الوطن هو الذي يدعو إلى الثورات بدعوى الحرية، هادم الوطن هو الذي يسعى لنشر الفتن في دولته ويجتهد في زعزعة أمنها واستقرارها، خائن الوطن هو الذي يختلق الشائعات والأكاذيب ويروج لها في الآفاق، ويفرح بتشويه سمعة بلاده والإساءة إليها، خائن الوطن هو الذي يتعاون مع التنظيمات الحزبية والمنظمات الخارجية يحرضها ويمدها بالمعلومات والتقارير، خائن الوطن هو الذي يبيع وطنه ويخون ضميره من أجل تنظيم خاسر وحزب خائن، خائن الوطن الذي يحب الفرقة ويكره الاجتماع، يحب التنافر ويكره التراحم، الكذب سلاحه والغدر والخيانة طريقه، خائن الوطن لا تجد له ولاء ولا انتماء مهما زعم خلاف ذلك وتغني به ليلا نهار، فالمواقف تكشفه والمحن تظهر خباياه، الخيانة مرض عظيم لا تخفى علاماته ولا أعراضه مهما تستر صاحبها وتخفى».
واستطرد: «من يخون وطنه تلفظه الأرض، ومن يخون شعبه وأمته وأهله حقا لا يؤتمن ويعامل باحتقار وسيعيش أمد الدهر متسما بالخزي والعار، إن أعداء مصر لم يجدوا طريقا للنيل منها ولكنهم نجحوا في الوصول إلي بعض ضعاف النفوس ووضعوا في أيديهم أواني البنزين لاعبين على أعز ما يملكه الإنسان وهو دينه، وجعلوا من الدين سلعة يتاجرون بها، حاولوا أن يجعلوا من مصر أرضا للإرهاب والموت، وهي أرض للسلام ومهد للأديان، وأقول لهؤلاء من لا خير له في وطنه لا خير له في دينه».
وبيّن أنه «منذ إنشاء جماعة الإخوان 1928 وهي تعمل بهدف استراتيجي وهو الوصول إلى الحكم، وتم إنشاء التنظيم العالمي للجماعة تحقيقا لأغراضها، وضم التنظيم حركة المقاومة الإسلامية حماس، والتي نص قطار إنشائها في مادتها الثانية على أنها جناح من أجنحة الإخوان العسكرية، وفي إطار المخطط الدولي لتقسيم مصر والدول العربية إلى دويلات صغيرة بدأ تنفيذ برنامج المؤامرة».
وأوضح: «أعدت إحدى الدول الأجنبية مؤتمرا أصدرت في نهايته توصيات بضرورة مشاركة جماعة الإخوان في العملية السياسية، واتفقت الجماعة ممثلة في أعضاء مكتب الإرشاد، ومنهم محمود عزت، مع التنظيم الدولي للجماعة والعناصر التكفيرية وبمعاونة بعض الدول الأجنبية، وتم الاتفاق مع جهات تكفيرية وجهادية على اجتياح الحدود الشرقية للبلاد واقتحام السجون المصرية».
وأشار إلى أن «نشر الفوضى وإسقاط الدولة المصرية كان ذلك باتفاق حركة حماس وجماعة الإخوان.. لا يدركون أنهم يمزقون نسيج الوطن ويقطعون أوصاله ويقتلون خيرة أبنائه.. إن العبارات تقف حائرة والتعبير قاصر عن وصف الخيانة التي ارتكبتها الجماعة في حق مصر، إنها أعمال أقل ما توصف به أنها أعمال في غاية الخبث، تضيق بسببها صدور ذوى القلوب».
واختتم كلمته بقوله تعالى: "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ* أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ"، لافتًا إلى أن «المتهم محمود عزت باعتباره نائب المرشد للجماعة وعضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان، وهو أعلى سلطة بالتنظيم، كان يصدر الأوامر والتكليفات لأعضاء الجماعة الذين يجب عليهم الالتزام بها».