«يا أحول ما تخليش رقبتنا زي السمسمة».. كيف كان يداعب الجمهور عبد الفتاح القصري؟
"في عيني اليمنى "حول" يحتوي على أكبر كمية من السكس أبيل غصب عن عيون الحواسد والعزال، وهذا الحول تارة أبدو فيه كالطفل الأبلة البرئ، وتارة أخرى يظهرني بمظهر رؤساء العصابات والأشرار وقطاع الطرق، ومن هنا كان سر شخصيتي الكوميدية الفنية، التي هي سبب نجاحى على المسرح وعلى الشاشة أيضا، وبهذا تحقق في قوله تعالى:" وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم". كلمات بدأ بها الفنان الراحل عبد الفتاح القصري، مقاله في مجلة الكواكب يوم 1 يوليو عام بعنوان " عيني الحولاء!".
وتابع القصري: "قد حاول بعضهم إغرائي على إجراء عملية جراحية لضبط عيني الحولاء، ولكني عارضت بشدة، إذ كبف اسمح بأن تسلب منى مؤهلاتي، بهذه السهولة؟ هي لعبة؟ وإن هذه المؤهلات أتاحت لي التخصص في أدوار أولاد البلد الصبوات وأصحاب المفهومية والمعقولية والتفنن، ورغم ذلك فإنى لم أسلم من تلقيبهم لى بلقب "الأحول" وكثيرًا ما سمعتهم فى دور السينما يهتفون فى شتى المناسبات قائلين:"اجدعن يا أحول" أوعى يا أحول تخلى رقبتنا زي السمسمة"، لقد أوقعني هذا الحول في عدة مشاكل، كما جعلني هدفًا لتريقة الزملاء".
وأضاف: "ومن المواقف التي حدثت لى بسبب هذا الحول، كنت اجلس فى الدرجة الأولى بالترام، وكانت تجلس أمامي سيدة حسناء بصحبة رجل في ضخامة الفيل وجلست متجهًا بوجهى إلى اليسار وقد شغلت تفكيري في شؤوني ولم انتبه إلى أن عيني اليمنى "الحولاء" قد وقعت على وجه السيدة وبدا كأني أحدق في وجهها بعين ثابتة، وإذا بى فوقت من تفكيري على صياح الرجل في وجهي وهو يقول:"يا أفندى خلى عندك دم انت ما شوفتش واحدة ست قبل كده في حياتك بقالك ساعة وزيادة ما نزلتش عينك من على مراتي مش تختشي شوية".
وتابع: وقبل أن أرد بكلمة وجدت الجالسين في الترام انضموا إليه وقالوا نفس الكلام وقد لاحظوا أن عيني تعلقت بالسيدة فتباروا في التأديب والاستهجان والتقريع، وحاولت إقناعهم بأني أحول العين، وأن العتب على النظر وظلمني الناس وقالوا علشان يداري على نفسه عمل أحول، وقرروا أن أنزل في أقرب محطة، والغريب أن السيدة صاحبة المعركة لم تتفوه بكلمة واحدة.
ولكن الذي اكتشف هذه الحول هو الطفل ابن السيدة، فقال لها ماما ماما شايفة الرجل ده أبو عين طالعة لبره؛ فتركت يد طفلها وظلت تضحك، وكلهم ظلوا يضحكون لأن الطفل هو الوحيد الذي لاحظ العين الحولاء".