قبل بدئه في الكنيسة.. تعرف على بداية صوم أسبوع الآلام؟
تبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غدًا الأحد صوم أسبوع الآلام الذي يعد أقدس أيام السنة، والذي ينتهي سبت النور الذي يسبق عيد القيامة المجيد.
قبل بدئه في الكنيسة..تعرف على بداية صوم أسبوع الآلام؟
ووفقًا للأغنسطس حسام كمال في كتاب أسبوع الآلام الجزء الأول ، نتعرف على بدايات ملامح صوم هذا الأسبوع المقدس منذ القرن الثالث الميلادي في مصر أيام البابا ديونيسيوس الكبير في رسالة منه إلي الأنبا باسيليدس أسقف الخمس مدن الغربية فيقول” ليس الجميع يحفظون الستة أيام صوما بالتساوي ،فالبعض يصومونها جميعاً بدون أن يذوقوا الطعام ،والبعض يكتفي بيومين ،والبعض ثلاثة أيام فقط والبعض أربعة أيام وآخرون ولا حتى يوماً واحد وآخرون لا يصومون الأربعة أيام الأولي ،وعندما يأتون إلي اليومين الأخيرين أي الجمعة والسبت يصومون بشدة فيهما ”
وتابع: هكذا يتضح أن تقاليد الكنيسة اختلفت في بداية الصوم ولكن سرعان ما أستقر صوم الستة أيام في الكنائس كلها
وواصل: أما في تقليد كنيسة الإسكندرية فاستقر صوم الستة أيام أيضاً وهذا واضح في رسالة البابا أثناسيوس الرسولي الفصحية الأولي والتي كتبها عام 329 م حيث كان عام 333 م آخر عام احتفلت فيه الكنيسة القبطية بالصوم الأربعيني منفصلا عن صوم أسبوع الفصح فيقول البابا أثناسيوس : يبدأ الصوم المقدس في يوم 5 برمودة وإذ نضيف إليها تلك الستة أيام العظيمة المقدسة …. ونكف عن الصوم في اليوم العاشر من شهر برمودة نفسه / 5 إبريل ” إذ ففي سنة 329 م في مصر بدأ صوم أسبوع الآلام في يوم الأثنين 31 مارس حيث كانت الجمعة العظيمة يوم 4 أبريل وسبت النور 5 أبريل وعلى هذا النسق جاءت رسائل البابا كيرلس الكبير الفصحية لتوضح أن أسبوع الفصح والبصخة هو ستة أيام من يوم الأثنين إلى السبت الكبير.
وتابع: وهذا ما أكده كل من ابن سباع و ابن كبر في القرن الثالث والرابع عشر
ماذا قال الأنبا ساويرس بن المقفع عن مدة الصوم
مُضيفًا: يذكر الأنبا ساويرس أسقف الأشمونين في القرن العاشر أن الأسبوع يبدأ من يوم سبت لعازر وليس من يوم الأثنين والجدير بالذكر أن هذا طقس كنيسة أورشليم والتي يحسب فيه أحد الشعانين ضمن أسبوع البصخة.
ويتضح لنا أنه في الخمس قرون الأولي تقريباً أو بعدها بقليل كان بدء صوم أسبوع الآلام يوم الأثنين ،حيث كان مستقل عن الصوم الأربعيني وذلك حتى زمان البابا أثناسيوس الرسولي الذي ضم الصومين عام 334 م وظل موقف يومي سبت لعازر وأحد الشعانين غير واضح في هذه الفترة وكانا محسوبين خارج صوم الأربعين و أسبوع البصخة .
وتابع: ثم يأتي تطور لاحق نلحظه بوضوح في القرن العاشر الميلادي وقد بدأ قبل القرن العاشر ببعض قرون وهذا واضح من كلام الأنبا ساويرس ، وكان كلامه لم يكن سوى تذكير بطقس وتقليد مستقرين في الكنيسة منذ فترة كبيرة ،ولكن من المدهش والغريب أن أنه من بداية القرن العاشر ومن بعده حتى الآن عاد التقليد القبطي للقول بأن الأسبوع يبدأ يوم الأثنين، والسبب في هذا التغيير هو حدث ليتورچي قوي أو طقس بارز لواحد من الأباء الأساقفة والبطاركة اللاحقين لزمن الأنبا ساويرس وهو ما أدي إلي العدول عما قاله هذا العلامة الجليل وهذا الحدث الليتورچي الجديد والقوي الذي ظهر في الكنيسة هو صلاة التجنيز التي تعقب قداس أحد الشعانين وغالباً البابا خريستوذولوس هو الذي وضع طقس هذه الصلاة كتمهيد لأسبوع البصخة وبالتالي أخرج أحد الشعانين من الأسبوع وذكر هذا في كتب ابن السباع وابن كبر .