«يا فايتنى وأنا روحى معاك».. حكاية بائع الزيتون الذى أهدى القصبجى أجمل الألحان
ولد محمد القصبجي في بيت متدين، فكان والده الشيخ القصبجي الذي أراد أن يكون ابنه صورة ونسخة أخرى منه، أن يلبس ولده العمامة، وأن تكون له خلفية يدينة تهيئة لكي يكون مدرسا بالمدارس الأولية، ونجح القصبجي إلى حد ما، وحصل الولد على كفاءة التعلي الأولى وامتهن التدريس لمدة سنة، ولكن كان هناك قدر آخر يترصد للولد.
كان محمد القصبجي يعشق الموسيقى إلى حد الهوس، وكانت السبب الذي انتزعه من التدريس، وكانت سسببا في غضب والده، وخلال محنته تعلم ممد كيف يتقن العزف بشكل كبير.
كما كان القصبجي مجددا وعلامة فارقة في تاريخ التلحين المصري وهو الأمر الذي ظهر في بداياته فكانت رائعته "إن كنت أسامح"، ومنها عرف الناس أن هناك ملحنا دخل هذا المضمار ليخلد فيه ويتذكر الناس اسمه.
وهناك واقعة طريفة رواها السيد محمد المويلحي في مقال له، يقول: "سمع القصبجي رجلا يبيع الزيتون الأخضر، وكان صوت الرجل عذبا، وينادي بصوت جميل أخاذ، وبطريقة ما إن سمعها القصبجي حتى راح يمشي وراء الرجل وكأنه مسحور، وراح الرجلة يمشي والقصبجي وراءه من زقاق إلى زقاق ومن حارة إلى حارة ومن درب إلى درب، حتى وصلا إلى شارع عبده باشا في العباسية، وهناك توقف القصبجي بعد أن حفظ اللحن تماما، ومن هذا اللحن كانت أغنية "يا فايتني وأنا روحي معاك".
والقصبجي عرف عنه أنه لا يخاصم أحدا ولا يحمل ضغية لاحد أو حقدا إلا في شيئين، المال والعمل مع أم كلثوم، وكان من يسمعون القصبجي في تلك الأيام يعرفون أن له لونا يخصه، لونا لا يوجد له شبيه في الألحان السابقة، وفي بدايته راح يلحن المونولوجات والأهازيج والأدوار وكان من البارعين في تلحين المونولجو بمجرد أن يلحن لحنا ما، تجد أن اللحن يجري على ألسنة الناس في مصر وأيضَا في البلاد العربية.