«سي إن بي سي»: بعد شراء النفط الروسي الرخيص.. الهند تضع أنظارها على الفحم
ذكرت شبكة «سي إن بي سي» الأمريكية، اليوم، في تقرير لها، أن واردات الفحم الهندي من روسيا قفزت في شهر مارس الماضي إلى مستويات عالية لم تشهدها منذ أكثر من عامين، وفقا لبيانات من شركة استخبارات السلع الأساسية Kpler.
وحسب التقرير اقترحت المفوضية الأوروبية الأسبوع الماضي حظر الفحم الروسي كجزء من جولة جديدة من العقوبات ضد موسكو لغزوها أوكرانيا.
ويمثل الفحم حوالي 70٪ من توليد الكهرباء في الهند، وفقًا لتقرير توقعات الطاقة في الهند لعام 2021 الصادر عن وكالة الطاقة الدولية.
كما تعتبر الهند ثاني أكبر مستهلك ومستورد للفحم في العالم، والصين هي الأولى.
أما روسيا تعتبر سادس أكبر منتج للفحم في العالم في عام 2020، وذهبت 54٪ من صادرات الفحم للبلاد إلى آسيا، بينما ذهبت حوالي 31٪ إلى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أوروبا، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
من جهته، قال فيفيك دهار من بنك الكومنولث الأسترالي في مذكرة: «الأسواق تشتبه في أن الهند والصين قد تعززان واردات الفحم من روسيا، مما يعوض بعض تأثير حظر الاتحاد الأوروبي الرسمي على واردات الفحم الروسية».
واشار سمير إن كاباديا، رئيس التجارة في شركة استشارات العلاقات الحكومية Vogel Group ، "من المحتمل ألا يكون هناك ثلث إذا استمر هذا الأمر، مضيفاً الي انه في الوقت الذي يتجنب العالم البضائع الروسية، فإن الهند تضع أنظارها على الفحم الروسي.
وأضاف سمير إن كاباديا: «على الرغم من التحذيرات من الغرب، تواصل الهند الاعتماد على علاقة سلسلة التوريد مع روسيا للموارد الطبيعية مثل النفط والفحم».
وتابع أن المعيار الرئيسي لاستيراد الفحم إلى أوروبا - API 2 - شهد ارتفاع أسعار مايو إلى 300 دولار للطن يوم الثلاثاء الماضي، مقارنة بـ 70 دولارًا للطن قبل عام، وفقًا لشركة Rystad Energy.
ومن المرجح أن تستفيد أزمة الفحم في الهند من صفقة التجارة الضخمة التي وقعتها مع أستراليا في 2 أبريل، حيث أن السلعة مؤهلة لرفع الرسوم الجمركية.
كما انه من المقرر إزالة الرسوم الجمركية على أكثر من 85٪ من السلع الأسترالية المصدرة إلى الهند.
وقال المحللون إن هذا، مع ذلك، سيكون له حدوده لأن أستراليا لن يكون لديها ما يكفي من الفحم لتلبية احتياجات الهند المتزايدة.
جوع الهند في الازدياد
وأوضحت الشبكة الأمريكية، أن الوقت الذي يتجنب فيه العالم البضائع الروسية، يوجه العملاق الآسيوي أنظاره إلى الفحم الروسي، بعد أن اشترى بالفعل نفطه المخفض.
واقترحت المفوضية الأوروبية الأسبوع الماضي حظر الفحم الروسي كجزء من جولة جديدة من العقوبات ضد موسكو لغزوها أوكرانيا.
وبدوره، قال ماثيو بويل من Kpler، محلل المواد السائبة الجافة، لشبكة CNBC، ان بلغ حجم واردات الفحم من روسيا 1.04 مليون طن، وهو أعلى مستوى منذ يناير 2020، مضيفاً جاء ما يصل إلى ثلثي حجم مارس من موانئ روسيا في الشرق الأقصى، على الأرجح بعد بدء الحرب في أواخر فبراير.
وأعلنت الهند الأسبوع الماضي إنها تعتزم مضاعفة وارداتها من فحم الكوك الروسي المستخدم في صناعة الصلب.
وقالت شركة ريستاد إنرجي في مذكرة: «يأتي حظر الاتحاد الأوروبي على واردات الفحم الروسي في وقت تكون فيه سوق الفحم الدولية شديدة الصرامة بالفعل، مع ارتفاع الأسعار بالمقابل».
وأضافت: «أدى ارتفاع الطلب على الفحم في آسيا، حيث تحاول البلدان تقليل واردات الغاز الطبيعي الباهظ الثمن، إلى ارتفاع أسعار الفحم في العام الماضي».