أبرز رسائل البابا تواضروس في عظته الأسبوعية من دير الأنبا بيشوي
شهدت عظة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، والتي أقيمت أمس الأربعاء بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، عددًا من الرسائل وذلك على خلفية الأحداث التي شهدتها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية خلال الأسبوع الماضي، والتي بدأت بوفاة القمص أرسانيوس وديد كاهن كنيسة الإسكندرية.
أبرز رسائل البابا تواضروس الثاني في عظته الأسبوعية
أعرب قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية خلال عظته عن الألم الذي اعترى الجميع من جراء استشهاد القمص أرسانيوس وديد بالإسكندرية منذ أيام.
وطالب قداسة البابا كافة الأجهزة المعنية بالعمل على حفظ سلام المجتمع، ولا سيما فيما يخص مسائل الأديان، مشيرًا إلى حوادث الخطف، وما ينشر في الصحف أو يذاع على القنوات ووسائل التواصل الاجتماعي.
ونوه قداسته إلى الدور الوطني التاريخي للكنيسة القبطية التي حملت دومًا هموم الوطن وتساهم في مواجهة تحدياته عبر التاريخ.
اقرأ أيضا:
حقيقة وفاة الفنانة صفاء أبو السعود
تعرف على تفاصيل الطقس خلال الـ72 ساعة
ننتظر التحريات بدقة في مقتل كاهن الإسكندرية
وأكد بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية أنه في هذا الأسبوع تألمنا لحادث الاعتداء على الأب الكاهن في مدينة الإسكندرية القمص أرسانيوس وديد. والحقيقة هو من الآباء المحبين، الذين لهم خدمة كبيرة جدًّا، وهذا الحادث السريع بكل ما تم فيه. ولكننا دائمًا ننظر إلى الله ونعلم أن الله يرى كل شيء، وننتظر بالطبع كل التحقيقات التي تتم والتي نرجو أن تتم بدقة ويكون لها نتائج نعلمها جميعًا على المستوى العام.
نريد تحركات عاجلة في حالات الاختفاء والخطف التي تؤثر سلبا على تماسك الوطن
وأضاف: ننتهز هذه الفرصة لكي أطلب وأرجو من كافة الأجهزة المسئولة عن حفظ سلام المجتمع في مصر خاصة في مسائل الأديان وما يتعلق بها، أطلب وأرجو أن تقوم هذه الأجهزة بالضبط الدقيق لكل ما يُنشر في الصحف أو يذاع في القنوات أو البرامج أو على صفحات السوشيال ميديا وكذلك حالات الاختفاء وحالات الخطف والتي تحتاج إلى شفافية نظرًا لحساسيتها وهي التي تؤثر سلبًا على تماسك ووحدة الوطن، والأمر يحتاج إلى وقفات جادة.
وواصل: أنا أعلم أن الجهات الأمنية قامت في حالات كثيرة بمجهود طيب وتلافت الآثار السلبية التي تأتي من وراء مثل هذه الحوادث ونتعشم أن يكون هذا السبيل في مثل هذه الحالات، إننا في أيام أصوام وعبادة وشاءت عناية القدير أن تتجاور هذه الأيام المباركة عند جميع المصريين ولذلك لا يصح ولا يليق أن تُنشر مقالات أو تذاع فيديوهات تمس أو تسيء إلى أي قطاع من الشعب حفظًا لسلامة المجتمع والاستقرار الذي تشهده بلادنا ومنعًا من تشويه صورة مصر أمام العالم وأمام أنفسنا أولًا.
نعيش في جمهورية جديده يقودها السيسي
وأوضح أننا نعيش معًا الجمهورية الجديدة والتي يقود نهضتها الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع كافة المسئولين في كل القطاعات حفظهم الله، هذه الجمهورية الجديدة ليست فقط المشروعات أو الإنجازات العديدة والتي نفرح بها بالطبع ونفتخر بها أيضًا، ولكنها أيضًا تجديد العقول والأفكار بالتعليم وتصحيح المفاهيم وتنمية الإنسان ثقافيًّا ومجتمعيًّا والحض على تقوية العيش المشترك والمواطنة الحقة وحفظ أواصر الوحدة الوطنية التي هي أثمن ما عندنا في مصر، وتجريم كل مَنْ يُسيء أو يمس هذه الأمور في البلاد ونحو العباد.
واختتم: والكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي الكنيسة الوطنية التي تحمل هموم الوطن وتشترك في مواجهة تحدياته عبر التاريخ ومعدنها الأصيل شاهد على دورها العميق في خدمة الوطن وحمايته وصون كرامته وتقديم الصورة المشرقة عنه داخليًّا وخارجيًّا، ونصلي دائمًا في كل المناسبات من أجل مصر الوطن والإنسان لأن الدين للديان والوطن للإنسان ، حفظ الله بلادنا العزيزة من كل شر."
وكانت عظة قداسة البابا تواضروس الثاني ، مساء أمس أخر عظة له بعدما أعلن عن إيقاف اجتماعه الأسبوعي بعدها خلال فترة أسبوع البصخة المقدسة، وعيد القيامة، وحتى نهاية فترة الخمسين المقدسة الذي تحتفل به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأسبوع المقبل.
ويعد البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ 117 هو أول بابا وبطريرك في تاريخ الكنيسة يعتمد عظة الأربعاء كطقس كنسى متبع، إذ بدأ عظته الأسبوعية عندما كان أسقف للتعليم عام 1964 .
إشادات بكلمة البابا في عظته الأسبوعية
قال كريم كمال الكاتب والباحث في الشأن السياسي والقبطي ورئيس الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أمس في اجتماع الاربعاء جاءت لحفظ سلام الجبهة الداخلية من الفتن والمؤامرات التي يريد البعض إشعالها وهي كلمة حكيمة للغاية تعبر عن الاقباط وما يجوش في صدورهم من الآلام نتيجة بعض الأحداث الأخيرة.
وأضاف كمال في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن الأقباط جزء من النسيج الوطني وليست لهم مطالب فئوية ولكن كل مطالبهم تتلخص في حفظ حقوقهم كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات ومطالبة الجهات المعنية بمحاربة الفكر المتطرف الذي تكون نتائجه حوادث تعدي مثل ما حدث مع القمص أرسانيوس وديد وهو الحادث الذي أدى إلى استشهاده.
وتابع نحن نقدر جهود الدولة وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي وجهود الأجهزة الأمنية التي تعمل بلا كلل من أجل حماية الوطن والمواطنين وتؤكد دعمنا المطلق للدولة وجهودها لبناء الجمهورية الجديدة.
وأوضح أن الحوادث الأخيرة يجب معالجتها في إطار وطني من خلال القضاء على الفكر المتطرف من خلال مناهج التعليم وقصور الثقافة والخطاب الديني المعتدل كما يجب عودة جلسات النصح والإرشاد للقضاء على ظاهرة اختفاء الفتيات مع إيماننا الكامل بأن كل إنسان حر في اختيار دينه وعقيدته ولكن يجب أن يكون ذلك بمحض إرادة الشخص دون تهديد.