كواليس اللحظات الأخيرة لسائق الحافلة السياحية إلى مدينة أبوسمبل
لم يكن يعلم أن مغادرته للمنزل متجهًا لعمله شاءت الأقدار أن تكون للمرة الأخيرة، وجلوسه وسط أهله وأسرته وأصدقائه ما كانت إلا لحظة وداع ليترك بينهم أثرًا جميلاً في قلوبهم ويتذكروه مدى الحياة.
سمير عبد الستار البالغ من العمر 46 عامًا، سائق الأتوبيس السياحي الذي وقع التصادم بينه وبين سيارة ربع نقل، صباح أمس الأربعاء، ما أسفر عن مصرع 10 أشخاص هو بينهم، وتفحمهم إثر اشتعال النيران بالأتوبيس بعد التصادم.
ترك سمير عبد الستار، سائق الأتوبيس السياحي، ابن قرية دابود التابعة لمركز نصر النوبة بمحافظة أسوان، 3 أبناء وزوجته الحامل في نجلهم الرابع، حيث يعمل كسائق للأتوبيسات السياحية منذ 20 عامًا، وكانت رحلته الأخيرة في هذه الدنيا أمس، ولكن أثره الطيب مازال بينهم نظرًا لأن الجميع يشهد له بحسن الخلق وسيرته الطيبة، ووفاته كانت بمثابة فاجعة لأهالى قريته وأسرته.
وكشف وائل حسن، شقيق زوجة سائق الحافلة السياحية الذى، أنه قبل وقوع الحادث المأساوي بيوم كان زوج شقيقته في رحلة لتوصيل فوج سياحي لمدينة أبوسمبل، وعند عودته منها توجه لتناول وجبة الإفطار برفقة والديه، وقضى وقتًا أيضًا برفقة أصدقائه.
وأضاف أن بعدها توجه إلى منزله لتناول وجبة السحور معهم ورؤيتهم أيضًا، إلا أنه أثناء تواجده برفقتهم أخبره عمله أن يستعد لكي يتوجه في رحلة أخرى لمدينة أبوسمبل لتوصيل فوج سياحي، مشيرًا إلى أنه خرج من منزله كعادته بعد توديع أسرته ولم يتوقع أنها المرة الأخيرة لرؤيتهم، وتوجه لأداء صلاة الفجر والذهاب لعمله وكانت آخر رحلة له في الحياة.
عبر شقيق زوجة سائق الحافلة السياحية، عن أن خبر وفاته كان بمثابة صدمة كبيرة لجميع أفراد العائلة بشكل لا يستطيع وصفه أبدًا، حيث كان يجلس معهم قبل التوجه لمنزله لتناول السحور برفقة أسرته، وذهابه إلى رحلته الأخيرة في هذه الدنيا.
وأشار إلى أن شقيق زوجته يتمتع بحسن الخلق، وكان بارًا بوالديه جدًا، وأنه ترك 3 فتيات صغار تراوحت أعمارهن مابين 6 إلى 10 سنوات، بالإضافة إلى أن زوجته حامل في الطفل الرابع، وسوف يأتى إلى الدنيا ولا يرى والده نظرًا لأنه راح ضحية الحادث المأساوي الذى كان وقوعه صدمة للجميع.
جدير بالذكر أنه لقي 10 أشخاص (5 مصريين، 4 فرنسيين، بلجيكي) مصرعهم جراء تصادم أتوبيس سياحي وسيارة ربع نقل عند الكيلو 43 على طريق أبوسمبل، واندلعت النيران به واشتعاله جنوب محافظة أسوان، أمس الأربعاء.