رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل شنت روسيا هجومًا بالأسلحة الكيماوية على ماريوبول الأوكرانية؟

فى تحول تكتيكى، كشف تقرير أمنى، دفاعى أمريكى، أوروبى مشترك عن اتهامات، أبرزها وقدمها أدلة وثائق وتقارير طبية، تقول شبكة The Hill الإعلامية الأمريكية المقربة من البيت الأبيض إن أوكرانيا تتهم روسيا بشن هجوم بالأسلحة الكيماوية في مدينة ماريوبول، بحسب التقرير الذي نشرته "إلين ميتشل"، وفق مصادرها التي لها درجة من السرية والخطورة. 

وتؤكد الشبكة أن الاتهامات للجيش الروسي قدمتها جهات معنية في القوات والمسئولون الأوكرانيون، والذين شددوا على اتهام روسيا بإلقاء أسلحة كيماوية على مدينة ماريوبول الساحلية، مما تسبب في إصابة القوات والمدنيين على حد سواء بأمراض الجهاز التنفسي، دون تحديد أعداد الجنود أو المدنيين الذين أصابتهم هذه الكيماويات العسكرية الممنوعة دوليًا.

وشددت المصادر على أن القوات الروسية استخدمت مادة سامة مجهولة المصدر ضد عسكريين ومدنيين أوكرانيين في مدينة ماريوبول، وتم إسقاطها من مركبة جوية معادية بدون طيار. كما نشرت وحدة تابعة للحرس الوطني الأوكراني، برقية يوم الاثنين، قالت فيها إن "الضحايا يعانون من فشل تنفسي".

وفي تحليلها، لفتت "إلين ميتشل" إلى أنه: لم يتسنَ للبنتاجون تأكيد تقارير وسائل التواصل الاجتماعي- التي نشرت الوقائع- عن نشر القوات الروسية سلاحًا كيماويًا محتملًا، لكنها قالت إنها على علم بهذه المزاعم.  

من جهة أخرى، قال السكرتير الصحفي جون كيربي، في بيان: "هذه التقارير- إذا كانت صحيحة- مقلقة للغاية وتعكس المخاوف التي كانت لدينا بشأن قدرة روسيا على استخدام مجموعة متنوعة من عوامل مكافحة الشغب، بما في ذلك الغاز المسيل للدموع الممزوج بعوامل كيميائية في أوكرانيا"، مضيفًا أن وزارة الدفاع ستواصل مراقبة الوضع عن كثب.

وجرى تحديد إفادات لمسئولين أوكرانيين بالهجوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وجاءت أخطر هذه التقارير بالنص الحرفي: "اهتمام! استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدافعين الأوكرانيين فى #Mariupol! وكتب أنطون جيراشينكو، مستشار وزير الشئون الداخلية الأوكراني، على "تويتر": "روسيا تتخطى جميع حدود الإنسانية علانية وتعلن ذلك علانية".

يشكل هذا الاتهام تصعيدًا خطيرًا  في الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو يضع عديد التوقعات لتطور الأعمال العسكرية والمجازر وحجم الدمار منذ أن بدأ في 24 فبراير، وربما تتكرر بعض الممارسات الخطيرة كالعودة لاستخدام السلاح الكيماوي أو التهديدات بسلاح الردع النووي، كما نقلت الشبكة تصريحات كبار المسئولين الأمريكيين والأوكرانيين حول أنهم يستعدون لمثل هذا السيناريو، الذي قد يفتح الباب أمام صراع أوسع.

وفي أوروبا، قال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، تأكيدًا للتقارير التى كشفها الحلف في مارس، إن استخدام الأسلحة الكيميائية "انتهاك صارخ للقانون الدولي وله عواقب بعيدة". 

يشكل هذا الاتهام حالة جيوسياسية أمنية تضع الإدارة الأمريكية وحلف الناتو في دائرة اختلاف طبيعة ومسار الحرب الروسية الأوكرانية، والسيناريوهات المحتملة التي يدير بها الرئيس الروسي بوتين الحرب، التي باتت مفتوحة على كل التوقعات  المأساوية، ليس على أوكرانيا، وأوروبا، بل على العالم  أجمع.