خبير دولي: مصر تمتلك مؤهلات تمكنها من تصدير الغاز والهيدروجين الأخضر لأوروبا
تحتل مصر مركزا متقدما بين الدول العربية المصدرة للغاز الطبيعي المسال، وسط تقارير عالمية تفيد بأن مصر لديها فرصة لتعويض وملء فراغ النقص الحاصل في الأسواق الأوروبية والدولية من الغاز بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك بالنظر إلى نمو الصادرات المصرية من الغاز الطبيعي المسال وزيادة إنتاجه خلال الفترة الأخيرة.
ومن جانبه قال تشارلز إليناس، الباحث في مركز الطاقة العالمي التابع للمجلس الأطلسي في تصريحات خاصة لـ " الدستور"، لقد أثرت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا على مستقبل صناعة الغاز في العالم، ومن المؤكد أن هناك توجها أوروبيا لتقليل استخدام الغاز الروسي أو منع استخدامه تماما خلال السنوات القليلة المقبلة ، لاسيما وأن أوروبا تستهدف وقف استخدام الغاز الروسي بحلول عام 2027، ولكن قد يكون من الصعب تحقيق ذلك.
- الاتحاد الأوروبي يعمل على تسريع انتقال الطاقة إلى المصادر المتجددة
وأضاف الباحث في مركز الطاقة العالمي التابع للمجلس الأطلسي، يعمل الاتحاد الأوروبي أيضًا على تسريع انتقال الطاقة إلى مصادر الطاقة المتجددة والهيدروجين، بهدف تقليل استخدام الغاز الطبيعي بنسبة 30٪ بحلول عام 2030 وبنسبة 80٪ بحلول عام 2050، وهو أمر ليس بالسهل تنفيذه، و من الناحية الأخرى، تركز روسيا على آسيا من أجل صادرات الغاز المستقبلية خاصة إلى الصين، و يجب أن تسمح خطوط أنابيب الغاز القائمة أو التي يجري التخطيط لها لروسيا بتصدير حوالي 100 مليار متر مكعب سنويًا إلى الصين بحلول عام 2030.
وأضاف "إليناس"، مصر لديها فرصة لأن تعوض النقص الحاصل في الأسواق الأوروبية والدولية من الغاز لاسيما وقد لا صدرت مصر 2 مليار متر مكعب إلى أوروبا، كما صدرت مصر هذا العام 4-5 مليار متر مكعب.
وأشار إلى أن مصر تتمتع بمؤهلات كبيرة لتكون وجهة لتصدير الغاز إلى أوروبا من بين هذه المؤهلات وفقا لاليناس، معملا التسييل “إدكو ودمياط” و قال: بالنظر إلى أن أوروبا التي تبحث عن إمدادات غاز بديلة من الآن وحتى عام 2027 ، فلا يمكن أن يأتي هذا إلا من المنشآت القائمة بالفعل لاسيما و يستغرق بناء حقول جديدة أو حقول غاز جديدة أو خطوط أنابيب لمحطات التسييل من 5 إلى 7 سنوات، ومن ضمن المزايا والمؤهلات الأخرى أيضا القرب من أوروبا .
- مصر لديها إمكانات ضخمة من مصادر الطاقة المتجددة
وحول سعي مصر المكثف نحو الطاقة المتجددة والنظيفة، قال الخبير الدولي، من الصحيح تماما لمصر ان تتجه نحو هذا الأمر، لاسيما وتمتلك مصر إمكانات ضخمة من مصادر الطاقة المتجددة التي يجب أن تستغلها.
وتابع: مصر تعمل على تطوير مصادر الطاقة المتجددة بشكل صحيح تماما لاسيما وأنها عادة ما تكون منخفضة التكلفة، ويمكن أن تفي مع الغاز الطبيعي باحتياجات مصر المتزايدة من الطاقة بشكل موثوق وبتكلفة معقولة، كما أن الطاقة المتجددة مصادر نظيفة تماما ويمكن أن يساعد مصر في تحقيق أهدافها الخاصة في تخفيض انبعاثات الكربون.
وتابع الخبير ، بالإضافة إلى ذلك ، فإن التوسع السريع في مصادر الطاقة المتجددة من شأنه أن يسمح لمصر بإطالة أمد صادرات الغاز الطبيعي المسال التي تجلب الإيرادات التي تشتد الحاجة إليها و يمكن أن تخلق أيضًا صناعة جديدة، منها “إنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الكهرباء المتجددة” و يمكن تصدير هذا إلى سوق الهيدروجين الأوروبي المتنامي عن طريق خط الأنابيب أو أبعد من ذلك مثل الأمونيا.
وحول استضافة مصر لمؤتمر المناخ كوب 27 في نوفمبر المقبل، قال "إليناس"، إنها فرصة رائعة لمصر لعرض إنجازاتها، وكذلك لتسليط الضوء على احتياجات إفريقيا للطاقة النظيفة والمساعدة المالية أثناء انتقال الطاقة، كما أنه يوفر لمصر حافزًا لتنظيف إنتاجها واستهلاكها من الطاقة واستخدام الاهتمام الذي ستتلقاه للترويج للطاقة النظيفة داخل البلاد.