تقرير أمريكى: تحديات قوية تهدد فوز ماكرون فى رئاسة فرنسا
قال تقرير أمريكي الأحد، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يواجه تحديات كبيرة في انتخابات الرئاسة رغم تأهله إلى الجولة الثانية أمام اليمينية ماري لوبان في تكرار جديد لسيناريو انتخابات 2017 التي تواجه فيها المرشحان أيضا بالجولة الثانية.
وافتتحت صناديق الاقتراع في الثامنة صباحًا من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، ووصل عدد الناخبين إلى 48 مليون ناخب فرنسي فيما بلغ عدد المرشحين للرئاسة 12 مرشحًا، وذلك بحسب تقرير لوكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية.
تحديات تواجه ماكرون في جولة الإعادة
توجه الناخبون الفرنسيون إلى مراكز الاقتراع في جميع أنحاء البلاد اليوم لخوض الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في البلاد، وهي انتخابات بدت لأشهر وكأنها مناسبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكنها أصبحت الآن بمثابة إخفاق جديد له وسط تحدٍ قوي له من قبل مارين لوبان.
أشارت الوكالة إلى أن ماكرون ممثل تيار الوسط، يسعى للفوز بولاية ثانية مدتها 5 سنوات، لكنه يواجه تحديات عدة، حيث يلقي العديد من الفرنسيين باللوم على ماكرون لعدم قيامه بما يكفي لمساعدتهم على التعامل مع ارتفاع تكاليف الغذاء والوقود والتدفئة، كما يقولون إنه تجاهل المخاوف المحلية وسط تركيزه على الحرب في أوكرانيا.
ومع اندلاع الحرب على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي، أصبح للانتخابات الرئاسية الفرنسية تداعيات دولية كبيرة، بما في ذلك إمكانية إعادة تشكيل هوية فرنسا بعد الحرب والإشارة إلى ما إذا كانت الشعبوية الأوروبية في صعود أم في تراجع، وذلك وفق "أسوشيتد برس".
وتعتبر فرنسا ثاني أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي بعد ألمانيا، والوحيدة التي تتمتع بحق النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والقوة النووية الوحيدة بالاتحاد، بينما يواصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجومه العسكري على أوكرانيا، ستساعد القوة الفرنسية في تشكيل استجابة أوروبا لهذه الحرب، والآن يعد ماكرون المرشح الرئاسي البارز الوحيد الذي يدعم بالكامل التحالف العسكري لحلف شمال الأطلسي "ناتو".
ووفق الوكالة سيتقدم الحاصلان على أكبر عدد من الأصوات في انتخابات اليوم وهما ماكرون ولوبان إلى جولة الإعادة الحاسمة في 24 أبريل الجاري، حيث تطبق فرنسا نظامًا يدويًا يُلزم الناخبون بموجبه بالإدلاء بأصواتهم الورقية بأنفسه ويمكن للأشخاص الذين لا يستطيعون القيام بذلك اتخاذ الترتيبات في وقت مبكر لتفويض شخص آخر للتصويت لهم.
فوز ماكرون على تيار الشعبوية
وكشفت "أسوشيتيد برس" عن انخفاض طفيف في عدد الناخبين عن الانتخابات السابقة، فيما اعتبر النقاد أن المشاركة المنخفضة قد تضر بفرص ماكرون في الفوز، لكنها قد تضر أيضًا لوبان.
وبدأ ماكرون وفقا للوكالة خلال الأشهر الماضية وكأنه نجح في أن يصبح أول رئيس لفرنسا منذ 20 عامًا يفوز بولاية ثانية، لكن هذا السيناريو تبخر في المراحل الختامية للحملة الانتخابية، حيث أصبحت آلام التضخم وارتفاع أسعار الغاز والغذاء والطاقة الموضوع الانتخابي السائد للعديد من الأسر ذات الدخل المنخفض، يمكن أن يدفعوا العديد من الناخبين إلى أحضان لوبان، العدو السياسي لماكرون.
في انتخابات 2017، انتصر ماكرون على لوبان بأغلبية ساحقة ليصبح أصغر رئيس حديث لفرنسا ونظر لفوزه وقتها على أنه انتصار على السياسات القومية الشعبوية، وجاء فوزه في أعقاب انتخاب دونالد ترامب للبيت الأبيض وتصويت بريطانيا على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وكلاهما في عام 2016.
ومع فوز الشعبوي فيكتور أوربان بولاية رابعة على التوالي كرئيس لوزراء المجر قبل أيام قليلة، تحولت الأنظار الآن إلى المرشحين اليمينيين المتطرفين في فرنسا، خاصة زعيمة التجمع الوطني لوبان، التي تريد حظر الحجاب الإسلامي في الشوارع الفرنسية واللحوم، والحد بشكل كبير من الهجرة من خارج أوروبا.
موقف ماكرون من غزو أوكرانيا
ومع ذلك، إذا فاز ماكرون، فسيُنظر إليه على أنه انتصار للاتحاد الأوروبي، الذي أظهر وحدة نادرة مؤخرًا في الرد على الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال مراقبون إن إعادة انتخاب ماكرون ستعطي احتمالية حقيقية لزيادة التعاون والاستثمار في الأمن والدفاع الأوروبيين خاصة مع حكومة ألمانية جديدة موالية للاتحاد الأوروبي.
أتاحت الحرب الروسية في أوكرانيا لماكرون الفرصة لإظهار نفوذه على المسرح الدولي وتلميع أوراق اعتماده المؤيدة لحلف شمال الأطلسي في المناقشات الانتخابية.
وبينما يدعم ماكرون الناتو بالكامل، يتبنى المرشحون الآخرون وجهات نظر مختلفة حول دور فرنسا داخل الحلف من بينهم المرشح ميلينشون الذي يريد التخلي عن الناتو بالكامل، معتبرا أنه لا ينتج سوى المشاحنات وعدم الاستقرار.