الحكومة الإسرائيلية قاب قوسين أو أدنى من الانهيار
انسحبت رئيسة الائتلاف الحكومي عديت سليمان من الكنيست، صباح اليوم الأربعاء، وهو ما أفقد الائتلاف الحاكم أغلبيته الضئيلة في الكنيست وجعله متساويًا مع المعارضة، ولا يمكنه فعليًا تمرير أي قانون أو موازنة، وتفاجأ الجميع صباح اليوم في إسرائيل، باستقالة عضو الكنيست عن الحزب الذي يرأسه رئيس الوزراء عبر وسائل الإعلام.
وسلمت سيلمان الاستقالة وأفقدت الائتلاف الحكومي الأغلبية، بعد أن نسقت الأمر مع حزب "الليكود" الذي يقوده زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، مقابل أن يتم ضمان موقع لها في قائمة "الليكود" وان تصبح وزيرة صحة إذا شكل نتنياهو حكومة.
هذا ومن المُقرر أن يلقي رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو كلمة أمام مظاهرة حاشدة دعا إليها اليمين الإسرائيلي في القدس في وقت لاحق مساء اليوم الأربعاء.
وكان ميخائيل مليشطاين، الباحث الإسرائيلي المخضرم، قد توقع أن ينجح بنيامين نتنياهو في تشكيل الحكومة إذا سقطت الحكومة الآن، معربا عن اندهاشه من استمرار هذه الحكومة عاما كاملا وقال إنها ستسقط حتما إذا استمرت الهجمات داخل إسرائيل بنفس الوتيرة.
وقال عصمت منصور المُحلل الفلسطيني المتخصص في الشؤون الإسرائيلية وهو أسير سابق إن الحكومة الإسرائيلية باتت الآن فاقدة للأغلبية، وغير قادرة على سن تشريعات وقوانين أساس أو تمرير ميزانيات معتبرًا أن هذا هو بداية انهيار الحكومة، والحكومة الحالية هي حكومة تضم 8 أحزاب - مختلفة أيدولوجيًا - ولم يجمعها سوى إبعاد بنيامين نتنياهو عن رئاسة الحكومة.
وأضاف منصور أن هذه الخطوة تلقفها نتنياهو بأذرع مفتوحة لتعيد له بصيص الأمل بقرب سقوط الحكومة، خاصة إذا تصاعدت موجة العمليات أو تأزم الوضع الاقتصادي أو عند اقرب خلاف داخلي.
ودعا النائب موسي راز من "ميرتس" القائمة المشتركة "المعارضة" للانضمام للائتلاف من أجل إنقاذه، وقال راز إنه يحذر من حكومة يمين خطيرة تضم نتنياهو، والعضوين المتطرفين بتسلائيل سموتريتش وإيتمار بن جفير، وهناك الآن أنباء غير مؤكدة عن خروج عضو آخر من "يمينا"، وهو نير أورباخ، وهذا لو تأكدت فيعني انهيار الحكومة.