ذكريات لوتس عبدالكريم في رمضان: قراءة القرآن وإطعام الفقراء
لكل منا ذكرياته التي لا ينساها فى شهر رمضان المعظم؛ خاصة ذكريات مرحلة الطفولة واستقبال شهر الصيام وعن أبرز الطقوس والعادات المتبعة فى ليالى شهر رمضان الفضيل، وهو ما تكشف عنه الأديبة والكاتبة الكبيرة دكتورة لوتس عبدالكريم، بدءاً من طفولتها إلى اليوم، وكيف ساهم كل من الأدب والأم دوراً فى صنع حالة من تقديس هذا الشهر الفضيل الذي يتمتع بالروحانيات الدينية والفضائل الإنسانية.
أبى حرص على تأديتي وشقيقاتي الصلوات
"كنت وأنا طفلة في السابعة من عمري أصوم أنا وإخوتي بحكم تربيتي الدينية والثقافية والاجتماعية الصارمة والمنفتحة في آن. وكان أبي المتخصص في الأدب الإنجليزي يحضنا على أن نؤدي الصلوات كاملة خصوصا التراويح.التي كنا نؤديها في مسجدي أبي العباس المرسي والأباصيري (البوصيري)، ونستمر حتى صلاة الفجر ننصت إلى الأدعية والقرآن"؛ بهذه الكلمات عبرت الدكتورة لوتس عبد الكريم عن ذكريات طفولتها فى شهر رمضان وكيف حرص والدها مدرس الأدب الإنجليزى على إتباع الصلوات وشقيقاتها خلال الشهر الفضيل.
قراءة القرآن وختمه وتوزيع الأكل على الفقراء
لوتس عبدالكريم، أضافت لـ"الدستور": "وظل ذلك التقليد حتى دخلنا الجامعة، واستمررنا في قراءة القرآن وإنهائه في كل رمضان، وكنا نوزع الطعام على الفقراء أمام المسجدين في الإسكندرية".
وتابعت لوتس عبد الكريم: أما بعد إنهاء دراستي في قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وزواجي ، وخروجي من مصر وتعيين زوجي سفيرا في كل من لندن وطوكيو وروما فكانت لنا مواعيد خاصة خلال شهر رمضان حيث يجتمع أعضاء البعثات الدبلوماسية في السفارات العربية والإسلامية لتناول الإفطار ثم تأدية الصلاة حتى وقت متأخر من الليل، وكنا نرسل اللحوم المذبوحة حسب الشريعة الإسلامية إلى المساجد في هذه البلدان لتوزع على فقراء المسلمين، وفي الكويت كانت تمتد الموائد ويأتي الأهل والأصدقاء لتناول الفطور والسحور وبينهما تقام الصلوات كل ليلة، ويمثل شهر رمضان مناسبة خاصة لي في القراءة والكتابة والتقرب أكثر إلى الله والتوسل إليه والدعاء والانقطاع لعبادته والزهد في مباهج وملذات الحياة المادية".
لوتس عبد الكريم: فى رمضان انقطع لقراءة كتب التصوف
بسؤالها عن طقوسها فى الكتابة والقراءة خلال شهر رمضان الفضيل، قالت :"أنا أكتب في أي وقت سواء كنت في بيتي أو حتى في الطائرة، وفي رمضان أنقطع لقراءة كتب التصوف الإسلامي الذي درسته منذ السنة الأولى في قسم الفلسفة خصوصا كتب أبي العلا عفيفي. كما أنني أعيد قراءة ما كتبه عبد الحليم في التصوف وكذا كتب الإمام أبي حامد الغزالي".
لوتس عبد الكريم هي كاتبة مصرية، وعضوة بالمجلس الأعلى للثقافة، وبمجلس الشؤون الخارجية، ومجلس إدارة نقاد الفن التشكيلي.
أصدرت لوتس عبد الكريم كتاباً عن موسیقار الأجيال محمد عبد الوهاب دونت فيه أحاديثه وندوات صالونه، وصدرت منه طبعة ثانية عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2003م، كما أصدرت كتاباً عن فارس الرومانسية الأديب يوسف السباعي 2004م، ثم كتاباً عن حياة الكاتب إحسان عبد القدوس وأدبه، وكتاب عن عميد المسرح يوسف وهبي. أما كتابها عن الملكة فريدة الذي صدر عام 1993م، فكان عنواناً لصداقة كبيرة وعميقة قامت بينهما حين اختارت الملكة مرسمها وقاعة الفن الذي تبدعه في منزل لوتس عبد الكريم، فكانت قاعة الشموع أول قاعة خاصة للفن التشكيلي بمصر، وظلت تقدم أعمال كبار الفنانين بعد رحيل الملكة. وقد أصدرت في فبراير 2008م کتاباً آخر عن الملكة فريدة عنوانه «الملكة فريدة وأنا - سيرة ذاتية لم تكتبها ملكة مصر» عن سلسلة «کتاب اليوم» التي تصدر بشكل شهري عن مؤسسة أخبار اليوم. كما أصدرت عن السلسلة نفسها كتاباً في ديسمبر 2008م عنوانه «مصطفى محمود.. سؤال الوجود بين الدين والعلم والفلسفة»، وترأست تحرير «كتاب الشموع» الذي صدر عن مجلة «الشموع»، وصدر فيه كتاب «توفيق الحكيم.. مئة عام» بتقديم وإشراف لوتس عبد الكريم.