«أنا أكبر كذابة».. الكذب فى حياة الفنانة تحية كاريوكا
تحدثت الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا عن الكذب في حياتها وذلك في تقرير نشرته مجلة الكواكب في عددها رقم 87 والذي صدر في 31 مارس من عام 1953، تحت عنوان “ولدت في إبريل ولم أكذب مرة واحدة”، وذكرت كاريوكا أنها ولدت في شهر إبريل ولكنها لم تكذب أبدا، وكانت تكره الكذب بقوة، وهو الأمر الذي أوقعها في ورطات كبيرة، وعادت في تقرير نشر عام 1957 أي بعد 4 سنوات من التقرير الأول ومع نفس المجلة"الكواكب" تحت عنوان “أنا أكبر كذابة” لتذكر أنها كذبت بضع مرات، على غرار أغنية عمرو دياب الشهيرة "أنا رايح فين.. أنا راجع تاني"، أما عن التفاصيل فكانت كالتالي:
التقرير الأول
ذكرت كاريوكا في تقريرها الأول والذي نشر عام 1953 أنها تكره الكذب وبشدة، تقول: "جئت للحياة في 10 إبريل من عام 1913، ومع ذلك فأنا لا أكره شيئا في الحياة أكثر من الكذب، ولا أذكر أنني كذبت مرة واحدة، وكثيرا ما سببت لي صراحتي متاعب جمة، فلم يكن طبيعيا أن تعيش فتاة في مجتمع يعتمد أكثر ما يعتمد على الرياء".
وسردت كاريوكا العديد من المواقف التي تبين كيف أنها تكره الكذب وأن من هذه المواقف ما تسبب بفصلها من مدرسة طنطا للبنات، وغيرها، تقول كاريوكا من ضمن هذه المواقف:"دعتني إحدى المدارس لإلقاء محاضرات على طالباتها في التمثيل، وذهت لمقابلة ناظرة المدرسة، فعرضت علي أجرا ضخما مقابل كل محاضرة ألقيها، ثم سألتني: "هل لك إلمام بنشأة التمثيل في العالم؟"، ولم تكن معلوماتي الفنية قد نضجت بعد فأجبتها بالنفي، فعادت تسألني عن علاقة الادب بالتمثيل وتاريخ المسرح وأنا أجيبها بالنفي وكان طبيعيا أن تعتذر الناظرة عن الاتفاق معي على إلقاء المحاضرات، ولما علم زملائي بذلك اتهموني بالـ"عبط" وقالي لي أحدهم:" اكذبي وقولي أنك تعرفي كل شئ"، ورفضت أن اكذب رغم أن الحالة المادية وقتئذ لم تكن على ما يرام".
وشددت كاريوكا على أنها بالرغم من مولدها في شهر إبريل وهو شهر الكذب لكنها لم تكذب ولو لمرة واحدة، واختتمت: "لقد جئت إلى هذه الحياة في شهر الكذب، ولكنني لم أكذب في حياتي، بل عشت لأكذب الاعتقاد القائل بأن مواليد شهر إبريل"كذابون".
بعدها بأربع سنوات
وبعدها بأربع سنوات عادت تحية كاريوكا لتتحدث عن الكذب وفي نفس المجلة، فقد نشرت الكواكب تقريرا عن تحية كاريوكا وعلى لسانها في العدد رقم 296 والذي نشر بتاريخ 2 إبريل من عام 1957 لتقول فيه أنا أكبر كذابة، وتشرح كم الكذبات التي قامت بها تقول تحية كاريوكا: "إن أشد ما يثير أعصابي وغضبي هو الكذب، ولي حوادث عديدة مع الكذابين تدل على مدى كراهيتي للكذب، ومع ذلك فكثيرا ما كذبت في أول إبريل أكاذيب بعضها انتهى بخير وبعضها كاد أن يكون له ذيول خطيرة".
تحية تكذب
وروت كاريوكا بعضا من كذباتها، تقول: "مازلت أذكر تلك الكذبة الطريفة التي كذبتها على زميلة لي في فرقة بديعة كانت قد أثثت لنفسها شقة فاخرة زودتها بالتحف والأثاث الفاخر، وكانت الراقصة التي تقيم في شقة وحدها تعتبر حدثا في الوسط الفني، لأن أغلب الراقصات كن يسكن في بنسيونات لعدم قدرتهن على استئجار شقة، وجاء أول إبريل وأردت أن أداعب زميلتي هذه فاتصلت بها بالتليفون وقلت لها أنني سمعت أن الشقة الجديدة التي استأجرتها يشاركها في السكن فيها بعض العفاريت التي تظهر في شهور الصيف فقط، وكانت زميلتي ضعيفة الأعصاب تخاف من خيالها، فما كادت تسمع ذلك حتى سارعت بمغادرة الشقة واستأجرت حجرة في أحد البنسيونات وسعت لتبيع هذه الشقة برخص التراب هربا من العفاريت".
تكمل كاريوكا: "وعبثًا حاولت إقناعها بعد ذلك بأنني كذبت عليها بمناسبة أول إبريل بغير جدوى، فقد صدقت الكذبة وقررت أن تهرب من العفاريت التي في شقتها".
كذبة أخرى
وتحكي كاريوكا كذبة أخرى فتقول: "كانت لي جارة مرضت ذات يوم ونصحها الأطباء بالسفر بعيدا عن القاهرة لتستعيد صحتها ولكنها رفضت العمل بنصيحة الاطباء، ولكن لهذه السيدة ابن يقيم في انجلترا طالبا العلم في إحدى جامعاتها، وكانت تخشى أن يتزوج ابنها بإنجليزية ويترك ابنة خالته التي تنتظر عودته، وجاء أول إبريل وفكرت في طريقة أجعل بها هذه السدية تروح عن نفسها قليلا، فقلت لها إنني سمعت من أحد العائدين من لندن ان ابنها تزوج من سيدة انجليزية وأنه سيعود للقاهرة مع عروسه على الباخرة التي تصل بورسعيد يوم أول إبريل".
وتكمل كاريوكا:" وصدقت السيدة الخبر وقررت ان تسافر لبورسعيد لتستقبل ابنها وتمنع عروسه المزعومة من النزول للأراضي المصرية، وسافرت فعلا وقضت ثلاثة أيام في بورسعيد وحين عادت للقاهرة قالت إنها لم تجد ابنها على جميع البواخر التي وصلت لبورسعيد، فأرسلت إليه برقية تسأله عن صحة ما سمعته ولكنه لم يرد عليها، وفي الأخير قالت بأنها ستسافر لابنها في انجلترا للتأكد أنه ما زال أعزبا يتلقى العلم فقط، وفعلا سافرت لإنجلترا وأمضت هناك شهرين استطاعت خلالهما أن تسترد صحتها وتشفى من مرضها ولما عادت كشفت لها عن كذبتي البيضاء".