على جمعة: وضع نظام هيئة كبار العلماء بالأزهر بناء على «القانون 10»
قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، “لقد أخذت القوانين تتالى حتى صدر القانون رقم 10 لسنة 1911م، وفي هذا القانون انتقل الأزهر إلى مرحلة أخرى من النظام، وأنشأ حينئذ مجلس الأزهر الأعلى ووضع فيه نظام لهيئة كبار العلماء، وجعل لكل مذهب من المذاهب الأربعة شيخ، ولكل معهد من المعاهد مجلس إدارة”.
وأضاف “وتمت مجموعة من التعديلات عليه، وكل هذه التعديلات كانت لا تتعارض مع صبغة الأزهر الدينية والعربية حتى وضع القانون رقم 49 سنة 1930 وفي ظل هذا القانون افتتحت الكليات الثلاث الأم [كلية اللغة العربية-كلية الشريعة-كلية أصول الدين]، حتى تم الافتتاح الرسمي لكليتي الشريعة واللغة العربية في يوم الأربعاء 3 من ذي الحجة سنة 1351هـ الموافق 29 من مارس سنة 1933م، ثم جاء المرسوم بالقانون رقم 26 لسنة 1936م ليعيد تنظيم الجامع الأزهر بمعاهده وكلياته”.
وتابع " جمعة" عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك” “وبعد ذلك توالت مجموعة القوانين واللوائح المنظمة فصدر القانون رقم 109 لسنة 1944 بإنشاء قسم للغرباء بالجامع الأزهر، والمرسوم في 12 يونيو 1945م بإنشاء قسم في كلية اللغة العربية لفن القراءات وعلم التجويد، وظلت التشريعات تتالى لخدمة الأزهر حتى صدور القانون 103 لسنة 1961 ثم لائحته التنفيذية 250 لسنة 1975، والتي أدخلت تدريس البنات إلى الأزهر وأعادت له دراسة العلوم الكونية مرة ثانية، ونظمت إدارته وفروعه”.
وواصل:"وأدعي أنه حتى الآن لم نستوف ما أتاحه لنا القانون رقم 103 لسنة 1961 من آفاق، وأن تطور التكنولوجي الذي نعيشه كان يمكننا من الانطلاق أكثر نحو تأدية الرسالة، إلا أن المجهودات الجبارة التي تمت في العشرين سنة الماضية قد نقلت جامعة الأزهر نقلة نوعية وجعلتها من الجامعات المتميزة لدى الغرب والشرق، ولا أنسى ما حدثني به رئيس الديانة في البوسنة الدكتور مصطفى سيريفيتش من أنه عندما حصل على ليسانس اللغة العربية من الأزهر وذهب بها إلى جامعات أمريكا عادلوا ذلك الليسانس بالماجستير عندهم وألحقوه بدرجة الدكتوراه مباشرة، ولا أنسى أيضا أنه قد قرأ علي علم أصول الفقه في بعض المتون القديمة الدكتور روي متحدة رئيس قسم الدراسات الشرقية بجامعة هارفارد، وكنت حينئذ مدرسًا بجامعة الأزهر لمادة أصول الفقه، ولكنه وهو برتبة رئيس القسم للدراسات الشرقية في أعلى جامعات أمريكا بل والعالم عدني مرجعا يرجع إليه ويعتمد عليه ما دام منتميا إلى جامعة الأزهر".
وأوضح: أن “هذه المواقف والحالة ليست تاريخا يحكى، وإنما هي حالة قائمة معنا الآن تدل على استمرار جامعة الأزهر في العطاء، وعلى أن أهلها قادرون دائما على هذا العطاء، وقادرون أيضا على تطوير أنفسهم مع مقتضيات العصر، ودائما سعت جامعة الأزهر إلى الوحدة والائتلاف وإلى الزيادة والنمو، وإلى التنظيم والتنسيق، ولم تسع أبدا في يوم من الأيام إلى عكس هذه المعاني مما جعلها ناجحة ملء العين والبصر في العالم كله، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يديم نعمته علينا وأن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى، إنه سميع قريب مجيب الدعاء”.