المسئولية المشتركة
مازالت الدولة المصرية تدير باقتدار حتى الآن تلك الأزمات الناجمة عما يحدث نتيجة الحرب الروسية – الأوكرانية ويرجع ذلك وبحق إلى امتلاك الرؤية والقدرة على حسن الإدارة نتيجة دراية الحكومة بأولويات احتياجات المواطن، خاصة خلال الأيام القادمة التى سوف تشهد أيام شهر رمضان المبارك، وما اعتدنا عليه من ثقافات وموروثات تتمثل فى كثرة استهلاك المواد الغذائية والعزومات العائلية والسهرات الليلية.
ومما لا شك فيه أن تلك العادات سوف يترتب عليها استهلاك كميات كبيرة من تلك المواد بالإضافة إلى استخدام الكهرباء والبنزين بشكل أكثر من الأيام العادية... ومع ذلك وبالرغم من ذلك فإن الحكومة قد اتخذت بالفعل حزمة من الإجراءات المالية بتوجيهات من السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسى لتخفيف وطأة تأثيرات الأزمة العالمية على المواطن وأيضًا فى محاولة لدفع الاقتصاد وتنشيط السوق والإنتاج ومحاولات توفير العملات الأجنبية للمستوردين وذلك من خلال تحريك سعر الدولار الجمركى بصورة طفيفة ليصل إلى 16 جنيهًا بدلًا من 15 جنيهًا.
فى نفس الوقت فإن الدولة كانت حريصة على مواصلة مسارها ومنهجها فى حماية الفئات الأكثر احتياجًا من خلال زيادة اعداد المستفيدين من برنامجى «تكافل وكرامة» وإضافة 450 ألف أسرة جديدة إلى البرنامج ليصبح إجمالى عدد المستفيدين منه 17 مليون مواطن من خلال تدبير7٫2 مليار جنيه إضافي.
وهو ما يشير إلى قدرة الاقتصاد الوطنى وكذلك إرادة الدولة فى حماية هذه الفئات.. يأتى هذا فى الوقت الذى أعلنت فيه الحكومة عن رقابة صارمة ويقظة مع تغليظ العقوبات على كل من تسول له نفسه التلاعب بالأسعار أو السلع سواء برفعها أو إخفائها.
هذا ما قامت به الدولة المصرية متمثلة فى جهود رئيسها وحكومتها وما زال كل يوم يعلن لنا عن تدخلات جديدة لمحاولة تخفيف آثار تلك الأزمة على المواطن المصرى.
ولكن هل لن يوجد لنا كمواطنين وشركاء فى هذا الوطن دور تشاركى فى دولتنا لاحتواء تداعيات هذه الأزمات التى تتفاقم يومًا بعد يوم ؟؟... نحن مطالبون بالتعايش والتعامل بحكمة وضمير مع ما يحدث حاليًا داخل بلادنا وخارجها... لا بد للمواطن الرشيد أن يدرك صعوبة المرحلة وأن يغير من سلوكيات استهلاكه.
وأن يجتهد للخروج منها بإيجابيات كثيرة من خلال إعمال العقل والوعى والتحمل والتكاتف مع الدولة.... فهى ليست خصمًا لنا بل نحن شركاء معها ومن هنا يجب أن نأخذ بفقه الأولويات فى حياتنا وتصرفاتنا ومعيشتنا بعيدًا عن مظاهر الترف الكاذبة التى لا لزوم لها حاليًا.... وعلينا أن ندرك أن الأزمة وتحدياتها وتداعياتها يمكن أن تستمر لفترة ليست قصيرة فإن ما يحدث خارج عن إرادتنا لإنها أزمة عالمية طالت دول كبيرة من أبرزها ألمانيا وتركيا ولكننا فى مصر لم نشعر حتى الآن بتأثيرها نتيجة تلك التحركات السريعة التى اتخذتها الدولة لصالح المواطن من زيادة الرواتب والمعاشات الى خفض الضرائب ثم زيادة الفوائد البنكية لمواجهة زيادة الأسعار.
لابد أيضًا أن ندرك أن هناك من يريد استغلال تلك الأزمات وتصعيدها للتأثير علينا وإشعال المواقف وترويج الأكاذيب والشائعات... وهنا تجدر الإشارة إلى تلك المحاولات الإخوانية الخبيثة التى تسعى إلى الإيحاء بتفاقم الأزمة وعدم قدرة الدولة على التصدى لها... ومحاولة خفض الروح المعنوية للشعب وإثارته ضدها.
إن التصدى لتلك المحاولات يعتبر واجبا وطنيا لا يجب إغفاله أو التغاضى عنه...وأن محاولات التجار الذين يحاولون التلاعب بأسعار السلع أو إخفائها يجب أن يتم مواجهتها بكل حسم وحزم وعدم التعامل معهم والإبلاغ الفورى عنهم حفاظًا على استقرار الأسواق وأسعار السلع الاساسية التى لاغنى عنها فى حياتنا اليومية.
إننا فى مرحلة يجب فيها تضافر جهود الشعب مع الدولة لتخطى تداعيات تلك الأزمة العالمية التى أصابت العالم كله بلا استثناء ويبدو أنها آخذة فى التصاعد ما لم تحسم قضية أوكرانيا وتهديدها للأمن القومى الروسى.
هكذا يجب أن تدار الأزمات فى الدول التى ارتبط شعبها بحكومته وقائده مثل الدولة المصرية العظيمة ولا شك أن هذا الارتباط والتماسك سوف يؤدى إلى قدرتنا على تحمل تلك المرحلة واستيعابها حتى تمر بسلام على بلادنا وشعبنا العظيم.
وتحيا مصر.