كيف نفذ فلسطينيون يحملون جنسيات إسرائيلية هجمات تحت رادار الشاباك ؟
أثارت هوية منفذي العمليات الأخيرة في إسرائيل القلق لدى جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) إذ أنهم يحملون الجنسيات الإسرائيلية.
مُنفذا هجوم أمس الأحد في الخضيرة هم مواطنون من عرب إسرائيل، ومنفذ الهجوم في بئر السبع، قبل أسبوع هو مواطن بدوي إسرائيلي، بالإضافة إلى أن منفّذي الهجمات الأخيرة كانوا من سكان القدس الشرقية ويحملون هويات إسرائيلية.
وهو ما طرح تساؤلات كثيرة بشأن قدرة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على الكشف مسبقاً عن هجمات يقوم بها فلسطينيون يحملون الهويات الإسرائيلية. فضلاً عن تساؤلات أخرى، تتعلق بالمنفذين أنفسهم، إذ أن بعضهم كانوا مُتهمين أمنيين سابقين، أعلنوا ولائهم لتنظيم داعش، فكيف لم ينتبه الشاباك إلى ذلك؟
يأتي هذا في الوقت الذي يبدو “حساسا” لإسرائيل، مما يتطلب قييم الوضع بسرعة، واتخاذ إجراءات لوقف ما يبدو أنه موجة من العمليات التي تبناها تنظيم داعش، والتي تتصاعد في وقت حرج بشكل خاص عشية شهر رمضان.
هجوم مُخطط أم عملية فردية؟
نُفذت تسع هجمات منذ بداية شهر مارس الجاري، أسفرت عن ستة قتلى إسرائيليين والعديد من الجرحى، حتى هذه اللحظة تبدو العمليات غير مُخططة مسبقاً، ولكن ثمة أمور متشابهة فيما بينها أهمها أن المنفذين هم من عرب إسرائيل أعلنوا ولاءهم لتنظيم داعش؛ وهو ما يجعل من الصعب الفصل بينهم، حتى الآن التقدير بأنها عمليات فردية، فكل هجوم يقف بمفرده ولا يرتبط بآخر، لكن هذا لايعني أن الهجمات منفصلة تماماً، فهناك فرضية أن كل هجوم يشجع مرتكبي الهجوم التالي ويلهمهم.
على عكس هجوم بئر السبع الأسبوع الماضي الذي كشفت التحقيقات أنه غير مُخطط وبدا كعملية فردية، فإن هجوم أمس في الخضيرة بدا مخططًا له، وهو ما يتطلب تحقيقًا عميقًا من قبل جهاز الأمن العام حول كيفية تحرك هذه الخلية وقيامها بتخطيط عملية عنيفة مثل هذه تحت رادار الشاباك، وما إذا كان يمكن إحباط هجمات أخرى لاحقاً، نظرًا لاتساع نطاق الاستخبارات والتغطية التكنولوجية والتشغيلية.
المبرر الحالي لتنفيذ العمليات دون رصد من الشاباك، هو أن هذه العمليات فردية ولن تتم وفقاً لخطة مسبقة، وهو ما جعل من الصعب تعقبها أو إحباطها قبل حدوثها، لكن هجوم الأمس في الخضيرة الذي بدا أنه مُخططاً طرح إشكالية أن تكون تلك الخلية تحركت بدون رصد من الشاباك، وهو ما يعني وجود ثغرة أمنية خطيرة.
هل عرب 48 متعاطفون مع المُنفذين؟
حسب تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، فإن أغلبية عرب إسرائيل ليسوا متعاطفين مع منفذي العمليات، لكن الأقلية تدعمهم، وتتعاطف جزئياً مع الجهاد خاصة الجناح الشمالي للحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح، وهو ما أضاء إشارات تحذير لدى القيادة الإسرائيلية.
في أعقاب الهجوم على بئر السبع، ظهرت ردود فعل متعاطفة للغاية من العرب من إسرائيل مع منفذ الهجوم على وسائل التواصل الاجتماعي.
بالنسبة لإسرائيل، فإن هذا التورط المتزايد لعرب إسرائيل في العمليات، أصبح قضية حساسة، ومن المتوقع أنها ستكون على رأس جدول أعمال الحكومة الإسرائيلية خلال الأسابيع المقبلة، فمن الصعب غض الطرف عن تسلسل الأحداث، مع ضرورة النظر إلى خلفية ماحدث أثناء عملية حارس الأسوار في غزة قبل عام، إذ اشتعلت المدن المختلطة ونفذت فيها أعمال شغب شديدة الخطورة، وهو ما يرفع من درجة التحذير.