زين عبد الهادي.. أبي كان روائيًا مؤمنًا بتنوع القراءات ولا أحب أدب الرعب
باحث وروائي مصري، قدم العديد من الأعمال العلمية والإبداعية، منها “المواسم - التساهيل في نزع الهلاهيل - مرح الفئران - دماء أبوللو - نقد العقل المصري المعاصر - أسد قصر النيل”، تولى رئاسة دار الكتب المصرية، كما يرأس تحرير مجلة «عالم الكتاب» ويشرف حاليا على مكتبة العاصمة الإدارية الجديدة، هو الروائي والباحث والأكاديمي دكتور زين عبد الهادي، والذي يكشف لـ«الدستور» عن أهم وأبرز الكتب التى يحرص على استعادة قراءتها، وأكثر الكتاب التي يحرص على اقتناء أعمالها ومتابعتها في الحوار التالي:
ما أبرز وأهم الكتب التي لا تفارق مكتبتك؟
على مكتبي دائما المعجم الوسيط، وديوان المتنبي وملحمة الحرافيش لمحفوظ، والمجموعة القصصية قنديل أم هاشم ليحيي حقي وحادث النصف متر لصبري موسى وأشعار الكاتب الألمانى والمسرحي الأمريكى بريخت والحب في زمن الكوليرا لماركيز، وموسوعة متحف اللوفر.
حدثنا عن أهم خمس أعمال روائية وشعرية ترجع إليها من وقت لآخر؟
ميرامار نجيب محفوظ والمتسائل لحنا مينة ومغامرة رأس المملوك جابر لسعد الله ونوس، والجحيم هنري باربوس واللامنتمي لكولن ويلسون.
من هو كاتبك الروائي المفضل من جيل الشباب ومن جيل الكبار ومن الراحلين؟
من جيل الشباب محمد عبد النبي ومحمد الفخراني وريم بسيوني، ومن جيل الكبار صنع الله إبراهيم، وإبراهيم عبد المجيد ووحيد الطويلة ومن الراحلين صبري موسى، ويحيي حقي ويوسف إدريس والحكيم وحنا مينه ومحمد الماغوط.
ماذا عن قراءتك في أدب الرعب الحديث؟
الحقيقة لا أحب أدب الرعب، ولا سينما الرعب لكن ذلك لا يعنى أنني ضده، وأدعو للانفتاح على أدب الرعب والسحر والمغامرات. لأني مؤمن بتنوع القراءات.
ماذا عن الإهداء المفضل لك؟
أفضل إهداء من علي حسن في روايته (أنا مي).
كيف تختار الكتاب الذي تقرؤه؟
اعتقد أن ذائقتى لها ثلاثة اتجاهات تضم الأولى كتب الكلاسيكيات العظيمة في الأدب وأنا ضعيف أمامها عادة، وربما اقتنيها أكثر من مرة وأقارن بين الترجمات المختلفة لنفس العمل، أيضا أدب ما بعد الحداثة، والذي لم يترجم منه إلا القليل النادر في الألم العربي وهذا متوافر بالإنجليزية، والاتجاه الأخير نحو كتب العلوم الطبيعية، والفضاء والتاريخ السياسي واقتصاديات العالم الثالث، وعلم المعلومات وعلاقة الإنترنت بالقراءة والسلوك.
متى تلجأ إلى قراءة البي دي إف؟
شخصيا لدي اكثر من ١٠ الاف عنوان بي دي اف حصلت عليها من اصدقاء شتى من العالم كله، وغالبا اقراها في الرحلات الطويلة وقبل ان انام.. ولست متحيزا للاعمال الورقية.
هل تستهويك الكتب الصوتية؟ ولماذا؟
تستهويني للغاية واظن انها واحده من اهم السبل للثقافة العريضة وربما من المهم للمكتبات العامة والمدرسية والجامعية الاشتراك بها
هل النشر أصبح للكتاب "ذوي الفولورز" فعلا ورأيه في ذلك؟
دائما ستجد ان ذلك احد اساليب التسويق لدور النشر وظنى ان ظاهرة الكتاب الفجائيين سرعان ماستنطفئ لكنه اتجاه طبيعي من اتجاهات النشر، لكن القليل جدا من استطاع الحفاظ على تقدمه، واظنه اتجاه من اتجاهات النشر في العالم كله وهو مايؤكد ان سوق النشر في مصر تتطور بشكل مستمر.
لو قدر وحرقت مكتبتك ماهي الكتب التى ستحاول النجاة بها غير كتبك ؟
لن تصدقني اذا قلت لك ان لا توجد في مكتبتي نسخة واحده من اعمالي الادبية او العلمية، لكن هناك نسخ الكترونية منها بالتاكيد لن تحترق لكن لدي اعمال عزيزة للغاية بيني وبينها نوع من الرباط الروحي مثل كتاب المخطوطات الاسلامية في مكتبات لندن وكتب عن مجموعة من المتاحف الاوروبية واعمال محمود درويش ونزار وامل دنقل ومسرحيات صمويل بيكيت ويوجين يونسكو وكلاسيكيات الرواية العالمية والكتب التى عليها اهداءات من الروائيين والشعراء من الاصدقاء.
هل هناك فجوة بين النقد والإبداع أم ان المبدعين يصدرون تلك العبارة كمظلومية لعدم الالتفات لاعمالهم ؟
اظن ذلك.. من ملاحظاتى لظاهرة النقد في العالم العربي ستجد ان الرواية متقدمة للغاية بعكس النقد الذي يتخذ شكلا اكاديميا ويكتظ بمصطلحات غير مفهومة للعامة واظن ان السبب في ذلك ان اغلب كتابات النقاد الاكاديميين هي اعمال ترقيات.. لكنك لاتجد ناقدا إلا القليل له تخريجات عظيمة من الاعمال الروائية نتيجة ان النقد عمل وليس موهبة..كما اننا على يقين ان الناقد لايتجه للاعمال الجيدة غالبا الا نادرا هو يكتب عما يفرض ليه لقد قرات اعمال كثيرة من كثير من اعمال مدعي المظلومية ونادرا ماكنت اجد عملا يستحق الاشادة.
من هو الناقد التى تثق في ترشيحاته وكتاباته النقدية ولماذا؟
ذكر أسماء محددة سيغضب الاخرين.. لابأس اعتقد أنى ارتاح لنقد البعض مثل د.صلاح فضل ود.حسين حموده ود.مصطفى الضبع ود.حسين محمود ود.مصطفى عبدالله ود.محمود الضبع والاستاذ شعبان يوسف ود.سيد نجم ود.بهاء حسب الله ود.يسري عبدالله والراحل.د.يسري العزب ود.محمد شوشة ود.أحمد الصغير .. ولكل الروائيين الذين يقدمون نقدا انطباعيا.
ما رأيك فيما يسمى بالأدب الرقمي. وهل قرأت أعمال أدبية رقمية؟
قرأت بالطبع لكن لاتعليق.
هل يقرأ اقربائك واصدقائك المقربين خارج الوسط الثقافي ما تكتبه؟
اظن انهم جميعا يقرأون ما أكتب والجميل أن يكلموننى متسائلين في دهشة من أين أتيت بهذا الكلام.. فأجيب في خجل انني لا أعلم.. كل مساء بعد أن أنتهي من واجب القراءة أنام لاستيقظ على وقع الكلمات التي تقول لي اكتبني.. يضحكون وهم يعلمون أني لا أقول الحقيقة.. لكن هذه هي الحقيقة!
هل تقرأ الكتب المعنية بالفلسفة وعلم النفس والأقتصاد؟
المثقف الجديد وفقا لمقدمته في كتابه الانسانيون الجدد يقول جون بروكمان عليك ان تقرأ في العلوم الطبيعية والمنهج كمثقف.. اقرأ في كل شئ التاريخ والتفسير وعلم النفس والاجتماع والانثروبولوجيا والاقتصاد والاقتصاد السياسي والكيمياء وفلسفة الفيزياء وتاريخ اللغة والكتابة وعلم اثار القراءة والحداثة ومابعد الحداثة والجغرافيا والسياحة والنشر والمكتبات وعلم المعلومات وتاريخ المعرفة وبالطبع الرواية والشعر والنقد والابداع وعلاقة الفلسفة والفن.
وما هي أحدث وأبرز الأعمال التى قرأتها في الفترة الأخيرة؟
ثلاثة كتب في المنهج باللغة الانجليزية وتاريخ موجز للزمن ولم اكن قد قرأته بعد وبعض اعمال مترجمة عن المدرسة الفرنسية المعاصرة في الفلسفة، ربما ايضا العمل الاخير لسلوى بكر فيلة سوداء بأحذية بيضاء ومحمد ابراهيم طه في شيطان الخضر وعلى حسن في مي والسيدة الزجاجية لعمرو العادلي.. وهناك مجموعة روايات في الطريق لكتاب جدد اظن انا ستكون مفاجأة.
ما هي أبرز أعمال السيرة الروائية والغيرية التى اطلعت عليها في الفترة الأخيرة؟
إبراهيم عبد المجيد عن رحلته مع الكتابة في كتابه (غواية الاسكندرية) والصديق الدكتور محمود الشيخ ومذكراته ورحلته للتعليم والدراسة من مصر الى ايطاليا في كتابه (ذكريات متناثرة)
ما هي أهم وأبرز عناوين كتب أدب الرحلة التى اطلعت عليها في الفترة الأخيرة؟
أظنه كتاب اين تذهب طيور المحيط لإبراهيم عبد المجيد.
ما هو فيلمك المفضل ولماذ؟
اظن الاب الروحي في السينما الامريكية بثلاثيته مازالت كل مشاهده قابعة في راسي منذ جلست على مقاعد سينما مترو في السبعينات.. فيلم مدهش بشخصياته وموسيقاه.. والافلام المصرية حدث ولا حرج الفتوة وارض النفاق وسواق الاتوبيس والبرئ وعودة مواطن وعفاريت الاسفلت والارض ليوسف شاهين والمومياء لشادي عبد السلام
ماهي الذكرى التي لا تنساها من طفولتك وأثرتك في كونك كاتبًا؟
كنا نعيش في بورسعيد.وكان أبي يعمل في مصنع الغزل والنسيج هناك،وكان روائيا غير معروف، صديق للشاعر مجدي نجيب، كنت صغيرا للغاية اظن كنت في السابعة حين شاهدته يكتب وسألته عن سبب تركه للكتابة.. اجابني بشكل مقتضب حينها، لكنني قررت ان اكون كاتبا.. لا اعرف كيف تحديدا تم ذلك.. لكنى اكتب وانشر منذ سن الرابعة عشر بداية مع مجلة تان تان..لكن قريبا ساصدر كتاب عن سحر القراءة يبين كيف يمكن للقراءة ان تخلق انسانا عظيما يملك من الوعي والثقافة مايمكننانه من فرض اختياراته على العالم.
ما هو أغرب تعليق جاء على كتاباتك؟
ان يقول لك تلميذك حين يقرأ أعمالك دكتور انا هابقى زي حضرتك.. في هذا كل السعادة.