مقال فى «نيوزويك» لإخوانى منشق يكشف كيفية هَزْم الإرهاب وما خفى عن الجماعة
نشر علي النعيمي، رئيس لجنة شئون الدفاع والداخلية والعلاقات الخارجية بالمجلس الوطني الاتحادي لدولة الإمارات العربية المتحدة، والإخواني المنشق، مقالا على موقع «نيوزويك» يشرح خلاله كيفية محاربة الإرهاب، وما هي معتقدات الجماعات الراديكالية بما فيها جماعة الإخوان.
وقد بدأ مقاله قائلا إن محاربة الإرهاب على عكس ما يعتقده الكثيرون في الغرب لا تتعلق بسكين أو قنبلة في يد إرهابي، بل تتعلق بأيديولوجية محددة أصابت عقول أولئك المعرضين لها، مشيرا إلى أن مفتاح «الإرهاب» هو تحريف للدين في أيديولوجية معينة، وعلى هذا النحو لا يمكن محاربته إلا على مستوى الأفكار للقضاء على أواصره.
وأشار «النعيمي» إلى أنه بصفته عضوًا سابقًا في جماعة الإخوان المسلمين تمت تربيته منذ صغره على أيديولوجية اكتشف مخاطرها لاحقا، موضحًا أن القدرة على التسلل المنهجي إلى عقل الشخص أقوى بكثير من أي فعل جسدي، حيث لا يمكن لأحد أن يخفي مسدسا، ولكن يمكن للمرء أن يخفي بسهولة أيديولوجية.
وتابع أنه عندما كان طالبًا جامعيًا في الغرب الأمريكي، في جامعة مدينة بورتلاند في ولاية أوريغون، نجح الإخوان المسلمون في تجنيده مثل الكثيرين ممن تم تجنيدهم، مؤكدا أنهم يستغلون تحديدا هؤلاء المليئين بحماس الشباب، قائلا: "كنت أيضًا شابًا نشيطًا أعيش في عالم بعيد عن وطني، وسمحتُ لحماسة الإخوان المسلمين بإثارة ذهني، كان ذلك في عام 1979، وكان الغزو السوفيتي لأفغانستان وتأثيره على آسيا الوسطى في الأخبار باستمرار، فبدأت رحلة بحثية حثيثة للدفاع عن قضايا العرب والمسلمين المتأثرين بفكر الإخوان المسلمين".
وكتب: يجب أن أكون صادقًا، لقد كان أمرًا مثيرًا، كنت أعتقد أن جماعة الإخوان المسلمين كانت الصوت الحقيقي للإسلام، وبالكاد أستطيع أن أصف مدى قوة شعورهم بالارتباط بهذا المركز ودعوتهم إلى دوائره الداخلية، لكن عندما نضجتُ اكتشفت التشرذم والانقسام بين المسلمين، وأدركت أنه إلى جانب الإخوان المسلمين كانت هناك مجموعات أخرى، مثل السلفية والتبليغية على سبيل المثال، وكانت كل الجماعات تدعي جميعها أنها الصوت الحقيقي للإسلام.
وأكد أن هذا الأمر دفعه إلى التساؤل عن مزاعم الإخوان بالتفوق، وعقد العزم على وضع مسافة بينه وبين جميع الأشخاص الذين يروجون أو يبيعون أنفسهم كأوصياء أو متحدثين باسم الإسلام، وقرر أن يكون مستقلًا في تفكيره، ورفض أي نوع من الوصاية عليه أو على عقله أو إرادته باسم من يدّعون وصيتهم على الإسلام.
وأشار إلى أنه تعلّم درسًا مهمًا وهو أن ما يجذب الناس إلى الإرهاب يتم هزيمته من خلال إثارة أيديولوجية قوية ذات ادعاءات روحية، والطريقة الوحيدة لمحاربتها هي من خلال التمكين الذاتي.
وأكد أن الجماعات الإرهابية تستهدف المغيبين ممن لا يمتلكون العلم الكافي لإدراك مزاعم هؤلاء المتلونة، التي تبدو من الخارج ممثلة للإسلام ولكنها لا تمت بصلة إلا للتطرف، وأوضح أنه مع انتشار الإرهاب الإسلامي مرة أخرى فإن الأيديولوجية الموجودة في جوهره تجد لنفسها مشترين جددًا كلما شعرت بأنها ستنتهي، ومثال على ذلك في أفغانستان اليوم، حيث ترتكب إحدى خلايا داعش الأكثر تطرفًا منذ عام 2011 فظائع ضد المسلمين، مما يجعل مشهد التطرف بأكمله في المنطقة أكثر تعقيدًا، وأكثر خطورة بكثير من أي عهد شهدناه للإرهاب.