لماذا تخشى «طالبان» حضور قادتها وأمراءها مؤتمرًا يتعلق بمفاوضات السلام؟
أعلنت حركة طالبان الأفغانية، ثلاثة شروط لحضور مؤتمر اقترحته الولايات المتحدة.
واشترطت طالبان أن يكون المؤتمر قصيرًا، ويجب ألا يتضمن جدول الأعمال اتخاذ القرار بشأن القضايا الحاسمة، بالإضافة إلى أنه يجب أن يكون وفد طالبان منخفض المستوى، أى أنه لا يجب فرض حضور قيادات وأمراء الجماعة.
وأكد زعيم بارز في طالبان النبأ عبر إذاعة صوت أمريكا في إسلام أباد، موضحا أن المؤتمر الذي ستستضيفه الأمم المتحدة وعدة دول، بشكل مشترك اقترحته الولايات المتحدة لأول مرة في أبريل الماضي، بعد أيام من إعلان الرئيس جو بايدن أن القوات الأجنبية ستغادر أفغانستان بحلول سبتمبر من هذا العام.
ويعد هذا أحد المؤتمرات العديدة المقترحة التي تشارك فيها طالبان والحكومة الأفغانية ودول المنطقة في محاولة لإعطاء زخم لمحادثات السلام بين طالبان وفريق حكومي أفغاني رسمي.
وعلى الرغم من حضور وفد من طالبان أحد هذه المؤتمرات في موسكو ترفض طالبان حضور المؤتمر الجديد إلا بشروط محددة.
وكان رئيس فريق التفاوض لطالبان، الشيخ عبدالحكيم، قد سافر هو وعدد من الأعضاء الرئيسيين في مكتب طالبان، إلى المنطقة للتشاور مع زعيم الحركة الشيخ هبة الله أخوند زاده، وبعض أعضاء مجلس قيادة طالبان، ورافق حكيم الملا فاضل والملا شيرين والملا عبدالمنان وجميعهم من أعضاء فريق التفاوض، كما أنهم جميعًا أعضاء في مجلس شورى مجلس القيادة للجماعة واستمرت هذه المشاورات، بحسب زعيم طالبان، لمدة شهر واختتمت الأسبوع الماضي.
وذكرت وسائل إعلام أفغانية أن المداولات تجري في باكستان، حيث يعيش معظم قادة طالبان بحسب الحكومة الأفغانية.
وأكد المبعوث الأمريكي الخاص للمصالحة في أفغانستان زلماي خليل زاد، في مقابلة أخيرة مع موقع دير شبيجل الإخباري الألماني، أنه إذا لم تنجح جهود السلام وإذا لم يكن هناك اتفاق بين باكستان وأفغانستان فإن باكستان ستعاني، وسيتم إلقاء اللوم على باكستان، لأن الكثير من قادة طالبان يعيشون في باكستان.
وأكد أن باكستان تحاول استخدام نفوذها على حركة طالبان الأفغانية للمساعدة في جهود السلام في أفغانستان، كما جاء قرار الجماعة المتشددة نتيجة جهود باكستانية ودول أخرى.
وأوضح في تصريحه أنه رغم هذه المشاورات لم يتم شيء بشكل حقيقي حتى الآن وأن الجانب الأفغاني لم يشارك في أي مفاوضات رسمية حتى الآن.
يذكر أن الولايات المتحدة وأفغانستان، وعدة دول، اقترحت أن يقود واحد أو أكثر من كبار القادة، التفاوض.
وقال مسئولون من هذه الدول في إحاطات أساسية إنهم لا يعتقدون أن مبعوثي التنظيم بمن فيهم الملا بردار لديهم سلطة اتخاذ القرارات في المحادثات.
واقترحت الولايات المتحدة عقد اجتماع لمدة 10 أيام حتى يتمكن فريق طالبان والحكومة الأفغانية من حل خلافاتهم ومن ثم إما اتخاذ بعض القرارات الحاسمة تجاه صنع السلام أو السعي لتحقيق انفراجة في المحادثات المتعثرة.
وقال زعيم طالبان- لدى سؤاله عما إذا كانت القيادة قد اتخذت قرارًا بشأن وقف إطلاق النار- إنه لا يوجد شيء بخصوص وقف إطلاق النار حتى الآن، وأن طالبان لن تعلن وقف إطلاق النار في الوقت الحالي ولن يتم تقريره أثناء المفاوضات بين الأفغان.
كانت الأمم المتحدة وعدة دول، خططت للمشاركة في عقد مؤتمر جديد في الفترة من 24 أبريل إلى 4 مايو بمشاركة ممثلين عن الحكومة الأفغانية وطالبان لإضافة زخم للمفاوضات السابقة التي جرت في سبتمبر الماضي لتحقيق سلام عادل ودائم في أفغانستان.
وكان من المقرر في وقت سابق أن يبدأ المؤتمر في 16 أبريل ويستمر عشرة أيام، لكنه تأجل بسبب عدم مشاركة طالبان.