قيادي سلفي: صناعة القرار دائمًا كانت في يد الجماعة ولم تكن بيد محمد مرسي (شهادة)
ضمّن الإعلامي محمود الورواري، في كتابه "سلفيو مصر"، شهادة على لسان أحمد فريد، القيادي السلفي، عن فترة المعزول محمد مرسي في الحكم وكيفية اتخاذ القرار، والتي قال فيها إنه بعد الثورة كنا حذرين جدا في التعامل مع الإخوان، لأنهم حين يحتاجون شخصا يتقربون إليه، وفي جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة عندما كان شفيق ضد مرسي، وقفنا مع الإخوان، ولكن لم يحققوا وعودهم لنا، وصناعة القرار دائما كانت في يد الجماعة ولم تكن بيد محمد مرسي.
وتابع القيادي السلفي: قبل جولة الإعادة اخترنا عبد المنعم أبوالفتوح، على أساس أنه وسطي ما بين الليبراليين والإسلاميين، ولأن لديه عاطفة إسلامية ولكن انقلب عليه الليبراليون مثل حمدين صباحي، ولم نتخل عنه إطلاقا وعملنا له مؤتمر حضره الآلاف، ولكن الليبراليين تركوه بسبب وقوفنا بجانبه، ولأنه يوجد تناقض بين السلفية والليبرالية فتخلوا عنه، ولذلك اختار شباب الجامعة حمدين صباحي.
- انقسام السلفيين حول المشاركة في 25 يناير
وتابع أحمد فريد شهادته حول ثورة 25 يناير، مشيرا إلى أن الشيخ محمد سعيد وياسر برهامي قررا عدم النزول أو المشاركة في 25 يناير، وكان لي رأي مخالف، وجلسنا جلسة أخرى بعد سجن حبيب العادلي، وكان موجودا محمد إسماعيل المقدم، ورجع عبدالفتاح أبو إدريس، وقال:" إن الفترة الماضية انتهت ولا بد أن نبدأ عملنا ونأخذ مكاننا.. واقترحنا زيادة عدد أعضاء مجلس الإدارة من 6 إلى 16 بدخول أناس آخرين"، وعملنا لائحة للدعوة واقترحنا عمل مجلس أمناء للحفاظ على فكرة الدعوة ومجلس الإدارة، ولكن مع ثبات المؤسسين، وهناك مجلس شورى يجتمع مرتين في السنة وتمت هيكلة الدعوة.
ــ تأسيس حزب النور
وبخصوص تأسيس حزب النور، تحدثنا في الدعوة عن موضوع دخول البرلمان، لتحسين المصالح فلا نتركها للعلمانيين والنصارى، وأننا لا بد أن نأخذ أماكن، وكان هناك رأيان، الأول من ناحية العقيدة وهذا طاغوت، والثاني مسألة مصلحة للمساعدة في إصدار قوانين للحفاظ على الدعوة، وكان هناك خلاف ثم قررنا المشاركة في العمل السياسي، ولكن أساسنا الدعوة والعمل السياسي إنابة فقط للحفاظ على الدعوة.
- تاريخه مع الجماعات الإسلامية
حسب شهادته، انضم أحمد فريد لجمعية الشبان المسلمين وهو ما زال في إعدادي طب بجامعة المنصورة، مشيرا إلى أنه انضم للجماعة الإسلامية عام 1971، وخلال هذه الفترة لم يكن الإخوان قد خرجوا من السجون بعد، قائلا إن الفطرة هي السلفية، ففهم الإخوان هو من خلال رؤساء الجماعة، لكن الدعوة السلفية بدأت قبل تأثير الإخوان، والكتب التي درسناها كانت سلفية مثل "معارج القبول" وكتب ابن القيم، فهي بدأت سلفية بعيدة عن التعصب، ثم خرج الإخوان من السجون واستقطبوا الجماعات الإسلامية لهم 1973- 1974.
وتابع فريد في شهادته: "وبعد خروج الإخوان من السجن، قاد محمد حسين الجماعة خارج الجامعة، وهو الذي تربى في مساجد أنصار السنة الموجودة من قبل السلفية من أيام الشيخ حامد الفقي، وبدأت الدعوة السلفية من خلال قادة أمثال: إبراهيم الزعفراني، خالد داود، وحامد الدفراوي هم الثلاثة الإداريون، وهم من أثروا على الجماعة الإسلامية، وكانوا يطلبون مني الاستخارة للانضمام للجماعة، وبعد فترة قالوا إننا انضممنا في حين أن قاعدة الشباب كانوا معترضين، لكن جعلوهم يأخذون الجانب العلمي من باب التسكين.
وأنهيت سنة الامتياز عام 1977 ودخلت الجيش وكانت للجماعة إخوان وسلفيون في هذه الفترة، حيث بدأ الشيخ محمد حسين يعطي دروسا في جامع عمرو بن الخطاب في كامب شيزار بالإسكندرية، وياسر فوزي، شقيق خالد فوزي أحد شيوخ مكة، كان يحفظنا مناهج السلفية، وقد حدث الصدام مع الإخوان في 1976 لما قمنا بمجموعة محرم بيه التي انفصلت، وطبيعي دخلت الجيش وطلعت وجدت الجماعة إخوان وسلفيين.
وفي 1977 أخرج السادات الإخوان من السجون، وترك الإسلاميين للقضاء على الاشتراكيين، ومنع الحرس الجامعي من التدخل. .وفي هذه الفترة عقد مؤتمر شبين الكوم لانتخاب رئيس اتحاد طلبة الجمهورية، وذهبنا كأننا شخصيات مرضى عنها ورشحنا عبدالمنعم أبوالفتوح، وكانت أول مرة نقابل عصام العريان وعبدالمنعم أبوالفتوح، فتآلفنا وتولينا اللجنة الثقافية.
أوضح أنه عقد المؤتمر الثاني في رشيد، بقيادة مسئول الإخوان في الإسكندرية، ونحن كنا نتبع محمد حسين لأنه أكبرنا بعشر سنوات، وقد فوجئنا أن هناك مجموعات صغيرة تسيطر على المعسكر ولكنها لا تفقه شيئا، وشهد المعسكر أول ظهور لــ"محمد عبدالمنعم" وحدث صدام بيننا أول يوم، فكان أن شكوت إلى المرشد أن من يمسك المعسكر العوام، أي من الذين ليسوا مؤهلين، وكان معي الشيخ أبوإدريس، فطلب أن يكون أمير المعسكر محمد إسماعيل، وقد طلب منا الإخوان مبايعة مرشدهم عمر التلمساني، ولكن لم نبايع الإخوان ولا التلمساني، وبخصوص محمد إسماعيل المقدم ومحمد أبوإدريس، لا أعرف إن كانا بايعا أم لا.
وأكد "فريد"، في شهادته: "عندما دخلت الجيش كضابط احتياط رفضت حلق لحيتي وخضت معارك ومحاكم عسكرية، وخرجت بعد شهر وقد أخذت محاكمتين عسكريتين".
وعن التحريم المتبادل بين الإخوان والسلفيين فيما يخص الصلاة في المساجد التابعة لكلا منهما، قال: "كنت ممنوعا من المسجد الموجود بجانبي حيث سيطر عليه الإخوان، وكانت هناك قيادات دعوية منا، وكنا متلاحمين مع الشباب وتغيرت الأمور، وزارني دكتور محمد إسماعيل المقدم ومحمد حسين، وأفهماني أنه لا وجود للجماعة بل يوجد سلفيون وإخوان، واخترت أن أكون مع السلفيين طبعا".