إخراج وكتابة الأفلام والمسلسلات.. سلاح عماد نجار في محاربة الإخوان (تقرير)
عماد نجار، ممثل وكاتب ومخرج وسيناريست سوري، ولد في دمشق في 5 ديسمبر 1979، بدأ بالمسرح في عام 1999، وله أعمال عديدة مثل مسلسل "ما ملكت أيمانكم"، و"أسمهان"، و"لعنة الطين" وغيرها.
آخر ما قدمه عماد نجار كان مسلسلا بعنوان "ليالي الشمال"، والذي يتحدث عن معاناة اللاجئين السوريين والواقع الذين يعيشونه من استغلال جماعات الإسلام السياسي– وعلى رأسهم الإخوان– لهؤلاء اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا في تنفيذ أيديولوجيتهم حتى ولو بالإكراه، وكذلك الفيلم الفرنسي الوثائقي الذي أخرجه "Le petit-fils" أو بالعربية "الحفيد"، الذي يعد وبتأكيد من الكاتب السويسري الفرنسي، إيان هامل- أحد المشاركين في الفيلم- وثيقة هامة تفضح الجماعة (جماعة الإخوان) وعناصرها ورموزها.
وفي حوار أجراه المخرج والكاتب عماد نجار، قال عن مسلسل "ليالي الشمال" إنه كان يحاول إيضاح نقطة أن اللاجئين والمهاجرين إلى الدول الأوروبية الخارجين من الدول العربية ليسوا من فئة واحدة من المجتمع كما يعتقد البعض بل يوجد اختلافات كثيرة بينهم، سواء أكانت اجتماعية أو عقائدية أو أخلاقية أو فكرية، مضيفا في شرح الهدف من المسلسل قائلا: "المهاجرون واللاجئون العرب أو القادمون من البلاد العربية- وأعنى المنحدرين من أصول غير عربية كالكرد والشركس والأرمن والأمازيغ والتركمان وغيرهم- منهم المثقف ومنهم الجاهل، منهم الغنى ومنهم الفقير، منهم المتدين ومنهم غير المتدين، منهم الأخلاقي ومنهم غير الأخلاقي، وكل ما سبق من صفات يخضع بطبيعة الحال للنسبية، فلا يمكن أن يحمل البشرى صفة مطلقة".
وأشار المخرج والكاتب السوري إلى نجاح جماعات الإسلام السياسي في إفهام نسبة كبيرة من المجتمع الأوروبي ونخبة السياسة والثقافة بأنها الممثل الشرعي شبه الأوحد لملايين المهاجرين واللاجئين العرب والمسلمين، منوها إلى أن تلك الجماعات قد أقنعت اليساريين بالأخص بفكرة أن تلك الجماعات صوت يمثل الشعوب العربية الفقيرة والمهمشة في الوطن العربي.
أما عن الفيلم الوثائقي "الحفيد"، فقال عماد نجار: "إنه يتحدث عن طارق رمضان، حفيد حسن البنا، الذى لاحقته خلال السنوات الماضية جملة من الفضائح الأخلاقية ورُفعت ضده جملة من قضايا الاغتصاب"، مشيرا إلى أن الفيلم لا يتحدث عن طارق رمضان فقط، بل تناول أيضا شخصية والد طارق رمضان وهو سعيد رمضان، وجده حسن البنا وقيادات أخرى عديدة في جماعة الإخوان المسلمين.
وحول كيفية جمع المعلومات الواردة في فيلم "الحفيد"، أوضح الكاتب السوري في الحوار أنه قام بـ"عمل استقصائي خلال الفيلم الوثائقي مع لقاءات مع مجموعة من الخبراء والشهود الذين كانت لهم علاقات وثيقة بطارق رمضان، والفيلم يعد وثيقة مهمة تفضح الجماعة وعناصرها ورموزها، وقام "نجار" بزيارة عدة دول لبناء الفيلم، الذى تبدأ الشركة المنتجة الدعاية له مارس المقبل بثلاث لغات "الفرنسية والإنجليزية والعربية".
وعن سبب سماح الدول الأوروبية بدخول أشخاص منتمين لجماعة الإخوان، يرى الكاتب والمخرج السوري أن سبب السماح هو "ببساطة لأنها لم تكن تعتقد أن هؤلاء يشكلون خطرًا على مصالحها أو أمنها القومي، ولأنها كانت تجد فيهم وسائل ضغط على الأنظمة العربية والحكومات العربية، تحقق من خلالها مكتسبات سياسية واقتصادية"، وأردف قائلا إنه مع تنامي الفكر الانعزالي للمسلمين الأوروبيين وبداية الانعكاس السلبي لآثاره، وتنامي فكر العنف والإرهاب الذى أدى إلى عدد كبير من العمليات الإرهابية التي "أزهقت أرواحًا بريئة في عدد من البلدان الأوروبية"- انتبهت النخب الأوروبية لخطر الفكر الإخواني، فبدأت في التحقيق حول حقيقة الجماعة وأجندتها ونواياها تجاه الغرب، وما أسفرت عنه التحقيقات كان صادمًا لدرجة أنه أدى إلى تقلبات جذرية وسريعة في طريقة التعامل مع هذه الجماعة، وما حدث مؤخرًا في فرنسا خير دليل على ذلك.