باحث يمنى لـ«أمان»: القاعدة هى الشق العسكري لـ«الإخوان» فى صنعاء (حوار)
◄ قطر وتركيا عملتا على خلق ودعم إنشاء معسكرات خارج نطاق المؤسسة العسكرية والأمنية
سلاح الغدر الذى طالما استخدمه تنظيم الإخوان الإرهابى لإسقاط الدول، يعد خنجره المسموم الذى يطعن به التنظيم الشعب اليمني فى ظهورهم، وصوب وجهه شطر اليمن السعيد ووضع خنجره المسموم فى ظهر هذه الدولة العربية، وتآمرت جماعة الإخوان مع الحوثيين بأمر قطر التى دفعت الإخوان لنسج خيوط تلك العلاقة الآثمة مع الحوثيين.
وفي هذا الإطار، قال وضاح اليمن عبدالقادر، صحفي وباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن القاعدة هي الشق العسكري لجماعة الإخوان المسلمين، ومن يقرأ أدبيات وفكر الجماعة ونشأتها سيدرك الارتباط الوثيق بين جماعة الإخوان والقاعدة وارتباطهم بالإرهاب.. وإلي نص الحوار.
- كيف ترون تأثير جماعة الإخوان على العملية السياسية في اليمن واستمرار الحرب؟
- تحاول جماعة الإخوان من خلال حزب الإصلاح عرقلة تشكيل الحكومة من خلال افتعال الأزمات السياسية أو من خلال الدور المشبوه لقيادات عسكرية موالية لها على الأرض مما يعني طول أمد الحرب.
عرقلة تنفيذ اتفاق الرياض حتى اللحظة هو بسبب التعنت الواضح لحزب الإصلاح الذي يمارس إرهابا منظما على شركاء العملية السياسية في اليمن أو شركاء المقاومة الشعبية في مواجهة الحوثي سواء كان إرهابا سياسيا أو عسكريا أو فكريا من خلال جملة من الممارسات المشرعنة بآلة إعلامية ضخمة ممولة قطريا عملت على تغييب المواطن اليمني عن المشهد وخلق حالة من الفوضى المنظمة في المناطق المحررة.
- هل هناك تعاون بين الإخوان وجماعات القاعدة باليمن؟ وإن كان ذلك فكيف أثر على الوضع الأمني والسياسي؟
- القاعدة هي الشق العسكري لجماعة الإخوان ومن يقرأ أدبيات وفكر التنظيم والنشأة سيدرك الارتباط الوثيق بين جماعة الإخوان والقاعدة وارتباطهم بالإرهاب، اليوم تنشط القاعدة في البيضاء وبعض أجزاء من مأرب والحوف وشبوة وقياداتها من لهم ارتباط بجماعة الإخوان ومعاهدهم العلمية التي نشأت في السبعينيات والثمانينيات وكانت عبارة عن حاضنات تفريخ للجماعات الجهادية وخصوصا ما يسمى العرب الأفغان.
واليوم تنشط القاعدة في المناطق التي تشهد غياب الدولة بسبب الحرب بين الشرعية والانقلابيين الحوثيين وفي معقل بعض القبائل وقياداتها الموالية لجماعة الإخوان المسلمين والتي مثلت مأوى لقيادات تنظيم القاعدة وعودة نشاط القاعدة يخلق عبئا آخر على الحكومة الشرعية في حربها القائمة وإرباكا لها في الوقت الراهن.
-هل هناك تعاون بين الإخوان مع قطر لدعم مشروعها في اليمن؟
- منذ خروج قطر من التحالف العربي في العام ٢٠١٧ بدأت الجماعة المدعومة من الدوحة بتنفيذ أجندة قطر وتركيا وإفشال التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات بالإضافة إلى إفشال كل خطوات الشرعية التي تستهدف استكمال عملية تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي، بالإضافة إلى سيطرة الإخوان على مفاصل القرار في الحكومة الشرعية من خلال التعيينات في الوزارات والمؤسسات التنفيذية والمؤسستين العسكرية والأمنية مما أعاق عملية التحرير وطول أمد الحرب.
ولم يقتصر الدعم القطري على الجانب العسكري بل الدعم في الجانب الإعلامي وإنشاء عدد من القنوات وتمويلها وبثها من الأراضي التركية بميزانيات وإمكانيات مهولة واستقطاب السياسيين والناشطين إلى قطر أو تركيا ودعمهك برواتب شهرية للعمل وفق توجهات جماعة الاخوان المسلمين.
- أشار بعض التقارير إلى تدريب تركيا لعناصر من إخوان اليمن ليكونوا ذراعا لها.. ما مدى صحة الأمر؟ وإن كان كذلك كيف سيؤثر على المستقبل السياسي لليمن؟
- قطر وتركيا عملتا على خلق ودعم إنشاء معسكرات خارج نطاق المؤسسة العسكرية والأمنية وهو ما يعني تأسيس لصراع قادم على المدى البعيد وهذه المعسكرات تم إنشاؤها في محافظة تعز وأجزاء من محافظة لحج بالإضافة إلى خلق قيادات عسكرية موالية لهم في داخل الألوية العسكرية والأمنية، وهم من عملوا على خلخلة مؤسسة الجيش والأمن وعرقلة معركة التحرير وهذا كان له انعكاساته على العملية السياسية كون الإصلاح الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين قد صار لديه جناح عسكري وتغلغل في المؤسسة العسكرية والأمنية وهو ما يشكل أداة ضغط على الحكومة الشرعية ويعرقل معركة التحرير.
- برأيك هل يمكن خلال الفترة المقبلة احتواء الإخوان أو السيطرة عليهم ضمن ترتيبات سياسية معينة؟
- وجود المجلس الانتقالي الجنوبي هو المعادل السياسي والموضوعي في العملية السياسية باليمن وهذا خلق تخوفات كبيرة لدى جماعة الإخوان المسلمين ومحاولات لعرقلة تنفيذ اتفاق الرياض لإدراكهم أن تنفيذ الاتفاق سيغير المعادلة كثيرا وسيحد من تغلغلهم داخل مفاصل الحكومة الشرعية وسيحد من مشروع سيطرتهم وأخونتهم لمؤسسة الدولة واستكمال مشروعهم القذر ضمن أجندة تنظيم الإخوان الدولي المدعوم قطريا وتركيا.
وتنفيذ اتفاق الرياض سيحد من سيطرة هذه الجماعة ويحشرها في زاوية ضيقة بالإضافة إلى مرحلة ما بعد الحرب والاستفتاء على دستور الدولة الاتحادية الذي يحظر قيام أي أحزاب على أسس دينية.
- هل هناك تعاون بين ميليشيا الحوثي والإخوان؟ وما تأثيره على مستقبل التسوية في اليمن وإنهاء الحرب؟
- صار هذا الأمر واضحا للعيان من خلال التقارب القطري التركي الإيراني وأيضا من خلال وسائل الإعلام المدعومة قطريا وتركيا وتحركات قيادات وناشطين مقيمين في تركيا وقطر وعمان وإيران ولقاءاتهم المستمرة وتقارب بعض المواقف هذا من جانب، والجانب الآخر عرقلة بعض القيادات في الجيش المحسوبين على جماعة الإخوان لمعركة تحرير صنعاء وما حدث من خيانات وتسليم جبهات ومناطق محررة واسعة للحوثي في نهم والجوف ومأرب وبكل تأكيد هذا التقارب يؤثر على العملية السياسية في اليمن وعلى مشروع استعادة الدولة الوطنية فكل الجماعات الدينية مشاريع عابرة للجغرافيا الوطنية ومرتبطة بمشروع الخلافة في تركيا أو مشروع ولاية الفقيه في إيران.
ولا ننسى الدور القطري الداعم للحوثي خلال حروبه الستة أو ما تسمى حروب صعدة مع الدولة والدور المشبوه لهم كوسيط حينها وهو ما يؤكد تقارب الإخوان والحوثي.
ولذلك يجب على القوى السياسية المدنية أن تخوض حربها بإقتدار مع هذه الجماعة كمعركة مصيرية ووجودية باعتبارها المعركة الفاصلة لأجل المستقبل ولتكن حرب اليمنيين الأخيرة على اعتبار أنه ليس لديهم استعدادت لخوض حروب مستقبلية كارثية مدمرة للأجيال القادمة.