«الكمالات المحمدية».. كيف يقدم التصوف الوجه الحقيقي للإسلام (تقرير)
أحيت الطريقة القادرية البودشيشية ومشيختها بشراكة مع مؤسسة الملتقى، مساء أمس الإثنين، أمسية علمية وروحية للتعريف بالكمالات المحمدية، وذلك على هامش فعاليات الملتقى العالمي للتصوف في دورته الخامسة عشرة، وشهدت مشاركة علماء من أهم المنارات العلمية في العالم الإسلامي، قدم خلالها علماء من مصر وتونس قطوفا عن حياة النبي وتعاليمه ليظهروا الوجه الحقيقي للإسلام.
أولى مداخلات هذه الأمسية كان من مصر مع الإعلامي حسن الشاذلي، الذي استضاف الدكتور عبدالشافي الشيخ، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامع الأزهر الشريف، والذي ركز في حديثه على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، من خلال إيراده مجموعة من الأدلة الدالة على وجوب الاحتفال به، صلى الله عليه وسلم، ودعا إلى ضرورة الاقتداء والتأسي به كعربون يظهر محبته والسير على نهجه، كما أكد الدور الريادي الذي اضطلع به التصوف في مواجهة الأزمات، من خلال الأخذ بالأسباب بعدما ساق مشاهد من حياته، صلى الله عليه وسلم، في تدبير الأزمات التي لاقاها هو وأصحابه، وهو نفسه المنهج المتبع من طرف الصوفية رضوان الله عليهم.
وجاءت المداخلة الثانية من تونس، والتي قدمها الدكتور بدر المدني، وهو من علماء جامعة الزيتونة، تناول فيها الحديث عن أعظم منة لهذا الوجود وأكرم بشارة لهذه الإنسانية، والتي تمثلت في ذات المصطفى، صلى الله عليه وسلم، وأبرز في معرض حديثه جوهر الحقيقة المحمدية، وهو الرحمة والرأفة، مبينا أن سيرته هي المثال الأكمل لهذه الرحمة، كما ساق بعضا من محاسن هذا النبي الكريم، الدالة على كماله، صلى الله عليه وسلم، وتكريم الحق جل وعز له، وختم مداخلته بإشارات رقيقة ووجدانية عن قدر الجناب النبوي، وما وجب على المحبين في حقه، صلى الله عليه وسلم.
وتلتها مداخلة الدكتور محمد أديوان، من جامعة القرويين، حول معالم الهدي النبوي والكمال المحمدي، أشار فيها إلى الكمالات التي التصقت به في حياته، صلى الله عليه وسلم، منذ صباه من خلال أحداث عظيمة عرفتها سيرته العطرة، والتي هيأته لأن يكون الإنسان الكامل القادر على تحمل هذه الرسالة العظيمة وتبليغها إلى سائر البشرية جمعاء، مُرسيًا القيم والأخلاق الكونية، محققا كلمة الله تعالى وزارعا للخير والرحمة في قلوب الإنسانية، ليتم بعد ذلك تقديم ترجمة لمداخلته باللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية.
يشار إلى أن هذه الأمسية العلمية تخللتها وصلات من السماع الصوفى، والمديح النبوي من المغرب وسوريا.