«انتحاري وسيارة مفخخة».. كيف خطط تنظيم «ولاية سيناء» لقتل «قضاة العريش» وتفجير فندقهم؟ (4)
«تنظيم ولاية سيناء خطط لاستهداف القضاة في واقعتين في مدينة العريش، الأولى استهداف سيارة قضاة محكمة ابتدائية ومقتل 4 منهم، وواقعة أخرى عندما فجّر فندق (سويس إن) بسيارة مفخخة وبانتحاري».. هكذا رصد أمير محمد معتوق، المتهم في قضية تنظيم ولاية سيناء التي حملت رقم 148 عسكرية وضمت 310 متهمًا، لحظات قتل القضاة.
بدأ المتهم في سرد خطة التنظيم لتفجير فندق «سويس إن»، في العريش، الذي كان يقيم فيه القضاة المشرفون على الانتخابات في 2015، داخل 82 غرفة، موضحًا أن العملية تمت عن طريق «أبو حمزة، وأبووضاء»، من خلال دخولهم بسيارة واشتباكهم مع الأمن حتى فجّر «أبووضاء» نفسه داخل الفندق.
- «200 كيلو مواد متفجرة»
وقال المتهم إن تنظيم «ولاية سيناء» خصص سيارة للانفجار لونها فضي من الخارج ونبيتي من الداخل، يقودها انتحاري بتفجير مباشر أثناء محاولته اقتحام الباب الرئيسي لفندق سويس إن، الذي تقيم فيه اللجنة المشرفة على الانتخابات البرلمانية، أعقبه بحوالي عشر دقائق تفجير عبوة ثانية يحملها شخص انتحاري- تفجير مباشر- في المنطقة الفاصلة بين قاعات الطعام والمطبخ، وإن السيارة كانت مجهزة بحوالي 200 كيلوجرام من مادة تي إن تي شديدة الانفجار.
وكان التنظيم قد جمع المعلومات بخصوص الواقعة منذ يوم 21 نوفمبر 2015، عندما حجز عدد من القضاة المشرفين على العملية الانتخابية بمجلس النواب بفندق العريش، وحضر 148 من القضاة المشرفين على الانتخابات، وتم توزيعهم على 82 غرفة بالفندق.
وأكد المتهم «أمير» أنه تم توزيع القضاة على اللجان الانتخابية، ومر أول يومين، وفي اليوم الثالث تم تنفيذ المهمة، من خلال سيارة مفخخة أمام بهو الفندق ونشوب حريق باليشمك، ثم ترجل شخص يرتدي زي قوات مسلحة مطلقا النار من الناحية الغربية للفندق من جهة الشاطئ، وهي الجهة التي يقع فيها «شاليهات القضاة»، وأطلق النيران على غرفة المستشار عمر حماد، رقم 1009، وهي من أولى الغرف في الناحية الغربية.
وأكد المتهم أنه علم من قيادات التنظيم أن «أبووضاء» ترجل لداخل الفندق وأطلق الأعيرة النارية على المطعم وأطلق النيران بكثافة على المتواجدين، ودخلت القوات الأمنية الموجودة للتعامل مع الإرهابيين، ثم فجّر نفسه باستخدام عبوة ناسفة مما تسبب في نسف المواطنين الموجودين، وانتشرت الأشلاء في المكان، ووجد الأمن رأسا بشرية سليمة على رأس إحدى التربيزات.
وأشار الإرهابي المتهم إلى أنه علم أن الحادث نتج عنه مقتل الانتحاريين، والتحفظ على أشلائهما، واستشهاد اثنين من أعضاء الهيئة القضائية هما المستشار عمر حماد شحات، وعمرو مصطفى حسن، و3 من أفراد القوات الأمنية: محمد إسماعيل، وشعبان عبدالمنعم، وعلى سعيد، وإصابة المستشارين منصور صابر خليفة، وأمير يعقوب محسن، والعريف شرطة حمادة صابر وآخرين ضباط.
ولم تتنه المهمة عند ذلك بل توجت في النهاية، من قبل التنظيم، بنشر صور الانتحاريين بزي عسكري وبأسمائهم المكنية تكريمًا لهم.
- قاضٍ يروي لحظات النجاة
وقال المستشار منصور صابر عبده خليفة، 46 عامًا، نائب رئيس هيئة قضايا الدولة- أحد الناجين- إنه كان متوجها إلى المطعم وقت الواقعة، ووجد دخانا كثيفا وصوت انفجار، وحاول الاختباء بجوار جدران الحائط حتى قابل الشهيد المستشار عمرو مصطفى، وسأله: هل أنت من القضاة؟ فأخبره بأنه وكيل نيابة بالغردقة، وطلب منه تغيير البدلة التي يرتديها حتى لا يتم استهدافه، فأخبره بأنه لا يستطيع التوجه إلى الشاليه الخاص به، وفجأة وجده يجري ناحية الشاطئ حتى سقط صريعا.
وأضاف القاضي أنه عقب ذلك لاحظ دخول شخص يرتدي الزي العسكري ومعه بندقية آلية، فحمد الله اعتقادا أنه من المنقذين، ولكنه فجأة أطلق الأعيرة النارية تجاهه فأصيبت قدمه وزحف مختبئًا من رصاصاته، حتى سمع صوت انفجار وجاء أشخاص يرتدون الزي العسكري ونقلوه للمستشفى لإسعافه.