مبروك عطية: لا يجوز الصلاة في الشوارع لأنها من البدع (حوار)
قال الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة بالأزهر الشريف، إن "الشوارع مشروعة لكي يمشي فيها الإنسان والحيوان وكل مخلوق على ظهر الأرض، والشوارع مشروعة للمرور وليست للصلاة ولا لشىء آخر.
وأضاف عطية في حواره لـ"الدستور"، أن الأصل الأصيل هو أن صلاة التراويح في البيت أفضل 100 مرة من الجامع، لينا في الجامع أربع ركعات عشاء فقط في الظروف الطبيعية، ما بالك لو الاجتماع للتراويح هيجيب لينا مشكلة، إذا كان الفريضة تم تعطيلها.
إلى نص الحوار..
◄ ما رأيك فيمن يدعون المصلين للصلاة في الشوارع؟
الشوارع مشروعة لكي يمشي فيها الإنسان والحيوان وكل مخلوق على ظهر الأرض، الشوارع مشروعة للمرور وليست للصلاة ولا لشىء آخر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أوصانا أن نعطي الطريق حقه، ومن حق الطريق أيضًا رفع الأذى عنه، وقد ورد في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم- "إماطة الأذى عن الطريق صدقة"، فالمسلمون مأمورون بإماطة الأذى عن الطريق، ولا ينبغي أن يكونوا هم أنفسهم أذى ولا يكونوا مبتدعين دينيا لم ينزله الله ولم يرد عن رسول الله.
والصلاة في الشارع لا تجوز بحال من الأحوال، إنما جعلت المساجد لذكر الله والصلاة وإذا عرض عارض كوباء أو مطر، لم يقول النبي -صلّ الله عليه وسلم- صلوا في الشوارع ولكن قال صلوا في رحالكم أي في أمكانكم التي تكمنوا فيها وفي بيوتكم، كما صلّ عثمان ابن مالك، وراوى البخاري حديثه أنه استأذن النبي أن يصلي في بيته لأن نظره قد ضعف، وأنه لا يستطيع الذهاب إلى المسجد.
نحن لسنا في حاجة إلى مزيد من البدع والفتن، بل إن الاهتمام برفع الفتن والقضاء عليها من يتوسل به إلى الله لكشف الغمة.
كيف يدعى الناس إلى الصلاة في المسجد وكيف يمشي الناس وتتحرك المحركات لاستكمال الحياة، أيكون الدين معطلًا! هذا لا يليق ولا ينبغي يصلي الناس في بيته لأن الصلاة في هذا الوقت هو مظاهرة جديدة من الفتن والبدع.
◄ ماذا عن اتباع التعليمات الحكومية بشأن كورونا؟
الشرع يأمرنا بوقف جميع الشعائر الدينية؛ من أجل المحافظة على الصالح العام للإنسان، مؤكدًا أن قرار منع صلاة الجماعة والجمعة صائب في الظروف التي تمر بها البلاد والعالم، حيث أن جميع الإجراءات الاحترازية التي قامت بها الدولة واجب ديني وعلينا الالتزام بها.
◄ هل التوبة والعودة إلى الله علاج فيروس كورونا؟
إن المسلمون مرو بمحن أشد من المحنة التي يعيشها العالم حاليًا بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، مستدلًا بالحديث الشريف: "قَد كَانَ مَنْ قَبْلكُمْ يؤْخَذُ الرَّجُلُ فيُحْفَرُ لَهُ في الأَرْضِ فيجْعلُ فِيهَا، ثمَّ يُؤْتِى بالْمِنْشارِ فَيُوضَعُ علَى رَأْسِهِ فيُجعلُ نصْفَيْن، ويُمْشطُ بِأَمْشاطِ الْحديدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعظْمِهِ، مَا يَصُدُّهُ ذلكَ عَنْ دِينِهِ، واللَّه ليتِمنَّ اللَّهُ هَذا الأَمْر حتَّى يسِير الرَّاكِبُ مِنْ صنْعاءَ إِلَى حَضْرمْوتَ لاَ يخافُ إِلاَّ اللهَ والذِّئْبَ عَلَى غنَمِهِ، ولكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ"، ولابد من التوبة النصوحة حتى يرفع الله البلاء.
◄ هل فيروس كورونا غضب من الله؟
لاشك أن الله غير راضي، لكن غضب لأ، لو غضب الله سينسفنا نسفًا كاملًا لايذر حبة عنب أو أثر لمخلوق، وطول ما في بني آدم واحد عايش على سطح الكرة الأرضية يبقى ربنا مش غضبان، ودليل على ذلك قوله تعالى: "فلما أسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين".
◄ هل يجوز صلاة التراويح في البيوت إذا استمرت أزمة فيروس كورونا في رمضان؟
الأصل الأصيل هو إن صلاة التراويح في البيت أفضل 100 مرة من الجامع، ولنا في الجامع أربع ركعات عشاء فقط في الظروف الطبيعية، ما بالك لو الاجتماع للتراويح هيجيب لينا مشكلة، إذا كان الفريضة تم تعطيلها، فما بالك بالسنة الممثلة في صلاة التراويح.
◄ هل يجوز الإفطار في نهار رمضان حال استمرار فيروس كورونا؟
لو ثبت علميًا أن الوقاية من المرض تتطلب "بل الريق" وجب الفطر، لأن الإنسان غال.
◄ هل الحفاظ على الإنسان من الدين؟
الإنسان أشد حرمة عند الله من أي شيء، ومن أجل حرمة هذا الإنسان وحياته يتم تعطيل المساجد وغيرها من الشعائر.
◄ هل هناك تأصيل شرعي لوقف الصلاة أثناء أزمات كورونا؟
من الأدلة في القرآن الكريم أن الله فرض الصيام أيام معدودات ولكنه قال: فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر... فأذن الله له أن يفطر، على الرغم من أن الله تعالى كان باستطاعته أن يشفي المريض بقدرته ليصوم، كما أن الله تعالى أبقى الآيات وسنن الحياة لمواجهة ما يحدث، وأن علينا أن نأخذ بالأسباب، وما دمرنا على مستوى العلم والدين نفسه هو تجاهل سنن الحياة والتواكل، فالدين أحاط الإنسان بالأسباب مع الدعاء إلى الله.