إخواني منشق: الجماعة تمر بأسوأ فترة في تاريخها (حوار)
قال طارق البشبيشي القيادي الإخواني المنشق، إن الجماعة الإرهابية لم تعد تستطيع الحشد ضد الدولة المصرية، لعدة أسباب مختلفة من بينها قوة وصلابة ووعي الشعب المصري، ضد الأهداف العدائية التي يقودها ذلك التنظيم ضد مصر، لافتًا إلى أن هناك مخططات كبيرة وضعتها بهدف التحريض ضد مصر.
وأضاف البشبيشي في حواره لـ"أمان" أنه ترك الجماعة عندما أدرك أنه كان مخدوع طوال السنين التى مكث فيها داخل هذا التنظيم، متابعا: "ابتعدت عنهم عندما شعرت بعداوتهم لمصر وخطرهم على أمنها القومى وعندما اقتنعت بأنهم مشروع شرير غير وطنى يريد التهام بلاد المنطقة لتكوين إمبراطورية إخوانية". إلى نص الحوار..
* كيف ترى الوضع داخل الإخوان بعد مرور أكثر من ست سنوات على عزلهم من الحكم؟
- تمر الجماعة الآن بأسوأ مراحلها التاريخية على الإطلاق وتعانى قواعدها من الإحباط واليأس، ولو قسمنا تلك القواعد سنجد هناك قسم يحظى برعاية قيادات التنظيم بالخارج منهم وقسم وهم الأغلبية تم التضحية بهم، ويعانون بشدة من دفع فاتورة صدام التنظيم مع مؤسسات الدولة، ويشعرون بالحنق والمرارة من قيادات الجماعة التى خدعتهم وتعيش فى رغد العيش بالخارج، وتركوهم يواجهون مصيرهم فى معركة خاسرة.
* هل الجماعة قادرة على الحشد ضد الدولة المصرية؟
- طوال الست سنوات الماضية لم تتوقف الجماعة للحظة واحدة عن التحريض والتآمر على مصر وعلى شعبها متحالفة مع كل الأعداء فى الخارج وحتى هذه اللحظة وفى المستقبل فلن تتوقف عن المؤامرة والتحريض، ولكنها لم تحقق أى شيء يذكر على الأرض وفى الواقع بل على العكس تماما مزيد من كره الناس لها ومزيد من الفشل والهزيمة.. فنحن نرى عدم استجابة الشعب المصرى لتحريضهم لإدراكه نوايا هذه الجماعة الإرهابية التى تريد الفوضى والخراب بعدما أطاح الشعب بها فى 30 يونيو 2013.
* هل الانشقاقات السبب في خسارات الجماعة المتكررة؟
- لا توجد انشقاقات مؤثرة داخل التنظيم، لكن هناك أسباب أخرى لفشل التنظيم وخساراته المتكررة منها يقظة الشعب المصرى وصمود مؤسسات الدولة ضد مؤامرات الإرهابية وتلاحم الشعب مع مؤسسات وطنه خاصة المؤسسة الأمنية والعسكرية فى مواجهة مخططات التنظيم الشريرة وتوفير غطاء شعبى لجميع الإجراءات التى تتخذها الدولة لحماية مؤسساتها وشعبها من أهداف التنظيم المعادية.
* ماذا عن توجيهات قيادات الإرهابية التي تلقتوها بعدما تولى المعزول محمد مرسى الحكم؟
- كانت علاقتى بالتنظيم أيام حكم الإخوان عام 2012 متوترة وكنت على خلاف معهم وتعرضت لعدة تحقيقات من قيادة التنظيم بمحافظة البحيرة، كنت أقول لهم لا تتحدوا الشعب المصرى وتذكروا انه لم ينتخب مكتب الارشاد بجبل المقطم، ولكنه انتخب مرسى بأغلبية ضئيلة جدا فعليكم ان تحترموا قلق المصريين منكم، وكنت أقول لهم أيضا بأن الشعب المصرى ليس له علاقة بمشروع تمكين الجماعة التاريخى ولكنه يريد حل مشاكله الاجتماعية والاقتصادية، كانوا ينهروننى ويسخرون من كلامى.
* لماذا قررت ترك الجماعة؟
- تركت الجماعة عندما ادركت اننى كنت مخدوعا طوال السنين الطوال التى مكثت فيها داخل هذا التنظيم، ابتعدت عنهم عندما شعرت بعداوتهم لمصر وخطرهم على أمنها القومى وعندما اقتنعت بأن للاخوان مشروع شرير غير وطنى يريد التهام بلاد المنطقة لتكوين امبراطورية اخوانية يطلقون عليها الخلافة وادركت انهم على استعداد لاستخدام العنف والارهاب ضد كل من يقف أمام مشروعهم الخبيث. وهذا ما تحقق بعد عزلهم من السلطة عندها حمدت الله الذى أنار بصيرتى وكشف لى حقيقة هذه العصابة المجرمة واننى كنت على حق عندما تركتهم وانحزت لوطنى فى معكرته ضد إرهاب التنظيم.
* هل أفكار التنظيم تواكب العصر وقابلة للعقل الإسلامي؟
- فكرة الإخوان الرئيسية فى استخدام الدين هي الوصول للسلطة فهم رفعوا الشعارات الدينية لدغدغة مشاعر الناس وخداعهم لكى يضعوهم على كراسى الحكم لكن الشعب المصري اكتشف سريعا أنهم مافيا إجرامية عابرة للحدود مهمتها تفتيت الأوطان وتخريبها لحساب أعدائنا. فكل جماعات العنف والإرهاب فخرجت من عبائة الإخوان ويعتبر سيد قطب هو إمام ومرشد كل تنظيمات وحركات الإرهابيين فى العالم ولن تجد أى تنظيم ارهابى إلا ويمجد قطب ويدرس كتبه خاصة كتاب معالم فى الطريق.
* من أين جاءت فكرة المراجعات الفكرية لكم؟
- جاءت المراجعة الفكرية بصورة فردية وتدريجيا بعد أحداث 25 يناير 2011 وسقوط نظام حسنى مبارك وتحرر الجماعة من القوانين التى كانت تحظرها وتجرم نشاطها فتحولت الى وحش شرس يريد التهام كل شيء، فكنت استغرب من هذا السلوك الشاذ، وكنت أسأل نفسى لماذا تصر الجماعة على السيطرة على كل شيء ولماذا تريد الصدام مع المؤسسة العسكرية وتحرض المصريين عليها وزادت دهشتى عندما رأيتهم يتحالفون مع المتطرفين والارهابيين من الجماعات الاسلامية فى الصعيد والمتورطين فى احداث عنف وارهاب يعلمها الجميع وكانت صدمتى الكبرى عندما وقع حادث رفح واستشهد على إثره أكثر من 20 عسكريا فى سيناء وفوجئت باستغلال الاخوان للحادث المؤلم واتخذ رئيسهم قرارات بعزل وزير الدفاع ورئيس الاركان ورئيس المخابرات ورأيت الاخوان ينزلون الشوارع مهللين محتفلين بقرارات رئيسهم فأيقنت انهم متورطون فى حادث رفح الحزين بدليل استفاداتهم منها وتناقل الانباء عن هوية المجرمين الذين قاموا بهذا الفعل الخسيس وهم ممن افرج عنهم مرسى من السجون بعد وصوله للسلطة، كان هذا الحدث وغيره بمثابة الصدمة التى ازالت عنى الغشاوة فبدأت ارى الاخوان بعيونى وليس بنظارتهم فاكتشفت عواراتهم واجرامهم وبدات أعيد قراءة تاريخهم من جديد، وقرأت كلام وتاريخ حسن البنا بصورة أخرى فوجدته انسان بشع عميل للمخابرات الانجليزية وأداة فى يد المحتل البريطانى ضد الحركة الوطنية، وهكذا بدات رحلة المراجعة الفكرية التى لم تتوقف حتى الآن.
* هل هناك انضمام لأشخاص جديدة في مبادرة المراجعات الفكرية؟
- الانضمام للجماعة ليس قرارا يمتلكه العنصر الجديد بل عملية تجنيد محكمة تقوم بها كوادر التنظيم دون ان يدرك العنصر الجديد لحقيقة مع يتعرض له من برامج تجنيد سرية، يسمى الاخوان هذه العملية بالدعوة الفردية ولكنها تشبه ما تقوم به اجهزة المخابرات فى تجنيد العملاء، كان يحدث ذلك فى الماضى أما بعد ما حدث لهم فى 2013 فاعتقد بان تكتيكاتهم فى ضم العناصر الجديدة قد تغيرت فأصبحوا يعتمدون على الاعلام والقنوات المعادية وصفحات السوشيال ميديا والكتائب الالكترونية فى كسب المتعاطفين والمؤيدين.
* وماهي المحاور الفكرية لمواجهة الجماعة؟
- محاربة الفكر المتطرف تطلب مشروع قومى تتبناه الدولة وتكون فيه الاهداف واضحة وتتناغم فى هذا المشروع جميع مؤسسات الدولة وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم والثقافة والاعلام والمؤسسة الدينية التى تفتقد حتى الآن لشجاعة الأخذ بزمام المبادرة بتنقية كتب التراث من كل ما يدعو للكراهية والتكفير ورفض الأخر، وأتمنى أن تتبنى الدولة بكل مؤسساتها هذا المشروع الضخم الذى يحافظ على الاجيال القادمة من الوقوع فى براثن التطرف والارهاب، وأتمنى ان يتم الاستعانة بالمفكرين الخبراء الحقيقيين فى تدشين هذا المشروع.
* كيف ترى وضع الجماعة في تركيا وقطر؟
- كما قلنا ان الاخوان تنظيم وظيفى يتم استخدامه لمحاربة مصر ودول المنطقة العربية بالوكالة عن كل المشاريع الطامعة فى بلادنا وتريد اضعافها والسيطرة على خيراتها مثل المشروع الصهيونى والتركى والفارسى والغربى (الامريمى البريطانى)، كلها مشاريع معادية تستخدم تنظيم الاخوان بالوكالة لتحقيق اهدافها فى نهب ثروات العرب، هذا هو دور الاخوان الاجرامى فى تركيا وقطر، فالاخوان عبارة عن مرتزقة لحساب الغير.
* هل الحلول الأمنية هي فقط القادرة على مواجهة الجماعة؟
- لا غنى أبدا عن الحل الأمنى فهو الضامن الأهم فى مواجهة هذا التنظيم السرى الخطير وهو المنوط به الحفاظ على الدولة وشعبها من مؤامرات تنظيم الاخوان ومن وراءه ولكن فى الوقت نفسه يجب ان تتضافر الجهود المدنية الأخرى لتدلو بدلوها فى هذه المعركة الخطيرة، فكما قلنا نحتاج الى مشروع قومى يقاوم هذه الافكار العفنة لكى يحافظ على المستقبل.