تعرف على الـ6 مرشحين لخلافة أبو بكر البغدادي زعيم داعش - ملف
في بيان عاجل من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي، حيث قال إنه مات "وهو يبكي ويصرخ" في هجوم شنته القوات الأميركية الخاصة في شمال غرب سوريا فيما وصفه بانتصار كبير على التنظيم المتشدد.
وخلال كمته بالبيت الأبيض، قال ترامب إن البغدادي قتل نفسه أثناء غارة بتفجير سترة ناسفة بعد فراره داخل نفق مسدود، مضيفًا أن تحليل الحمض النووي الذي أُجري بعد 15 دقيقة من مقتل البغدادي جاء إيجابيا.
ورغم مرور ساعات الحال داخل التنظيم عبر المنصات الإلكترونية التابعة للتنظيم داعش والتي يسيطر عليها عناصره، هو أشبه بالصمت التام، حيث لم يثير أي من عناصر التنظيم على حلفائه، بيان الرئيس الأمريكي والذي يؤكد مقتل "البغدادي" عبر طائراته الحربية، وهذا يلفت الأنظار إلى أن عناصر التنظيم مازالوا في انتظار بيان النعي الرسمي من داخل التنظيم وتعيين خليفة له.
خلفاء زعامة التنظيم داخل داعش
استطاع أبو بكر البغدادي حال سيطرته على التنظيم أن يكون صاحب زمام كل الأمر والمسيطر الأول والأخير على كل مجريات الأمور داخل تنظيم داعش، فخلال السنوات الماضية لم يستطع أي من أفراد التنظيم داخليًا الإنقلاب عليه، كما فعل أي شئ ضده، لانه كان يحكمهم بالقتل وسفك الدماء، حيث خلال عام 2017 ظهر تيار داخل التنظيم أكثر تشددًا وهو ما يسمى بـ"التيار الحازمي"، ولقوته داخل التنظيم استطاع أن يسقطه بالكامل، وطرد جميع نوابه المؤيدين لهذا التيار وهذا ما قد يحدث خلال هذه الأيام من خلال الصراعات الداخلية وتجنبًا لذلك وضع مجموعة من الأسماء لخلافته على رأس التنظيم.
1- أبو عبد الله قرادش
وفي السطور القادمة نستعرض أسماء المرشحين لخلافة البغدادي، حيث يأتي في المرتبة الأولى من المرشحين لخلافة البغدادي، أبوعبد الله قرداش، إذ رشحه البغدادي، خليفةً له لزعامة التنظيم، وما سماه في بيان له "رعاية شؤون المسلمين".
"قرادش"، هو أحد نواب "الغدادي"، واسمه الحقيقي "أمير محمد سعيد عبدالرحمن محمد المولي"، أصله عراقي، من بلدة تلعفر شمال غرب مدينة الموصل، وكان سجينًا سابقًا في سجن بوكا بمحافظة البصرة جنوب العراق الذي كانت تديره القوات الأمريكية في حينها بعد عام 2003 وهو نفس السجن الذي كان البغدادي موجوداً فيه بالفترة نفسها، ومن ثم فإن العلاقة الوثيقة بين الرجلين، البغدادي وقرداش، وتعود جذورها إلى ما قبل قرابة 16 عامًا.
عينه "البغدادي"، في عدة مناصب داخل التنظيم، حتى وصل إلى أمير ديوان الأمن العام في سوريا والعراق، وهو أحد أقوى الدواوين داخل داعش، والمسؤول عن حماية القيادات والتخلص من أعداء التنظيم، كما أشرف في وقت سابق على ديوان المظالم، وهو ضمن الإدارات الخدمية التي أنشأها التنظيم خلال سيطرته على المدن، كما تولى منصب وزير التفخيخ والانتحاريين في التنظيم، وأشرف بنفسه على التفخيخ أثناء معارك التنظيم ضد الجيش الحر في سوريا.
وتضاربت الأنباء الواردة من تقارير صحفية، حول عمل "أبو عبد الله"، حيث كشفت بعضهم انه عمل ضابطا في السابق في جيش صدام حسين، وبزغ نجمه في التنظيمات المتشددة بعد سقوط صدام عام 20003، إلا أن أخرى تحدثت عن كون قرداش والذي ولد عام 1976، تخرج في كلية العلوم الإسلامية في الموصل، ولم يعمل ضابطا كما أشيع عنه.
وفي 8 أغسطس الماضي، نقل تقرير لجهاز الأمن الوطني العراقي المعني بملف الإرهاب والجماعات الإرهابية، بتولي قرداش أن ينقل التنظيم لمرحلة خطيرة للغاية من العنف العشوائي الذي يطال المدنيين بطريقة انتقامية، كما أن ترشيح قرداش قد يطرح احتمالات خطيرة لعودة العمليات الإرهابية التي تستهدف إثارة الفتنة الطائفية في العراق.
وأطلق عليه مجموعة من العناصر أنه "الأستاذ" داخل التنظيم، وقيل عنه أنه يتمتع بكاريزما ويمتاز بالقسوة وعدم المسامحة والتشدد وبقدرته العالية على الإقناع لذلك كان يتولى بنفسه الإشراف على إدارة بعض إمارات التنظيم الإرهابي.
وقال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية فاضل أبو رغيف، إن أسباب اختيار البغدادي لقرداش كخليفة له، قد تكون بسبب شخصية قرداش الاستقطابية القادرة على إعادة تنظيم الأفراد والمجموعات المنفردة و المنحلة، ومن ثم امتصاص حالة الاستياء والاحتقان والنقمة بين المقاتلين المهاجرين والمحليين.
وفي حالة من اللغط التي يقوم به التنظيم دائمًا، كتبت صحيفة النبأ الناطقة باسم التنظيم في عددها رقم 193، بلفظ تقبله الله وهو لفظ يطلق في التنظيم على من قتل لكن لك تصرح بشكل مباشر بمقتله.
قام باعتقال وتتبع القيادات الداعشية التي كانت على خلاف مع البغدادي في الفترة الممتدة من 2017 وحتى أواخر 2018.
2- جلال الدين التونسي
وكطبيعة التنظيمات المسلحة فإنها تضع مجموعة من الأسماء لخلافة القيادات الموجودة، حيث يأتي في الترشيحات المتوقعة لخلافة أبو بكر البغدادي، أحد نوابه ويحمل لقب "جلال الدين التونسي"، وإسمه الحقيقي محمد بن سالم العيوني، من مواليد 1982، وهو من سكان مدينة سوسة الساحلية وسط تونس، وهو أمير تنظيم داعش في ليبيا قبل هروبه إلى سوريا.
إلتحاقه بالتنظيمات المسلحة، جاءت فكرته بعدما سافر في تسعنيات القرن الماضي، كغالبية الشعب التونسي نتيجة الإحتلال الفرنسي أنذاك، إلى فرنسا للعمل هناك ومن ثم حصل على الجنسية الفرنسية، وتزامن مع ذلك التحاقه بالتنظيمات المسلحة، كما قاتل في العراق وسوريا عامي 2013 و2014، وقبل الانضمام إلى الجماعات المسلحة دخل إلى تونس عامي 2011 – 2012، وفي تلك الفترة كان على تواصل مع قيادات وعناصر "كتيبة عقبة بن نافع" المسلحة.
ومن خلال هذا التواصل، هرب من تونس متجهًا إلى ليبيا، عام 2013، حيث هرب بعد اغتيال أحد أفراد الحرس الوطني التونسي، وتمركز في مدينة صبراتة الليبية، ومنها إلى بنغازي في معسكر للتدريب تابع لأنصار الشريعة، تمهيداً للذهاب إلى سوريا عبر تركيا برفقة مجموعات من كتيبتي الغرباء والبتار.
وفي عام 2014، قرر الهرب بتجاه سوريا للحاق بنداء "البغدادي" للقيام بالدولة الإسلامية، حيث وصل وبايع تنظيم داعش، وبعد شهور قليلة اختاره البغدادي بأمر مباشر ليكون أميرا للتنظيم في ليبيا والعودة إليها بعد الهزائم التي تلقاها التنظيم وتضييق الخناق عليه في شرق ليبيا، وهروب أحد قادة التنظيم يُدعى أبو موسى التونسي، بأكثر من مليون دولار.
3- أبو محمد الشمالي
ويأتي في المرتبة الثالثة من بين المرشحين لخلافة أبو بكر البغدادي، هو "أبو محمد الشمالي"، اسمه الحقيقي طارق الجربا، يحمل الجنسية السعودية، يلقب بمسؤول الحدود حيث كان المشرف على عمليات تهريب المقاتلين والأموال والمعدات إلى سوريا عبر الحدود التركية، ورصدت أمريكا مبلغ 5 ملايين دولار لمن يرشد أو يساعد في القبض عليه.
عمل "الشمالي" داخل التنظيم على نقل الإرهابيين الجدد من أوروبا إلى سوريا وذلك وحسبما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنه كان يسلك مدينة جرابلس السورية على الحدود مع تركيا، لنقل الإرهابيين الجدد، كما كان يشرف على التحويلات المالية والتهريب ونقل المعدات من أوروبا وشمال أفريقيا.
بدأ العمل داخل التنظيمات المسلحة، منذ عام 2005، قبل أن ينضم إلى داعش في 2014، مع نداءات أبو بكر البغدادي لتأسيس ما تسمى بالدولة الإسلامية، ومنذ ذلك الحين ويقيم "الشمالي"، في مدينة جرابلس شمالي سوريا على الحدود مع تركيا للإشراف على العمليات عبر الحدود.
ويرجح الخبير الأمني العراقي، هشام الهاشمي، أن يكون خليفة "البغدادي" سعودي الجنسية، أو ما يُعرف في اللهجة العراقية بـ"جزراوي"، في إشارة منه إلى "أبو محمد الشمالي"، قائلًا: "إنه من بين القيادات الكاريزمية ذات البعد الوطني القومي هي الأشد تأثيرًا في التنظيم، لافتًا إلى أنهم يتبعون الفكرة والعقيدة، لكنهم في حال الوصول إلى مرحلة توزيع السلطة والثروة يصبحون أكثر عنصرية للقومية والعشائرية بشكل أكبر".
4- فابيان كلين
ويأتي في المرتبة الرابعة لخلافة أبو بكر البغدادي، فابيان كلين 37 عاما، وهو فرنسي الأصل ومن مواليد جزيرة "لاريونين" الفرنسية، وهو المسؤول الأول عن مجزرة باريس في 13 نوفمبر 2017، والتي راح ضحيتها 129 شخصا، وقد أعلن عن ذلك في تسجيل صوتي له، إضافة إلى أعماله الكثيرة في تجنيد المقاتلين بأوروبا والتنسيق معهم للعمليات الإرهابية هناك.
يعيش فابيان حاليا في سوريا، وبرز اسمه لأول مرة ضمن تقارير الاستخبارات الفرنسية بمنطقة تولوز في 2001 عن مجموعة من العناصر المتشددة، وقد اعتبرت هذه المجموعة، التي كان يتزعمها الفرنسي من أصل سوري أوليفيه كوريل الملقب بـ"الأمير الأبيض"، بكونها إحدى حاضنات المتشددين في فرنسا.
واعتنق فابيان الإسلام في 1990، وعند خروجه من السجن في 2012 بعد قضائه لعقوبة جراء إدانته بتهمة تجنيد مقاتلين في فرنسا لترحيلهم إلى العراق، استقر في منطقة “نورومندي” شمال فرنسا.
5- أبو الحسن المهاجر
ومن بين المشاهير داخل التنظيم والذي تقلد المناصب بسرعة كبيرة حتى وصل إلى المتحدث باسم التنظيم، والمتوقع أن يكون الخليفة الرسمي لـ"البغدادي"، لكونه على دارية كبيرة بما يحدث داخل التنظيم، هو أبو حسن المهاجرـ هو الناطق الرسمي باسم التنظيم منذ نهاية العام 2016، بعد اغتيال "أبو محمد العدناني".
يعتبر المهاجر من القادة القلائل الذين لم تتوفر أي معلومة عن هويتهم، ولم يتمكن التحالف الدولي ضد التنظيم، حتى من تحديد جنسيته، ويتوقع الكثير أن يكون التنظيم قد أعد المهاجر للقيادة خلفا للبغدادي، لا سيما أنه تصدر المشهد في فترة الغياب الطويلة لزعيم التنظيم الذي أعلنت واشنطن قتله الأحد.
6- حجي عبدالناصر
ويأتي في المرتبة الأخيرة المتوقع أن يصبح زعيم تنظيم داعش الإرهابي، هو حجي ناصر، أو "عبدالناصر"، وهو مدرج على لائحة الإرهاب الأمريكية منذ نهاية العام 2018، وبحسب التقارير الأمنية التي تناقلت عنه فإنه تقلد مناصب كثيرة داخل التنظيم، أبرزها قيادته العسكرية للتنظيم في سوريا، كما عين رئيسا للجنة المفوضة لتنظيم الدولة، وهي المسئولة عن منهجية وسياسات التنظيم، والتي شهدت نزاعات حادة بين أعضائها خلال السنوات الماضية.
وخلال السنوات الماضية تناقلت تقارير أمنية كثيرة عن مقتل حجي عبد الناصر، إلا أن أمريكا لم تؤكد أو تنفي ذلك، وهو ما يرجح أنه على قيد الحياة، حيث يعرف بأنه، بأنه الأكثر تشددا داخل تنظيم داعش، والذي تسبب في تخوين تيارات كاملة داخل التنظيم، واعتقالهم، وقتلهم لاحقا.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان وضعه على لوائح الإرهاب، إن العقوبات تنص على تجميد أصوله المالية ومنعه من السفر، بالإضافة إلى حظر على الأسلحة.
وشغل حجي عبد الناصر "عدة مناصب رفيعة داخل تنظيم داعش، فكان "أميراً" للقوات ووالياً في سوريا، ورئيس مجلس مفوض "يمارس رقابة إدارية على شؤون التنظيم الإرهابي" ويأتمر مباشرة بزعيمه أبو بكر البغدادي"، وفق الوزارة.
كما أضافت أن "هذا المجلس كان مكلفاً إعداد وإصدار الأوامر المتصلة بعمليات داعش العسكرية وجباية الضرائب والشرطة الدينية والعمليات التجارية والأمنية".
خبير يكشف السيناريوهات المتوقعة
ويقول عمرو فاروق الباحث في شؤون الحركات المسلحة، إن "هناك عدد من السيناريوهات المنتظرة لمصير تنظيم داعش الإرهابي عقب الاعلان عن مقتل زعيمه أبو بكر البغداي خلال غارة نفذتها قوات النخبة الامريكية".
وأضاف فاروق في تصريحاته، أن "السيناريو الأول قيادة مؤثرة، وهو ان يستمر تنظيم داعش وبقاءه على ما هو عليه في ظل وجود قيادة قوية لديها القدرة على الهيمنة وتستطيع السيطرة على مفاصل التنظيم وإعادة ترتيب الأوراق داخل البيت الداعشي، لاسيما إذا تم تنصيب أبو عمر قرداش، الذي تم تعيينه نائب للبغدادي خلال الأشهر القليلة الماضية بعد إصابة البغدادي، خاصة أنه يعتبر قائد عسكري بحكم كونه ضابط سابق في الجيش العراقي، وتولى مسوؤلية الجهاز الأمني في داعش، كما أنه مرجع شرعي سابق لتنظيم القاعدة، ما يؤهله لوضع التنظيم في مرحلة جديدة، والقضاء على الخلافات والصراعات الداخلية التي تعصف بالكيان وفروعه، المشتعلة بين ما يعرف حاليا بتيار الأنصار وتيار المهاجرين".
وتابع: "السيناريو الثاني: أن تكون القيادة ضعيفة، وهي تحول التنظيم داخل سوريا والعراق، إلى مجموعة من الخلايا العنقودية، وفق استراتيجية "الذئاب المنفردة" أو "خلايا التماسيح"، والتعايش مع فكرة التكييف الكموني، ومحاولة التخفي في التضاريس الطبيعية الصعبة داخل المناطق الصحراوية على الحدود السورية العراقية والبقع الجغرافية القريبة، مكونين جيوبا جديدة، والاتجاه لتعديل التكتيك وفق ما يسمى بحرب العصابات".
وأوضح أن السيناريو الثالث: استقلال الفروع، وهو بقاء بعض الفلول الداعشية في سوريا والعراق، تحت قيادة ضعيفة، مع اعلان انفصال فروع وولايات التنظيم المنتشرة في نطاقات جغرافية ممتدة داخل أفريقيا وأسيا، والمنطقة العربية، واستقلال قيادات هذه الفروع عن التنظيم الأم، وتحويلها لكيانات ونسخ جديدة من التنظيم بمسميات متعددة، تحمل نفس التوجهات والأفكار والأدبيات، ما يعد محاولة لخلق زعامات تكفيرية متطرفة جديدة تمنح الساحة الجهادية المسلحة زخما خلال المرحلة المقبلة.
واختتم بقوله: "السيناريو الرابع: التفكك الكامل، وهو تفكك التنظيم بكل مكوناته وفروعه وولاياته سواء داخل سوريا والعراق أو في أي نطاق جغرافي أخر، وتماهي عناصره وخلاياه في مكونات أخرى ينتج عنها نسخ جديدة من التنظيم الأم تحمل نفس التوجهات والأطروحات التكفيرية في ظل وجود العديد من المرجعيات التي تعمل على بقاء وبلورة الفكرة التكفيرية لدى الأجيال الجديدة، لاسيما أن ما يطلق عليهم "أشبال الخلافة"، الذين يمثلون وقودا للتنظيمات الجديدة خاصة داخل أفريقيا التي وظفها داعش لعمليات الاستقطاب والتجنيد للأجيال الجديد وفقا استراتيجية الإخوان في تجيند الأطفال والمراهقين.