هل انتهى تنظيم داعش الإرهابي للأبد بعد مقتل "البغدادي"؟
أكد عدد من الخبراء في شئون الحركات الإسلامية أن العملية التي تمت من قبل قوات التحالف الدولي باستهداف مخبأ زعيم تنظيم داعش، أبوبكر البغدادي، وأدت إلى مقتله، لن تنهي حياة "داعش" إلى الأبد، بل ستضعفه وتبقيه في حالة من "الكُمون" لفترة وجيزة، وسيعود بإنتاج نفسه مرة أخرى عن طريق تنفيذ عمليات إرهابية لإثبات وجوده، لافتين إلى أن فروعه المنتشرة أقوى من المركز بسوريا والعراق.
وقال ماهر فرغلي، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، في تصريحات لـ"أمان"، إن العملية التي نفذتها قوات التحالف الدولي باستهداف البغدادي والقضاء عليه لا تعني نهاية التنظيم بموت زعيمه، فالتنظيمات صاحبة الأيديولوجيات لا يتم القضاء عليها بموت قائدها، ولكن ذلك يضعفها فقط.
وأوضح "فرغلي" أن التنظيم الإرهابي سيظل في حالة "كُمون" وخلافات داخلية على من يخلف بعد مقتل القائد، ولكن التنظيم الإرهابي مرتب لهذا الأمر، ففي الهيكلة الجديدة للتنظيم يعد "البغدادي" هو الرمز ويدير الأمر بشكل مباشر، مشيرًا إلى أن التنظيم لا مركزي، والجهاز الأمني هو من يدير التنظيم، بوجود اللجنة المفوضة.
وأشار "فرغلي" إلى أن مؤسسى التنظيم، وهم 43، تم قتلهم جميعًا، أبرزهم أبومحمد العدناني المتحدث السابق للتنظيم، وكان آخرهم "البغدادي"، فالتنظيم لن ينتهي بقتل زعيمه، والبديل الآن هو حجي عبدالناصر، الذى سيدير أمور التنظيم، وسيبقى التنظيم في حالة كمون ثم سيعود مرة أخرى لإثبات وجودة ثانية عن طريق تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية التي اعتاد عليها.
ونوّه الباحث في شئون الحركات الإسلامية بأن عملية قتل البغدادي تمت بعد تنسيق استخباري كبير، مشيرًا إلى أن أحد عناصر التنظيم تم القبض عليه، وأدلى بمعلومات هامة وتفصيلية عن المكان الذي يختبئ فيه "أبوبكر البغدادي"، فتم القضاء عليه مع زوجتيه ومساعده.
وأكد أن الأمر الوحيد الذي سيضعف التنظيم هو الخلافات الفكرية المتواجدة، بعودة التيار الحازمي المتشدد مرة أخرى الذي كان يسيطر عليه "البغدادي" في وجوده، منوهًا إلى أن الخلافات الأيديولوجية، وما حدث داخل التنظيم في الآونة الأخيرة، من الأمور التي ستضعف داعش في الوقت الحالي، ولكن التنظيم مستمر وباقٍ.
من جانبه، أكد هشام النجار، الباحث في الشئون الإسلامية، في تصريحات لـ"أمان"، أن نهاية التنظيم بعد قتل البغدادي سابقة لأوانها، ففروع التنظيم الإرهابي صارت أقوى من المركز بسوريا والعراق، فالفروع بأفغانستان، وهو تنظيم خراسان، وكذلك بمنطقة الساحل والصحراء بقيادة أبووليد الصحراوي، وفرع التنظيم في نيجيريا، ومجموعة بوكو حرام، ثم فروع التنظيم بجنوب شرق آسيا، خاصة فرعه بإندونيسيا، جميعها تشكل حضورا مستقبليا للتنظيم كمنهج وكيان حركي له نشاطه ومواقفه وممارساته وأدبياته، ومقدرته المتواصلة على التجنيد، وإرسال الرسائل السياسية والإعلامية، وتلقي تمويلات، وخلق مراكز ومناطق نفوذ جديدة.
وأوضح "النجار" أن مرحلة ما بعد قتل البغدادي ستعتبر فترة انحسار مؤقتة سيحاول التنظيم بعدها إعادة إنتاج نفسه وطرح اسم جديد لتولي زعامته، لافتًا إلى أن هذا الأمر سيكون بمساعدة قوى ودول لها مصلحة في مواصلة حضور هذا التنظيم، وتحقق مكاسب سياسية من وراء حضوره وممارساته في الداخل العربي، كتلك القوى التي لها مشاريع توسع ونفوذ في العمق العربي، كإيران وتركيا، مؤكدًا أنها تجد في حضور داعش ونشاطاته مبررًا لوجودها ومسوغًا لتبرير وجود قواتها وميليشياتها بزعم محاربة الإرهاب والتكفير السني.
بينما أكد خالد الزعفراني، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، في تصريحات لـ"أمان"، أنه بمقتل أبوبكر البغدادي زعيم داعش، انتهى حلم "خلافة داعش" للأبد، وستنتهي جماعات التكفير قريبًا، موضحًا أنه في خلال عدة سنوات قليلة سينتهى تنظيم داعش تمامًا، ولن تقوم له قائمة مرة أخرى.