باحث: زعماء تركيا لم يعرفوا سوى الخيانة على مدار تاريخهم
قال الكاتب الصحفي محمود البتاكوشي إن سلاطين الدولة العثمانية لم يعرفوا سوى الخيانة؛ من أجل الوصول للعرش.
إذ لفت إلى مسألة قتل الأخوة التي تعتبر عادة عند سلاطين العثمانيين، التي كانت بدايتها عندما أصدر السلطان الفاتح فرمانًا ، بعد حصوله على فتوى شرعية من «دده أفندي»، شيخ الإسلام آنذاك، تجيز ذاك الفعل، وتنص الفتوى على " وإن تيسرت السلطنة لأحد من أبنائي، فإنه ومن أجل المصلحة العامة يصح له قتل إخوته، إن هذا قانون آبائي وأجدادي، وهو كذلك قانوني، ولقد جوز أكثر العلماء ذلك، فليعمل بموجبه حالًا".
ويبقى الفرمان الذي أصدره الفاتح بجواز قتل السلطان لإخوته حفاظًا على الدولة العليا نقطة سوداء في تاريخه؛ ما أسهم في تداعي الإمبراطورية العثمانية، وسقوطها في نهاية المطاف.
وأشار "البتاكوشي" خلال حواره في برنامج "كل يوم" على قناة "ON E" مع الإعلامية خلود زهران، لمناقشة كتاب "اردوغان وخطايا بني عثمان"، ان السلطان الغازي سليم الأول وصل إلى عرش السلطنة العثمانية 1512، بعد انقلاب عسكري دموي قام به على والده «بايزيد الثاني»، بدعم من الإنكشارية وخاقان القرم، ونجح في مطاردة إخوته وأبنائهم والقضاء عليهم، حتى لم يبق له منازع في الحكم.
وانتقل "البتاكوشي" إلى السلطان سليمان القانوني قائلًا إنه على الرغم من وصول الدولة العثمانية في عهده إلى أوج مجدها، ووصول جيوش الدولة العليا إلى أبواب فيينا عاصمة النمسا، فوقعت في عهده أحداثًا كارثية، أصبحت علامات سوداء في سجله.
وبدأ سليمان هذه الأفعال بقتله للصدر الأعظم إبراهيم باشا الإفرنجي، بناءً على وشايات ومؤامرات «خُرَّم»، الزوجة الثانية للسلطان سليمان القانوني.
ولم يكن غدر القانوني بصدره الأعظم هو الخطأ الوحيد، فقد سقط أحد أعظم سلاطين المسلمين في فخ الوشايات كثيرًا؛ إذ أقدم على قتل ابنه وولى عهده الأمير شاه زادة مصطفى، وطفله الرضيع بناء على مؤامرة من زوجته «خرم»، ولم يكتفِ سليمان بذلك فحسب بل قام بعد ذلك قتل ابنه بايزيد و4 من أحفاده خوفًا من الانقلاب عليه.
/
وأضاف الكاتب الصحفي ان الدولة العثمانية كانت متعطشة للدماء والرغبة في الانتقام والتشفي على مر تاريخها وأوضح دليل على ذلك موقف سليمان القانوني في موقعة موهاكس 29 أغسطس عام 1526م بين الدولة العثمانية وأكبر حلف عسكري ”الإمبراطورية الرومانية المقدسة" بقيادة المجر في جيش تجاوز الـ200 الف مقاتل واستمرَّت الحرب ساعة ونصف الساعة وأقصى تقدير ساعتين، في نهايتها أصبح الجيش المجري في ذمة التاريخ، بعد أن غرق معظم جنوده في مستنقعات وادي موهاكس، ومعهم الملك فيلاد يسلاف الثاني جاجليو وسبعة من الأساقفة، وجميع القادة الكبار.
وأراد الجيش الأوروبي الاستسلام؛ فكان قرار السلطان سليمان القانوني الذي لن تنساه البشرية لوحشيته وبربريته: "لا أسرى اليوم"!، وأخذ الجنود العثمانيون يناولون من يريد الأسر من الأوروبيين سلاحه ليقاتل أو يذبح حياً ! وبالفعل قاتلوا قتال الميئًوس واليائس، ورغم هذا تم أسر 25 ألف جريح، وتم عمل عرض عسكري في العاصمة المجرية من قبل العثمانيين، وقبَّل الجميع يد السلطان سليمان.
وأكد "البتاكوشي" انه بالرغم من قوة وجبروت السلطان سليمان القانوني الذي يعد أقوى ملوك الأرض بعد الاسكندر الأكبر كان العوبة في يد جاريته الروسية "روكسلانا" أو "خرم" كما أسماها والمعروفة في الوطن العربي بالسلطانة "هَيام" حيث كسر العرف العثماني بمنع الخليفة من الزواج متحديا جميع الأعراف والتقاليد السلطانبة وقتها لفرط حبه وشغفه بها.
وأضح الكاتب ان السلطان بايزيد الأول تم اذلاله على يد تيمورلنك بعد هزيمته في معركة أنقرة عام 1402،إذ اجبر زوجته الأميرة الصربية أوليفيرا لازاريفيتش على الخدمة عارية في احتفال نصر أعده عدو زوجها وكانت سببًا رئيسًا لوفاته حزنًا وهو يشاهدها تجبر على الخدمة عارية في بلاط عدوه، أو ترقص عارية.
بعد هذه الواقعة امتنع السلاطين العثمانيون عن الزواج بجواريهم، فأصبحوا لا يتزوجون جواريهم إلا وهم أمراء وظل السلاطين العثمانيون على هذا المنوال لعشرات السنين حتى تزوج السلطان سليمان القانوني من جاريته روكسلانا، التي تشتهر في التاريخ بالسلطانة هيام.
وأختم البتاكوشي كلامه في برنامج كل يوم أن شغف العثمانيين بالقتل والجواري أدى لضعف الدولة العثمانية وتأكلها حتى سقطت في النهاية على يد مصطفى كمال أتاتورك الذي أسقط الدولة عام 1922 وهدم الخلافة الإسلامية عام 1924 وفي عام 1928 أصدر الحاكم بأمره في تركيا دستورًا جديدا عام 1928، لم ينص فيه على إسلامية الدولة، وقرر مصطفى كمال أتاتورك بعد ذلك، وضع كل شؤون الدين تحت سيطرة الدولة، ورسخ في الثقافة التركية الحديثة فكرة أن الدين مسألة شخصية، ليس له علاقة بالدولة.