خناقة سلفية بسبب منهج محمد بن عبدالوهاب
اشتعلت المعارك السلفية السلفية الخالصة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد المقال الذي نشره مدحت أبوالدهب، الداعية السلفي المثير للجدل، وينتقد فيه منهج محمد بن عبدالوهاب، الذي يعتبر أساس كل الجماعات الإسلامية في مصر، من ضمنها مدرسة الدعوة السلفية بالإسكندرية.
وبسبب هذا المقال شن عدد كبير من السلفيين هجومًا شرسًا على "أبوالدهب"، معتبرين مقاله تشويهًا للمنهج السلفي ككل، وكان على رأس المهاجمين لـ"أبوالدهب" الشيخ خالد آل رحيم، القيادي بالدعوة السلفية، الذي رد على مقاله بمقال آخر يرد فيه على الهجوم على منهج محمد بن عبدالوهاب، وكان المقال بعنوان "دفاعاً عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب"، وقال فيه: "نشر مدحت أبوالدهب مقالاً بعنوان (هل السلفية هي فقط منهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله؟)، وبعد قراءتي مقاله تبين لى أن المقصود هو هدم رموز الدعوة السلفية لمأرب، ربما يُفصح عنها قادم الأيام، فعزمت على الدفاع عن أحد رموز السلفية من المتأخرين، وهو الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، ابتغاء لمرضاة الله تعالى من باب الذب عن أعراض المسلمين، فضلاً عن أن يكونوا من رموزهم.
وأضاف خالد آل رحيم: أولاً ذكر الكاتب، وهو يطلب من والده وولده عدم التعجل والبحث عن الإنصاف والتجرد، وأظن أنه أبعد ما يكون عن ذلك مع اشتداد البكاء على الخلافة العثمانية (لها وعليها)، سواء اتفقنا عليها أو اختلفنا على نهايتها، وهذا له مقصد سنذكره، ثانياً ذكر أنه جالَس أحد كبار شيوخ السلفية ممن شرح كتب شيخ الإسلام، وأخبره بأن الشيخ خرج على الخلافة العثمانية، وبأنه يغالي في التكفير، ولم يذكر لنا دليلاً ولم يذكر من الشيخ، وهذا ينسف المصداقية بالمرة، والغريب أن الشيخ الذي يشرح كتب الشيخ يشرح كتب من يغالى في التكفير ومن يفعل أفعال الخوارج بالخروج على الخلافة الشرعية وهذا ما لا أفهمه، ثالثاً قال إنه سأل شيخًا آخر من شيوخ السلفية نفس الأسئلة عن طريق الاتصال فأجابه بأنه خرج على الخلافة لكنه لم يغال في التكفير، ولم يذكر لنا مَن الشيخ وإلى أي سلفية ينتمي، رابعاً قال جالست شيخاً كبيراً جداً وفاضلاً ومشهوراً ومن الاتجاه السلفي، وقد شرح وريقات الشيخ ابن عبدالوهاب فقال لى: إن ابن عبدالوهاب خارجي الفكر أصلاً، وهو تكفيري بالدرجة الأولى، وهذا الشيخ نفسه هو من يقوم بشرح ورقات الشيخ، فهل يجوز له أن يشرح لطلبة العلم الفكر الخارجي التكفيري؟.. نريد إجابة.
وتابع: خامساً قوله "ورقات" مقصودة ليقلل من علم ومؤلفات الشيخ رحمه الله، ولذلك قال له الشيخ المجهول لنا: وهل تعده شيخاً؟ فقال له: هو ليس له إلا بعض الورقات البسيطة في أبواب الاعتقاد وليس كل العقيدة، وأخذوا يكبروها ويشرحوها والمقصد التقليل من الشيخ، ولست أدري لماذا شيخه يشرح ورقات الشيخ ما دام لا يعترف به شيخاً؟، سادساً قدم النصيحة لوالده وولده بالتمسك بالكتاب والسنة والسلف ويأمره بعدم المغالاة، وبهذا يخرج الشيخ من السلفية مطلقاً، ثم ذكر أمورًا أخرى ومنها إدخال الدعوة السلفية وحزب النور في الأمر لأن الطعن لا يكتمل إلا بهما وفيهما، ولأنه يعلم أن أبناء الدعوة هم من سيتصدى للدفاع عن العلماء لأنه يتقربون إلى الله بذلك (نحسبهم على خير)، مع التنبيه على أن كل ما ذكر كلام عابر دون دليل، فنحن نطالبه بالدليل مع ذكر أولئك الذين يدرسون ويشرحون كتب الشيخ ثم يصفونه بأنه خارجي تكفيري جاهل ليس له نصيب من العلم.
واستطرد في مقاله قائلاً: سنبدأ بعون الله تعالى بكشف تلك الأباطيل على حلقات وسنكشف، ولو جانب بسيط، عن جوانب من حياة شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب حتى لا ينخدع الناس بالحديث البراق المأجور الذي يهدف لهدم السلفية بهدم رموزها، ونحن نعلم أن ذلك مؤدلج وممول لجهات ومناهج أخرى تدفع بالدرهم والدولار، وقد أشرنا سابقاً لذلك، وسنتحدث عن تاريخه وعلمه ومؤلفاته وجهاده، وماذا قدم لهذه الأمة ليُعلم قدر الشيخ بعيدًا عن طعون الأصاغر والتشكيك فيه وفي علمه وقدره، وكل ما سنذكره بالدليل ومن المراجع المعتمدة التى سنذكرها فى نهاية الحلقات لمن أراد أن يرجع إليها.