"منهج الصحابة في مواجهة الحرب النفسية" دراسة بالأزهر
كشفت رسالة دكتوراه أجراها الباحث علاء إسماعيل أحمد الشال، بعنوان" منهج الصحابة في مواجهة الحرب النفسية في عهد الخلفاء الراشدين"، أن الحرب النفسية تعني الحملة الشاملة التي تستخدم فيها كل الأجهزة والأدوات المتاحة للتأثير في عقول ومشاعر الجماهير بقصد تغيير مواقف معينة وإحلال مواقف أخرى تؤدي إلى سلوك يتفق مع مصالح الطرف الذي يشن هذه الحرب.
وأوضح الباحث، علي تأكيد أكثر الباحثين والكُتّاب على أهمية الحرب النفسية وخطورتها على الفرد والمجتمع كونها تستهدف النفس الإنسانية و تغرس بذور الفرقة والانقسام، وتضع العقبات أمام التقدم والتطور، وتعمل في الظلام، وتطعن من الخلف، وتلجأ إلى تشويش الأفكار، وخلق الأقاويل والإشاعات، ونشر الإرهاب، واتباع وسائل الترغيب والتهديد، مما يجعل هذه الحرب النفسية أشدّ خطورةً من حرب المواجهة العسكرية في ميادين القتال.
ونقل الباحث قول تشرشل: (كثيراً ما غيّرت الحرب النفسية وجه التاريخ)، وبينت الرسالة كيف اشتعلت الحرب النفسية ضد دولة الإسلام في عهد الخلفاء الراشدين بدايةً من موت النبي صلى الله عليه وسلم وانتهاءً بمقتل سيدنا الإمام علىٍ حيث استهدفت عقول المسلمين وروحهم المعنوية لإحداث الوهن والارتباك في نفوس المسلمين، لتحقيق الهدف الأعظمّ لدى الأعداء
وأشارت الرسالة إلي كيفية استخدام الصحابة لأسلحة مضادة للحرب النفسية أبطلت مفعول ما صنعه الأعداء في الفتوحات زمن الخلفاء، وتظهر خطورة الحرب على من تُستخدم ضدّه مما جعلها محلّ اهتمام الكُتّاب والسياسيين وعلماء النفس وعلماء الاجتماع وغيرهم.
وتتضمنت الرسالة علي خمسة أبواب، الباب الأول: أنواع الحرب النفسية وأساليبها وأهدافها فى عهد الخلفاء الراشدين، والثاني:أصول منهج الصحابة في مواجهة الحرب النفسية في عهد الخلفاء الراشدين، والثالث، والذي جاء بعنوان: خصائص منهج الصحابة في مواجهة الحرب النفسية في عهد الخلفاء الراشدين، ومقاصده، وأثره في الأمة، والرابع، التطبيقات العملية لمواجهة الحرب النفسية في عهد الخلفاءالراشدين وأثرها في الدعوة، والدعاة في العصر الحاضر ومواجهة الحرب النفسية.
وخلصت الدراسة في نتائجها إلى ضرورة التنبه لخطر الحرب النفسية على مصرنا الحبيبة ، وبين الباحث خطر الشائعات والدعايات والطابور الخامس وغيرها من الأساليب الماكرة المستغلة ضد مصر حالياً،ووضع الباحث روشتة علاج للوقاية من أخطار الحرب النفسية القائمة على قدم وساق ضد مصر والوطن العربي
أوصت الرسالة كذلك بفهم خطر الحروب الاقتصادية التي تشتعل فيها الحرب النفسية من دعايات وشائعات، وكذلك أوصت الرسالة بضرورة إطلاق الأزهر لقناتين فضائيتين موجهتين لأوروبا وبلاد آسيا تبين حقائق الإسلام
وبعد مناقشة استمرت قرابة خمس ساعات نال الباحث على درجة العالمية الدكتوراه بمرتبة الشرف
وتكونت لجنة المناقشة والإشراف من كل من الدكتور جمال فاروق جبريل عميد كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة مناقشاً خارجياً، والدكتورالمرسي محمود شولح أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بالمنصورة مناقشاً داخليا، والدكتور يسري محمد هاني أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بالمنصورة مشرفاً اصلياً، والدكتورإبراهيم عبد المنعم محمد أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية المتفرغ بالكلية مشرفاً مشاركا.