أطفال الإرهابيين الفرنسيين يحتاجون إلى علاج نفسي لبناء مستقبلهم
يعاني أولاد الإرهابيين الذين عادوا من سوريا أو العراق من صدمات تستلزم علاجا متخصصا من أطباء نفسيين للأطفال بعد مشاهد مرعبة جعلتهم عرضة لنوبات غضب وكوابيس.
عودة هؤلاء الذين يخشاها بعض الرأي العام باعتبارهم قنابل موقوتة محتملة مسألة حساسة جدا وتعالج حاليا في فرنسا "كل حالة على حدة".
والإثنين رفع جدان يطالبان بعودة حفيديهما إلى فرنسا، الملف إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لإدانة باريس.
بحسب الأرقام الرسمية للسلطات الفرنسية التي تعود إلى فبراير 2018 يقدر عدد الأولاد المولودين من أهل فرنسيين في العراق وسوريا بنحو 500 معظمهم صغار السن.
وقد توجه 350 منهم إلى هذين البلدين مع ذويهم في حين ولد 150 هناك.
وفي نهاية مارس أعلن وزير الدولة لشؤون الداخلية لوران نونيز أن "نحو 100 عادوا منذ 2015".
ولدى عودتهم يودع أحد الوالدين أو الإثنان في الحبس ثم يتولى القضاء المختص في قضايا الإرهاب ملفاتهم. ويفصل الأولاد عن الأهل لدى هبوط الطائرة.
وعاد بعض الأولاد دون ذويهم إما بسبب الوفاة أو بعد قبول والدتهم المعتقلة بأن يعودوا إلى فرنسا.
ثم يوضعون في عهدة مراكز إستشفائية لمعاينة أوضاعهم النفسية لمدة ثلاثة أشهر.
وقال تييري بوبي الطبيب النفسي والمسؤول عن أحد مراكز خدمات إيل دو فرانس مكلف متابعة الأولاد العائدين من العراق وسوريا، لفرانس برس "يعاني معظمهم من إضطرابات بعد تعرضهم لصدمات".
وأضاف "أصيب الطفل برعب وصدم لبعض التجارب ويرفض الخروج من حالة الخوف هذه". ويعيش الطفل مجددا مشاهد الرعب.
يضاف إلى ذلك "عوارض التجنب" أي أن "الطفل يتجنب كل ما قد يذكره بما كان شاهدا عليه من قريب أو بعيد".
وتابع "نشهد أيضا عوارض حالة التأهب القصوى المستمرة" ما يعني أن الطفل عاجز عن التركيز أو النوم "وكأن عليه مراقبة ما يحيط به بانتظام".