أستاذ بالأزهر: تعدد مناهج الجماعات الإسلامية سبب تفرقها
أكد الدكتور مراد حيدر، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن تعدد مناهج الجماعات الإسلامية، يؤدي إلي تشرذمها، وتفرقها، ويفرض منهج كل جماعة علي أتباعه التعصب لها، وعدم اتباع منهج سواه، وتتعدد مناهج الجماعات الإسلامية الدعوية والإصلاحية، تتفاوت من حيث أهمية الميدان الذي تعمل فيه.
وأضاف: نري علي السطح جماعات دعوية تعمل في ميدان العقيدة، فتركز علي تحقيق العقيدة وتصحيحها، وفقا لمفهومها، وكذا تحقيق التوحيد ومحاربة الشركيات والبدع وتنقية الدين مما شابه ورفض ما سوي ذلك من المناهج واهتمامات دعوية مغايرة لها.
وقال" حيدر": وتري علي الجانب الأخر، جماعة تركز علي الفكر، والعمل السياسي وتري التغيير لا يتم إلا عن طريق ثورة فكرية، وتنتفض المناهج الأخري، وصعيد ثالث يركز علي تربية المجتمع تربية إسلامية فيركز علي تنمية الإيمان في النفوس، واالإهتمام بالعلم الشرعي وغربلة الموروث النبوي.
وأوضح حيدر في تصريحات لـ" أمان" يشعر أتباع الجماعة بالانبهار بمنهجها الفكري ويقتنعون أنها علي حق، ومن ثم لا يقتنعون بالآراء التي تعارضهم، لا تسمح بتقبل أي رأي آخر سوي أراء الجماعة الخاصة بهم، فالعقلية الحزبية ضيقة لا تسمح بتلاقي الرؤي أو تلاقح الأفكار مع غيرها.
وتابع أستاذ الفقه: أن إنغلاق الجماعات الإسلامية علي نفسها، والانكباب علي وجهتها جاء ثمرة طبيعية لتلك العقلية التي توهمت أنها تقد الحل وتملكه دون غيرها، فعمت الأزمة، وكرستها، كما أن الأحادية الفكرية لدي هذه الجماعات المخالفة، وهذا مرض آخر ناتج عن حب التفرد والزعامة، وأنه يتعذر قيام الرأي والرأي الآخر، إذ لا مجال للنقاش والتشاور والتناغم، لأن الفكر أصبح أحاديا لا تستوعب المخالف.
وأشار من هنا غدت قضايا الفكر الإسلامي، ومسائل العمل الدعوي، محط التعصب المتمثل في عدم قبول الآخر، لأنهم يزعمون أنفسهم أنهم العصمة من الخطأ.