في أول خطبة بمسجد الفتاح العليم.. الأزهري: أرض الكنانة تمد يدها للعالم بالسلام
ألقى الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، أول خطبة جمعة من مسجد "الفتاح العليم"، الذي افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الأيام الماضية.
وقال الأزهري: من أعماق مصر العظيمة من مسجد الفتاح العليم، وفي عام جديد، تأتي هذه الخطبة لتكون رسالة موجهة للعالم كله من أرض الكنانة، أقول فيها باسمكم جميعًا، المصريين العظماء في شتى بقاع مصر، للعالم كله، إن عهدًا جديدًا وعامًا جديدًا ستشهد فيه أرض الكنانة مصر عدة شعارات، الأول الأمل الذي يتحول إلى عمل، والثاني الحلم الذي يحققه العلم، والشعار الثالث الإرادة التي تتحول إلى إدارة، وإرهاب ينهزم، وجرح يلتئم، وشعب مترابط ينسجم، جيش عظيم يحمي وشعب كريم يبني.
وأكمل: رسائلي التي أوجهها اليوم لكل طفل مصري يجري في حقول مصر على بساطها الأخضر في مختلف محافظتها، لكل طفل يستيقظ صباحًا وامتلأ وجدانه بحب وطنه، وحلم أن يخرج للدنيا ليشيد وطنًا يستحق مكانته في مقدمة الأوطان والدول، لكل سيدة مصرية ذات عقل متألق وفكر سابق وعطاء لا محدود تبني بيتًا ومؤسسة ووطنا، ولكل سيد مصري كريم في شتى ميادين الحياة، ولكل طالب جامعي، وحرفي متقن يهوى بمطرقته على الحديد ليحوله تحفة وصنعة تكشف عن عشقه بالعمران، ولكل طفل وسيدة وعامل وزارع وعالم، إلى أرض سيناء، إلى أرض النوبة، إلى حلايب وشلاتين، ومرسى مطروح، والسلوم والوداي الجديد بكل مدنه وبقاعه ومشاهده، إلى شعب مصر العظيم وأشقائنا العرب، وبلادنا من المحيط إلى الخليج، إلى أوروبا، وأمريكا، والصين، وروسيا، والهند إلى كل إنسان على ظهر الأرض.
وأضاف: شعب مصر العظيم، في عام جديد، وعاصمة جديدة لمصر، فقد آن لنا أن نصنع خطابًا دينيًا جديدًا تنطوي فيه صفحات مؤلمة من الإرهاب والكفر والعدوان والدماء وتمزيق الدول والشعوب، آن لنا أن يولد وينطلق للعالم من أرض مصر خطاب ديني جديد عميق مرتبط بأصله من القرآن والسنة وعلوم الأمة وحضارتها، متصل بالعصر بمختلف أزماته وأسئلته وتحدياته، قادر على حسن الربط ما بين هذين الأمرين.
واستطرد: آن لنا أن نطلق خطابًا يستلهم مدارس العلم الكبرى كالأزهر في مصر، والزيتونة في تونس، والقرويين في المغرب، والمسجد الأموي في دمشق، آن لنا أن نطلق خطابًا جديدًا يحقق الأمان والعلم والعمران، ويحقق محاسن الأخلاق ومكارم الشريعة، خطابًا تزول معه كل الجزئيات التي شُغل بها الناس واستهلكت وقتهم وعقولهم.
وأكمل: هيا بنا الى الأمام الى العمل، إلى العمران، إلى بناء الوطن، وتعزيز منظومة القيم وتعزيز البحث العلمي، إلى إشاعة الأمان في الدينا كلها، إلى محاربة الفقر والتخلف والمرض، إلى طي صفحة كل لحظة ألم شعر بها كل مصري.
وتوجه العالم الأزهري بتحية وحب وولاء إلى سيد وقف قبل بضعة ألوف من السنين على أرض مصر مدبرًا ومخططًا وراعيًا لأساليب خروج أرض الكنانة من أزمتها، مؤيدا بنور الوحي والنبوة، محفوظا بالعصمة والعناية، سيدنا يوسف بن إسحاق، يوم أن وقف وجعل نبوته ورسالته قائمة على أصلين، الأول الدعوة إلى توحيد الله الذي هو أساس سائر الرسالات، والأصل الثاني حماية مصر وإنقاذها وتدبير حكيم تتعافى به مصر، قال تعالى: "يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ" (46) سورة يوسف.
وختم خطبته: إيمان عميق بأن الوطن لا يتزلزل أبدا مهما عبرت عليه أزمات أو شدائد، ورسالة يوسف عبر السنين تتجدد اليوم، أرض مصر لا شيء يعادل رخائها إذا أقبل، ولا تحدث فيها شدة إلا ويأتي بعدها عام فيه يغاث الناس، عام يقطف فيه المصريون ثمرات تعبهم وصبرهم على مشقة بناء وطنهم، الرسالة الأولى دعوات فيها أن يجعل الله هذا العام عام رخاء ووفرة ويسر، والرسالة الثانية من مصر للعالم نطلقها اليوم من مسجد الفتاح العليم، أرض الكنانة تمد يدها لكم بالسلام والعلم والحضارة، وتدعو العالم كله إلى شراكة وصداقة وأخوة وبناء يليق بمصر وبالإنسانية.
رفع الأذان المنشد الشاب مصطفى عاطف، وحضر الخطبة الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، والدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي.