متى تُغلق صفحة داعش نهائيا في العراق؟
قال الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور أحمد الشريفي، إن هناك نشاطا ملحوظا لتنظيم داعش في هذه الفترة، فهو يستثمر مسألة إبطاء تشكيل الحكومة العراقية، وكذلك أزمة التوازنات التي تعصف في المنطقة، وتحديدا في المرحلة الانتقالية في سوريا والعقوبات الأمريكية ضد إيران، والخلاف في المنظومة الخليجية بين قطر والسعودية، وبين الأخيرة وبين تركيا.
وأضاف في تصريحات له على راديو "سبوتنك" الروسية، أن هذا كله يؤدي إلى إيجاد مغذيات لإعادة نشاط التنظيم العسكري، فهذه المشاكل حاضرة على المستوى الأمني، ونحن اليوم نحتاج إلى عمليات استباقية. وكنوع من إيجاد الحلول، كانت هناك ضربات للتنظيم عبر التحالف الدولي، وفي مناطق معقدة جغرافيا، وبعض الأهداف نفذت بواسطة القوات الجوية العراقية، وهذا كله يدل على أن المرحلة القادمة تحتاج إلى حلول، وهذا الحلول لا تقتصر فقط على البعد العسكري، وإنما يجب أن تكون هناك معالجة سياسية."
وعن الدوافع التي أدت إلى قيام التحالف الدولي بتنشيط ضرباته الجوية، يقول الشريفي: إن "هناك محفزات للتحالف الدولي تدفعه في تنفيذ الضربات الجوية، منها التنسيق بين قوات البيشمركة الكردية والقوات الاتحادية، لكن باعتقادي، فإن التحالف الدولي ماض باتجاه تفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية وإعادة الانتشار، يعني إعطاء مجال أوسع من النشاط العسكري والأمني للتحالف الدولي، وهي القضية التي قد تشكل سببا في عدم الاتفاق على الشخصيات التي من المفترض أن تتصدى للملف الأمني العراقي، في حال ما إذا كانت تتفهم هذا الوضع، أم سوف تأتي في إطار إعادة إنتاج المرحلة السابقة في مسألة تحديد الوجود الأمريكي أو المطالبة بانسحابه وما إلى ذلك."
وعما إذا سارت وتيرة الضربات الجوية للتحالف الدولي بهذا المستوى، هل سوف يتم القضاء بشكل تام على التنظيم، أما يبقى التهديد قائما، على اعتبار أن تنظيم "داعش" يعد تهديدا فكريا وليس فقط عسكريا، يقول الشريفي: إنه "على مستوى الفكر والتأثير على المجتمعات المحلية لم يعد التنظيم يمتلك هذه القدرة، حيث سقط القناع الذي كان يرتديه بشكل كلي، ولم تعد نظريات التنظيم مقبولة من قبل السكان المحليين، ولكننا نحتاج إلى جملة إجراءات، تبدأ بإعادة الإعمار وتفعيل القطاع الخاص، حتى يكون هناك شغل شاغل للسكان المحليين، وكذلك تفعيل الجهد الأمني والاستخباري. كل هذا سوف يكون حاضرا في البرنامج الحكومي القادم، ولكن قد يتعثر وقد ينطلق انطلاقة جيدة، فهو يتعثر إذا خضع السيد رئيس مجلس الوزراء الى ضغوط الكيانات السياسية والمحاصصة، أما إذا تحرر، فسوف يحقق عنصر جذب للإرادة الإقليمية والدولية الداعمة للعراق."