بعد أربع سنوات من المبايعة.. ماذا تبقى من الجهاز الإعلامي لداعش؟
في ظل الخسائر التي تلقاها تنظيم "داعش" الإرهابي، على جميع المستويات التنظيمية والعسكرية والانتشار، بدأ التنظيم في محاولة لإثبات الذات، من خلال إصداره مجلة جديدة تخاطب الأجيال الجديدة، بهدف استقطابهم وتجنيدهم لصفوفه، عقب هزائمه وتصفية قياداته وكوادره.
وحسب الغلاف، الذي اطلع عليه "أمان"، من المؤسسة التي تحمل اسم "العبد الفقير"، فقد حملت المجلة اسم "شباب الخلافة"، تلميحا للتركيز على الأجيال الجديدة التي يسهل استقطابها والتأثير على تفكيرهم ومعتقداتهم، وفقا لرؤيته الوحشية المنحرفة.
يذكر أن تنظيم داعش أول التنظيمات الإرهابية الذي اعتمد على السلاح الإعلامي، ، فكان له العديد من المنابر الإعلامية، واعتبرها جبهة قتالية أخرى تحقق مكاسب ربما لم يحصد ثمارها من أرض المعارك الدائرة مع خصومه.
منذ إطلاق التنظيم رأيته الأولى، كان يمتلك نوعين من المؤسسات الإعلامية، الأول المؤسسات الرئيسية التابعة له، وهي: "مؤسسة الفرقان: وتعد الذراع الأساسية للتنظيم، وكانت تابعة لتنظيم القاعدة في السابق.. ومؤسسة الاعتصام: وهي التي أنتجت إصدارات كثيرة.. ومركز الحياة للإعلام: معظم إصداراته باللغة الإنجليزية ومترجمة للعربية سبتايتل.. ومؤسسة أجناد: وأنتجت إصدارات صوتية عالية الجودة مثل "نشيد يا ربي أسألك"، ووكالة أعماق الإعلامية، وهي الخاصة بإصدار البيانات العاجلة".
والنوع الثاني المناصرة للتنظيم، وهى: "مؤسسة البتار: لديها عدد من الإصدارات منها "وجنـودا لـم تـروهـا".. ومؤسسة الخلافة: وهي التي أنتجت إصدار "عين الإسلام 2".. و مؤسسة ترجمان الأساورتي: ولديها عدد من الإصدارات.. وإذاعة البيان، وهي أول إذاعة للتنظيم في مدينة الموصل العراقية.. وقناة الخلافة، فقد أطلق التنظيم بروموشن دعائيا عن قناة مرتقبة باسم "الخلافة".
وفي دراسة بحثية، صدرت نهاية العام الماضي، عن المركز الأوروبي الخاص بدراسة التنظيمات الإرهابية، عددت الأسباب التي أنهت الامبراطورية، وكان من بينها أن القدرة الإعلامية لتنظيم داعش قد تعرضت لضربة خطيرة بسبب فقدانه مدينة الرقة التي كان يستغلها التنظيم كمدينة إنتاج إعلامي، وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن قوات التحالف الدولي، المناهض لتنظيم داعش، استهدفت على وجه التحديد خلايا الدعاية التابعة للتنظيم، على مدى الأشهر الماضية.
ورصد المرصد 5 مؤشرات دلل بها علی ترنح الشبكة الإعلامية الداعشية، في مقدمتها الانخفاض الكبير في حجم المحتوى الداعشي المنشور، إضافة إلى رداءة جودته، خاصة في الفيديوهات والصور.
وتلخص ثاني مؤشر في غلبة النغمة الدفاعية في الإصدارات الأخيرة، وثالثا تأخر التنظيم في إصدار البيانات التي يتبنى فيها مسئوليته عن الهجمات التي يُنفذها.
أما رابع مؤشر فكان المبالغة في الأسلوب وعدم الدقة في عرض المعلومة، مثلما كان يحدث في الماضي، وأخيرا وجود سقطات في الترجمة، خاصة في الترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبية.
واعتبرت الدراسة البحثية هذه المؤشرات أيضا تأكيدا علی أن التنظيم مستمر في توجيه دعوات الانضمام إليه، لافتة إلی أن الانضمام أصبح في صورة مناصرة على المواقع الإلكترونية، أو القيام بأعمال إرهابية في محل إقامة تابعي التنظيم، وليس في صورة هجرة فعلية إلى مناطق النزاع في الشرق الأوسط.